aleman59
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aleman59

منتدى اسلامى خالص
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» دعاء جميل جدا جدا
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالخميس مايو 12, 2022 6:07 pm من طرف Admin

» القران الكريم كاملا بصوت جميع المقرئين
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالخميس مايو 12, 2022 5:59 pm من طرف Admin

» مايقال فى سجده التلاوه
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالخميس مايو 12, 2022 5:56 pm من طرف Admin

» فديوهات للشيخ حازم
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالخميس فبراير 09, 2017 2:34 pm من طرف Admin

» الشيخ ايمن صيدح
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالخميس فبراير 09, 2017 11:20 am من طرف Admin

» الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالخميس فبراير 09, 2017 11:19 am من طرف Admin

» للعمل بشركة كبري بالدقي 2017
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 12, 2016 4:52 pm من طرف كاميرات مراقبة

» الانتركم مرئي وصوتي 2017
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 12, 2016 4:50 pm من طرف كاميرات مراقبة

» كاميرات مراقبة, كاميرات المراقبة, كاميرا 2016
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 12, 2016 4:48 pm من طرف كاميرات مراقبة

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
منتدى

 

 هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحاج
نائب المدير
نائب المدير
الحاج


ذكر
عدد الرسائل : 310
العمر : 63
المزاج : فى سبيل الله
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟   هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالأحد يوليو 27, 2008 3:20 pm

القصة عجيبة، والآية عظيمة، بما افتتحت به السورة نفسها ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ..﴾ (2) سورة يونس
فما أمره إذ أبق، ثم رجع فآمن له مائة ألف أو يزيدون، وهو الرقم الأعلى في القرآن؟.
وما علاقته بنوح، الصابر اللابث طويلا، وما آمن معه إلا قليل؟.
ولماذا يضع الله قصة يونس في أول سور النبيين، وسورة نوح في آخر سور النبيين؟.
ولماذا يأبق هذا الى الفلك المشحون، وينجو هذا في الفلك المشحون؟.
فماذا كانت يا ترى آيته؟، خاصة وهي الكرّة الثانية له في قومه، وهي عادة أضعف موقفاً من الاولى؟.
وهل تكون فوق بيّنات عيسى وموسى ورسول الله محمد عليهم الصلاة والسلام، وهم الذين لم يؤمن لهم كل أقوامهم؟.

﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ (148) سورة الصافات

هل تعرف الآية

التي لا يكفر عندها أحد؟!.


صلاح الدين إبراهيم أبو عرفة

هذا القصة القرآنية المنيرة، بحاجة إلى عميق نظر وكثير تدبر، كسائر قصص القرآن؛ ففيها من الأسئلة ما فيها، وفيها من عجيب أمر الله ما فيها، وفيها من الحكمة المخبوءة ما فيها؛ مثل ما توحيه هي من دقائق الظلمات التي لم يرها إلا الله، ولم ينبئ بها إلا هو..

وكما أشرنا وأثرنا من الأسئلة السابقة، فيظهر أن القصة الآية، أوالآية القصة، لم تستوف حقها عند الناس، ولم ينزلوها منزلة المنزّل لها.. الحكيم!.

فكان السؤال المفروض الأول..

بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه

حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟!.

وأي آية هذه التي لم نسمع بمثلها عند رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، إذ لم يؤمن لرسول الله كل قومه حين دعاهم أكثر من عشرين عاماً؟. وأي آية هذه التي تفوق للناظر شق القمر، وإحياء الموتى وخلق الطين طيراً، وشق البحر وناقة الله؟!.

ما هذه الآية العظمى التي لم يصرح القرآن بها، ولماذا؟!.

وقد بات واضحاً، أن هذا لم يكن لنبي غير يونس، وأن ما جرى ليونس كان حجة بالغة، أهّلت ليونس أن يستأنس أول كتاب الله، فيكون صاحب أول سورة باسم نبي صراحة!.

لنبدأ تدبرنا بعون الله الآمر بالتدبر!.

أولا: نحن على عهدنا وركننا الشديد، ألا نؤمن لغير كتاب الله، وما صحّ من حديث المعصوم، محمد عليه الصلاة والسلام.

فما كان من كلام الناس، فهو كلام ورأي، يجوز فيه الخطأ، كما يجوز فيه الصواب، فعلينا أن نمتحن كل قول ورأي، أيّاً كان صاحبه بعد نبي الله صلى الله عليه وسلم، أو ما أجمع عليه أصحابه العدول. فكل المؤمنين عندنا بخير، ولكن الحقّ أولى لنا!.

فأيما قول عن يونس عليه السلام لم يقله النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم، فليس بدين، وإنما الدين كتاب الله، أو ما صحّ عن نبيّنا صلى الله عليه وسلم، فذلك دين مفروض، وصواب لازم.

فهل صحّ في يونس عليه السلام، من حديث النبوة شيء؟.

نعم.. فقد صح فيه عليه السلام أكثر من حديث، ولكن...

لم يصح في قصته وما جرى له في الفلك وبطن الحوت من حديث النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم شيء!.. وسائر ما روي في يونس، إنما هو نسج وتأليف من الناس، الخطأ فيه أكثر من الصواب، والغث فيه أعمّ من السمين. وإن وجدناه في أمهات كتب التفسير!، فكتاب الله ورسوله شيء، وكتب الناس شيء دونه.

هذا، عدا ما وافق فيه النبي صلى الله عليه وسلم صريح القرآن من نداء يونس في بطن الحوت، واستحباب النبي لهذا الدعاء والحض عليه، بحديثه: دعوة ذي النون إذ دعاه وهو في بطن الحوت: ﴿لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين﴾؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط؛ إلا استجاب الله له .

ماذا تقول التفاسير؟.

قبل أن ندخل كتب المفسرين، نذكّر القارئ، بأن يحتفظ معه بالميزان القويم الذي يفرّق به بين الحق والباطل، وبين الخطأ والصواب، ألا وهو ما صحّ عن رسول الله فهو حق، وما لم يصح فليس بشيء، حتى يأتي صاحبه ببينة من الله!.

المفسرون، وباختصار، يقولون، وانتبه أن ما سيأتي هو قول المفسرين من الناس، وليس قول النبي عليه الصلاة والسلام، يقولون: إن يونس دعا قومه فلم يستجيبوا له، فأيس منهم ولم يصبر عليهم، فخرج من بينهم وفرّ من خدمة الله والرسالة، فأتى سفينة تحمل ناسا، فركب فيها، فهاجت بهم الريح، وماج بهم البحر، فاضطروا إلى إلقاء بعضهم في البحر، ليخف حمل السفينة، ولم يكن لهم سبيل إلى ذلك سوى الاستهام والاقتراع، فاستهموا، فوقع السهم على يونس، فأعادوا الاستهام، -لأجل منزلة يونس فيهم، فوقع السهم عليه مرة أخرى، وأخرى، حتى استسلموا لها وألقوه في البحر؛ فالتقمه الحوت، فأوحى الله إلى الحوت: لا تأكل له لحما ولا تهشم له عظما، فإن يونس ليس لك رزقا، وإنما بطنك تكون له سجنا.

ثم أدرك يونس ذنبه، فاستغفر، فألقاه الحوت بالعراء، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين.

وكان من أمر قومه أن أدركوا بعد خروجه من بينهم أن العذاب نازل بهم لا محالة، فخرجوا يبكون، برجالهم ونسائهم وصبيانهم، وفرقوا بين الغنمة ووليدها والبقرة ووليدها ولبسو المسوح، وصاروا يجأرون؟!.

هذا هو مجمل ما في التفاسير عموماً، ويكفي أن تتذكر أنها تأليفات، ليس لأحد ممن رووها بينة من الله ورسوله!.

فمن أين علموا أن السفينة اضطربت ولجّت في البحر؟، فلم يقل الله بهذا ولم يقله رسول الله، وهذا غيب لله، فمن أين قرأوه، ومن أين أتوا به؟.

و من أين أتوا بمرات الاستهام الثلاث، فلعلها كانت مرة أو مرتين، أو فلتكن خمسة؟.

ثالثا: من قال: إن فعل ساهم لا يأتي في لسان العرب إلا للاقتراع؟، ألا يأتي أيضا بمعنى شارك؟. وهو السهم، وهو شائع في الحديث ولسان العرب، فلماذا فرضنا المعنى الأول فقط؟. وما دليلنا على هذا الفرض؟.

التكمله اسفل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاج
نائب المدير
نائب المدير
الحاج


ذكر
عدد الرسائل : 310
العمر : 63
المزاج : فى سبيل الله
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟   هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالأحد يوليو 27, 2008 3:24 pm


ثم ما معنى مدحضين؟. وما استعمالاتها واستدلالاتها في اللسان؟، ومن قال إنها للإلقاء من شيء إلى شيء؟، وحتى إن كانت بمعنى الدفع، فالتفاسير تقول: إن يونس خلع ثيابه وألقى بنفسه طواعية!. وانظر إلى هذه أيضا، من أين علموها؟، ولماذا يخلع ثيابه رجل يعلم أنه هالك، بل لعله ينجو، فهو أحوج إليها؟. كما أن لسان العرب لا يقول إن الدحض هو هذا، والقرآن لم يقل بهذا!.

أخيراً، وهي القارعة القاصمة، فمن أين علموا أن الله أوحى إلى الحوت ألا تأكل له لحما ولا تهشم له عظما، و....؟!.

فهذا دين، ولا هزل فيه، ولا شأن فيه يعظم لغير الله ورسوله، وهذا حق، والله لا يستحيي من الحق. فإما أن يأتونا بسلطان من الله مكتوب فيه ما كتبوا، أو فهذا من القول على الله بغير علم، ولا ثالث لهما، ولا وحي بعد رسول الله، ومن تشدد لعالم أو لرأي يعلم الحق في سواه، فقد اتبع هواه بغير هدى من الله، ومن آثر خطأ العالم لمنزلته، على البينة والبرهان، فقد خالف وصية الله والنبيين ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ، قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ﴾.

ماذا نريد أن نقول؟.

لنعتمد على تركة النبي صلى الله عليه وسلم الخالصة، ولنتدبرها كلمة كلمة، فمن أجل ذلك أنزله الله..

فقد ذكر الله يونس في القرآن في أكثر من موضع، وفصّل ذكره في الصافات وفي الأنبياء، وأكثرها التي في الصافات..

﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾.

لا نريد أن ندخل الآن في ثنايا المراحل والمفاصل التي تَنقّل يونس فيها، علما أنها هي مفتاح الفهم –من قول الله الخالص- لحكمته وآياته، فلا يليق بالله الحكيم أن نمرّ هكذا على أفعاله وأقواله التي تفيض حكمةً وعلماً واقتداراً.

كان الأجدر أن نعلم أن كل ما جرى ليونس، كان بتدبير الله واختياره المحكم، ابتداء من الفلك المشحون، ثم الاستهام والدحض، ثم التقام الحوت، ثم النبذ بالعراء، ثم شجرة اليقطين، ثم نرى بعدها يونس رجلاً صالحاً للمهمة التي ستؤتي أكلها وتصير للناس آية ﴿فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾.

كان الأجدر أن نقف عند هذا المِفْصل العظيم، ذلك الذي يفرض نفسه بين يونس ونوح عليهما السلام، إذ يصبر نوح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم لا يؤمن معه إلا قليل، ثم ينجيه الله في الفلك المشحون!.

وأما يونس فلا يصبر على قومه، فيأبق إلى الفلك المشحون، فيرسل مرة أخرى فيؤمن له مائة ألف أو يزيدون!.

ثم يضع الله يونس في أول سور النبيين، ويضع نوحا في آخر سور النبيين!. السورة (10) ليونس، والسورة (71) لنوح.

ولا يذكر الفلك المشحون في القرآن إلا ليونس ونوح عليهما السلام!.

أهذا أولى بالبحث والسؤال، ام اختلاق الأقاويل؟!. والله لا يستحيي من الحق.

كان النظر في خالص القرآن أجدر من اختلاق الأقاويل والأحداث، وإن كان قائلها من كان، فالدين النصيحة، ولا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم يسمعوها!.

نرجع إلى سؤالنا الأصل..

بماذا رجع يونس إلى قومه، فآمن له مائة ألف أو يزيدون؟!.

أولا: لننتبه إلى الرقم مائة ألف أو يزيدون!، ولننتبه أن هذا أعلى رقم في القرآن؛ وأن القرآن لم يصرح بإحصاء الأمم، ولم يلتفت إلى كثرة المؤمنين أو قلتهم ﴿إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾، فلم التفت هنا إلى عدتهم وأحصاهم؟، ولمَ هذا التركيب مائة ألف أو يزيدون، دون أن يصرّح الله كم هم المزيدون؟، بما يوحي أن المائة ألف هم المطلوبون في الحكمة، والآخرون يزيدون!. فما سيجري من الآيات والحكمة يستلزم حدا أدنى بمائة ألف، يكونون حاضرين. فما يجري على أمة بـمائة ألف يجري على ما فوقهم، ولا تنفرض الحكمة والآية إلا على مائة ألف أو يزيدون..

فماذا في المائة ألف، وماذا يلزم منهم؟.

ثانيا: فلنسترجع أمراً مهما، وهو إخفاق يونس عليه السلام في المرة الأولى، بما يضعف موقفه في الكرّة الثانية!، فحين يرجع نبي سبق وصُدّ واُنكِر، فإنّ رجعته تكون أضعف موقفاً وحضوراً، فبماذا رجع النبي المصدود حتى خضع له كل قومه؟.

نبدأ بالجواب..

لنحدد قبلها دواعي الكفر وعدم الإيمان عند الناس، فالناس بين دواع ثلاثة تدعو صاحبها ألا يؤمن!.

تلك هي: الشك والجحود والتَبَع.

فالشاكّ تنفعه الآية الدامغة والحجة البالغة، حتى إذا ذهب شكه أو خفَت، تحرك للإيمان.

والجاحد لا تنفعه آية ولا ترده حجة مهما بلغت، ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً﴾.‏ ﴿فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ﴾.

والتابع كالسفيه، ينتظر إيمان غيره، فلعله يتّبع شاكاً أو يتبع جاحداً، فإن آمن أحدهما آمن. فالأولان هما الأصل الأشدّ.

والمائة ألف هذا مرادها وهذا مستلزمها، فهو الحد الأدنى الذي يجمع كل مشارب الناس، واختلافاتهم وأهوائهم!، فلا بدّ أن تجد في المائة ألف الشاك والجاحد والتابع السفيه، وتجد فيهم العاقل المستبصر.

فلو فرضنا أن يونس عليه السلام رجع حين رجع بحجة بالغة وآية دامغة، لآمن له المستبصر والشاك، أما الجاحد فلن ينفعه شيء ولن يرده رادّ!، ولا شكّ أن في المائة ألف منهم كثير.

فماذا إذا؟، وما هذا الذي جرى على المشارب كلها، والأهواء كلها، فاستوى فيه المستبصر والشاك والجاحد؟.

لا بد أنها حالة ما، وظرف عام، جرى على قوم يونس جميعهم، أبطل للشاك شكه، وللجاحد جحوده، وصدّق للمستبصر ظنه!.

ولا بد أنه شيء غيرَ مألوف، كما أن الحدث غيرُ مألوف..

ولا بد أنها آية أوحالة مستثناة، -وسنثبت الاستثناء- فلم تكن لغير يونس، ولم تكن في غير قومه..

فما هي هذه الآية الكبرى التي غُمّت علينا، فلم نرها ولم نسمع بها؟.

أنها حالة واحدة عامة في الناس مشتَركة فيهم، تستوي النتيجة فيها عند كل من يوافيها، مهما كان شكه وجحوده وعناده!..

فما هي هذه الحالة التي تبطل هذا كله؟!.

إنها الوفاة..

إنها الوفاة..!.

فيظهر مما تظاهرت عليه الأدلة والآيات –وسنسوق أدلتنا على هذا- يظهر أن قوم يونس جميعهم، رأوا الهلاك رأي العين، ورأوا الحق عين اليقين، ولا يرى هذا الحق والعيان إلا من وافى الوفاة وانقطع من الدنيا، كما يرى المحتضر الملائكة من حوله، وعندها ينفك الشاك عن شكه، والجاحد عن جحوده..


وليتنبه القارئ إلى الكلمات التي سطرّنا تحتها!.

كما بدأنا عهدنا، أن لا نركن لغير الكتاب وصحيح الحديث، فوجب أن نأتي بالبينة من الكتاب والحديث..

لنسأل أولاً، وقبل أن نخوض في الدليل، هل اتفقنا حقا أن الوفاة سبب بالغ لانقطاع الشك وذهاب الجحود؟.

من منا لم يقرأ هذه الآية ﴿واعبدْ رَّبك حتى يأتيَك اليقينُ﴾، واليقين هنا الموت والوفاة؛ فلم سمى الله الوفاة باليقين؟.

أليس باليقين يبطل الشك؟، إذا فبالوفاة يبطل الشك!.

ثم من لم يقرأ هذه الآية ﴿لقدْ كنتَ في غفلةٍ منْ هذا فكشَفنا عنكَ غِطاءكَ فبصُرك اليومَ حديدٌ﴾، فعند الوفاة يتبين كل شيء على ما هو عليه، فلا شك ولا ضلال.

وإن بقي فينا من لا يقول بهذا، فليأتنا بخبر عن كافر صار بين يدي الله، وظل على كفره!.

فلماذا قلنا الوفاة ولم نقل الموت؟.

الوفاة بلا ريب، غير الموت، إذ ليس في القرآن مترادف أصلاً، خاصة وأن الله يذكر الوفاة والموت في المحل الواحد، بما يمنع أن يكونا شيئاً واحداً، من مثل ﴿حتى إذا جاء أحدَكم الموتُ توفَّتهُ رُسُلُنا﴾. فالموت بهذا، لساناً وعقلاً وقرآناً، غير الوفاة.

فالوفاة فعل للملائكة بأمر الله، ﴿حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ﴾ (61) سورة الأنعام.

أما الموت ففعل لله وحده، {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله}، فالإماتة قدرة، وإذن مخصوص متفرد لله!، فإذا قضى الله على عبد الموت، توفته الرسل أجله ورزقه، ليميته الله بأمره، كما في الحديث الصحيح: اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها.

التكمله اسفل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاج
نائب المدير
نائب المدير
الحاج


ذكر
عدد الرسائل : 310
العمر : 63
المزاج : فى سبيل الله
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟   هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالأحد يوليو 27, 2008 3:28 pm


فالوفاة حالة تسبق الموت، فلا تموت نفس حتى تُتوفى!.

{ألله يتوفى الأنفس حين موتها}، فهما ظرفان متتابعان، فكل ميت متوفىً بالضرورة، وليس كل متوفىً ميت بالضرورة، ويكفي أن نشير إلى أن الله توفى المسيح ولم يُمته!. لتلعم أنّ الفرق بين الوفاة والموت واقع حاصل.

فالتوفي هو وجه للتمام والاكتمال، فمن اكتمل رزقه وأجله، فقد استوفى نصيبه من الدنيا، حتى يقضي الله عليه الموت. وللمسألة جذورها اللسانية المفصلة لمن شاء المزيد..

لنقرأ آية يونس العظيمة، قبل الدخول والتدبر..

‏{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}..

إذاً.. فقوم يونس رأوا الوفاة رأي الحق، حينما نزل بهم العذاب، فانقطعوا من الدنيا وغطائها وشواغلها وشهواتها وزينتها، وأيقنوا أنهم في قبضة الله، وأصبحوا حيث لا شك ولا جحود، وهي اللحظة التي ينقطع فيها العبد عن كل هذا، وهي الوفاة بعينها، كما في الحديث الصحيح:

إن العبد المؤمن إذا كان فى إقبال من الآخرة وانقطاع من الدنيا، نزلت إليه الملائكة، كأن على وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، فجلسوا منه مد البصر، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه. وانتبه إلى قوله ثم يجيء ملك الموت، فالرجل يرى الملائكة والحق، قبل أن يجيء ملك الموت، وذلك حين الوفاة كما سلف.

أين الدليل الصريح على ما نقول؟.

الملاحظ في سورة يونس، أن آية شك تسبق آية يونس الـ(98) ببضع آيات، وهي {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} 90، ثم تتلوها آية شك أخرى ببضع آيات {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.104

فانظر كيف يتوسط ذكر يونس وآية قومه الشكين!

فيراجع النبي عليه الصلاة والسلام إن كان شاكّاً –حاشاه الله-، {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ}، ثم تُذكر آية يونس بعدها، ثم يخاطِب النبيُ نفسُه من كان شاكّاً!، بما يفرض أنه صار من الموقنين، وأنه موقن من دينه لا شك عنده!.

فانظر كيف ينتقل النبي من الأولى إلى الثانية الموقنة، مرورا بآية يونس في قومه المذهبة للشك، الفارضة لليقين!.

ثم انظر إلى اسم الله العظيم الفارق في آية الشك الأخيرة، وتدبر محله وموقعه وسياقه، الذي لم يرد في القرآن كله مثله!.

{وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ..الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ}!.

الآن تتضح آية يونس الـ(98)..

‏{ فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}..

فقد جرت سنة الله أنه إذا أراد بقوم سوءا فلا مرد له، وأنه إذا قضى على أمة الهلاك فأنزله بهم، لم يرفعه عنهم أبداً حتى يهلكهم فيه..

فاقرأوا إن شئتم هذه الآيات..

{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ، فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}. (85) غافر. ومثلها كثير، ولعل هذه أوضحها وأصرحها..

فالكافرون يؤمنون جميعاً عندما يرون العذاب المهلك، رأي الوقوع، لما يعاينون من الحق واليقين، ولكن إيمانهم في حينها مردود لا يقبله الله، إذ هو إيمان المرغم المقهور.

فكيف نفهم آية يونس (98) إذاً، إذا كانت سنة الله ألا ينجي من لم يؤمن قبلها؟.

لنقرأ الآيتين (96، 97) التي تسبق آية يونس..

{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ}، فلا يؤمنون حتى يروا، ثم إذا آمنوا لم يقبل الله إيمانهم!.

ثم ارجع بضع آيات قبلها، وبثمان آيات فقط، لتر الدليل طافياً أمامك، كما طفا فرعون ببدنه بعد الهلاك..

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}..

فهذا هو فرعون، عيّنة الكفر المُثلى، ومثل الجحود والشك والعناد الأعلى، ها هو يؤمن ويسترحم ويترجى. فمتى كان هذا؟، كان عند الوفاة، ورؤيةالعذاب، والانقطاع من الملك والسلطان والغطاء الكذاب، والغفلة والعمى!.

فهل منا من سأل: لمَ يسوق الله هذه الدقائق عن فرعون، بهذا الذكر المتفرد في القرآن كله، هنا بالذات، في سورة يونس، وقبل آية قوم يونس، ثم يربط السورة كلها على يونس، وهو الذي لم يذكر فيها إلا في آية واحدة، من بين تسع ومائة آية؟!.

ألعلها إيحاء بما جرى لقوم يونس؟.

ولكن يبقى السؤال، ألم تكن سنة الله ألا ينجي من لم يؤمن قبل وقوع العذاب، تماما كما فعل بفرعون؟.

نعم.. والآية آية سنّة محكمة مفروضة {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ، فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}.

فما بال قوم يونس، ألا تجري عليهم سنّة الله كغيرهم؟!.

بلى، إنها كذلك.. سنّة الله في الناس..

إلا قوم يونس!!.

واقرأوا معنا وتدبروا..

{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ، وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ، فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}..

فلولا كانت قرية آمنت -حين رأت العذاب- فنفعها إيمانها..

أي أنه يمتنع وجود قرية آمنت حينما رأت العذاب فنفعها إيمانها، لوجود سنّة الله في الهلاك، فـلولا في لسان العرب، إداة امتناع لوجود، فامتنعت منفعة الإيمان بعد العيان، لوجود السنّة في الهلاك، إلا قوم يونس..

كل هذا كائن سنّة، إلا قوم يونس.. لما آمنوا كشف الله عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا..

ومن أجل ذلك ساق الله قصة فرعون المعاين المسترحم المردود.. مباشرة قبل قوم يونس..

ومن أجل ذلك سمّا الله نفسه بعد ذكر قوم يونس، اسم القهر والتذكير..
{اللّهَ..الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ}!.


إنها لحظة الحق والصدق، الذي ينقطع العبد فيها عن كل شيء، ويظلم أمامه كل شيء، فلا يرى إلا سلطان الله..

إنها كظلمات الحوت التي التقم يونس، فلم ير يونس لحظتها إلا نور الله، فرجع واستذكر، فنجاه الله من الغم.. ذلك الغطاء الحاجب الذي يضبب علينا الرؤية والحق..

ولنا وقفة عند {فَنَجّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ}..

فما هو الغمّ؟.

الظاهر الأول أنه الحزن والكرب والهم..

ولكن دعونا نضعها في سياقها، ونجمع معانيها واحتمالاتها، ومواردها في الكتاب الأعظم، فما رسا وثبت فهو الحق.

فالعرب تقول: غمّ الشيء، أي غطّاه.

وأمْرٌ غُمة، أي أمر مبهم، وهي الكلمة التي لم ترد إلا في سورة يونس نفسها!. في قوله المجيد {ثمَّ لا يكُن أمرُكُم عليكم غُمّةً}، حكاية عن نوح وقومه!.

وورود هذه الكلمة في حق النبييْن الذيْن جعنا أول التوافق بينهما، وفي السورة نفسها، -يونس ونوح- لأمرٌ أهلٌ للتدبر بذاته، خاصة وأن الغم الذي في حق نوح، يأتي بدلالة صريحة إلى ما سنذهب إليه، من دلالة الإبهام والتعمية.

كذلك تقول العرب: غُمّ، إذا استعجم ولم يستبن. كالقول المغمغم.

فالآن ينادي يونس في الظلمات وهي أم الغم وانعدام الرؤية، كما في حديث المعصوم: فإن غُمّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، وهو ما يصيب الناس حين يُغمى عليهم، فلا يرون ولا يسمعون ولا يدركون. وهو أيضا من الحديث الصحيح: فإن أغمى عليكم فأكملوا العدة.

ويظهر أن هذا الغم يصيب العبد عادة من الظلم والعصيان، حيث تضطرب عليه نفسه وتتنازع بين فطرته، وأوامر الله له، وبين ظلمه وعصيانه.

التكمله اسفل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحاج
نائب المدير
نائب المدير
الحاج


ذكر
عدد الرسائل : 310
العمر : 63
المزاج : فى سبيل الله
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟   هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟ Icon_minitimeالأحد يوليو 27, 2008 3:33 pm

وهذا هو منشأ غمّ يونس، حين عصى وخالف وظلم {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} (88) سورة الأنبياء، وهذا هو أيضا منشأ غم موسى الذي نجاه الله منه، حين قتل القبطي وخالف وعصى وظلم {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} (16) سورة القصص، {وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ} (40) سورة طـه

وهو نفسه منشأ غم المؤمنين في سورة آل عمران، بعدما {فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ...... فَأَثَابَكُمْ غَمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحزَنُوا} ، فهذا هو عين منشأ غمّ يونس، حين فشل وعصى وتنازعته نفسه، بين أمر الله وبين أمره من تلقاء نفسه، كما نهى الله نبيه محمداً في سورة يونس أن يأتي بشيء من تلقاء نفسه، مثلما فعل يونس من قبل فعصى وظلم.. {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.

{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً}..

فلم يعالج الله الغم بـالأمنة النعاس?، إلا لما كان من الاضطراب والنزاع؟، فللاضطراب النعاس، وللنزاع الأمنة..

إذا، الغم إبهام واضطراب وذهاب بالرؤية، وارجعوا إلى الآية التي جمع الله فيها بين المنازعة والرؤية والغم..

{فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ...... فَأَثَابَكُمْ غَمَّاً بِغَمٍّ}.

والآن تتضح لنا مفاصل الحكمة وأركانها، من الرؤية التي بنينا عليها فهمنا وتدبرنا، ومن ضدها المتمثل في الغم والظلمات، فمن يرد الله أن يهديه، ينجّه من الغم والظلمات، ثم إذا شاء أن يرفعه أراه فآمن، {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}!.

والآن تستبين لنا معاني هذا الاسم، يونس..

فما معناه في اللسان العربي أولا؟.

يونس، من أنس، ولا يبعد أن تهمز، فيقال: يؤنس، ويؤسف، من آنس وآسف. {وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ } (84) سورة يوسف.

وآنس: رأى وأبصر واستعلم، وهو أعلى أفعال الرؤية، لما يخالجه من الإحساس والشعور!. كما في ذكر موسى، {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} (29) سورة القصص

فكما كانت الرؤية هي ركن الحقيقة، وفصل خطابها، فقد هيأ الله لهذه الحقيقة والحكمة مثلاً للناس، في قوم ونبيهم المؤانس!، وأقام لهذا النبي اسماً وتعريفاً، لهذه الحكمة وركنها الأظهر، فسماه يونس، كالذي آنس ورأى وعلم.. حتى تصير اختزالاً وعنواناً لما جرى على قومه حين رأوا وآنسوا!.

وانتبه إلى آخر سورة القلم سورة نون، حيث يختمها الله بذكر يونس، ثم يذكر الإبصار مباشرة بعدها، {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} (51) سورة القلم

وكيف جمع بين الوفاة والبصيرة { فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} (22) سورة ق!.

وكيف تختم سورة الصافات، صاحبة التفصيل في يونس، كيف تختم على آيات الإبصار، {وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} ثمّ {وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} (179) سورة الصافات

فأسماء الأنبياء، كما قلنا، أسماء توظيف، موقوفة على الحكمة العليا لله الحكيم، من مثل ما شرحنا في نوح، ومحمد، وسليمان، ولقمان..

إذا..

إنها الحالة نفسها التي عاينها يونس النبي ورآها، ثم عاينها قومه من بعده، ألم يقل الله {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}؟، فمن هذا الذي يلبث إلى يوم البعث، غير الميت؟!.

فرجع إلى مائة ألف، فآمنوا كما يؤمن الواحد من الناس..

إنها اللحظة التي يستوي فيها مائة ألف بواحد..

إنها لحظة الحق والحقيقة، الخالصة لله الرب الحق الأعلى..



باختصار..

فقد أجرى الله على قوم يونس الوفاة حين تلبّسهم العذاب، ورأوه رأي العين حتى صاروا جميعا في سلطان الله، فانقطعوا عن الدنيا وسكرتها وغمها، فانكشف عنهم غطاء العمى وحُجُب الغفلة، فرأوا عين الحق، فآمنوا، فقبل الله إيمانهم -على غير مألوف سنّته في الناس- وردهم إلى حياتهم إلى حين!.

واذكر جيداً، كيف سمّى الله نفسه بعد ذكر القصة ببضع آيات، وفي سورة يونس بالذات، بـ{اللّهَ..الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ}!.

فهل من متدبر!؟.

وهذا تماما مثلما جرى لفرعون في السورة نفسها، فآمن، وهو الجاحد الشاك العنيد، ولكن الله أجرى على فرعون السنّة والمألوف فلم يقبل منه إيمانه.. وانتبه أيضاً، كيف ساق الله قصة فرعون بهذه الحيثيات التي لم يذكرها في سورة غير سورة يونس، ولم يشهد إيمان فرعون ساعتها إلا الله، فلماذا يذكرها الله قبل قصة قوم يونس بالذات، وفي سورة يونس بالذات، فهل من متدبر؟!.

فاشهدوا على حالة يؤمن بها من هو بكفر فرعون!..

فإذا آمن فرعون، فمن لا يؤمن؟!

فلا جرم استبق الله ذكر قوم يونس بذكر فرعون، ثم أتبعها بالذكر الثقيل القاهر.. {اللّهَ..الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ}!.

وهذا ليس ببعيد على الله، فكلنا نقرأ آية البقرة {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} (243) سورة البقرة


وقد يسأل سائل: لعلهم آمنوا بالتراخي، فلا يلزم ما نقول؟.

فنقول: آية الصافات تشير إلى الترتيب والتعقيب بحرف الفاء {فأرسلناه.. فآمنوا}، وآية سورة يونس، تشير إلى أنهم آمنوا من رؤيتهم العذاب، فكشفه الله، وهذا يفرض اللحظة الواحدة، وينفي التراخي..

وقد يسأل آخر: إنه ليس بالضرورة أن يكون المائة ألف هم قوم يونس انفسهم، بل قد يكونون قوماً غيرهم؟

فنقول: إن قوم يونس لم يؤمنوا لدعوته، فخرج يونس من بينهم ولم يصبر عليهم، ثم علمنا أن قوم يونس آمنوا جميعا بنص الآية (98)، فكيف نوفق بينهما؟ إلا أن يكون الذي أرسل إليهم يونس في المرتين هم أنفسهم، وهم قومه الذين رجع إليهم، إذ ليس عندنا خبر ثابت من إن يونس اُرسل إلى غير قومه.

وحتى إن فرضنا جدلاً أن المائة ألف هم قوم غير قومه، فيبقى البحث كما هو، كيف يؤمن كل القوم المائة ألف؟.

فيكون جوابنا، هو بحثا هذا..

ثم اقرأوا معنا هذه الآيات من سورة يونس، بعدما علمتم، عن الذي بين يونس والرؤية..

{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} {46}.

{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} {51}

{وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ} {54}.

{رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} {88}‏.

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} {91}.

إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * ‏ فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} {98}.

{وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ}.

ولنا بإذن الله تتمة، عن مفاصل الحكمة في القصة.. عن الفلك المشحون، وعن الحوت، وعن أبق ودحض ونبذ، وعن المشحون والعراء، وعن اليقطين، وعن النون، وسورة نون القلم، وعن سُقم يونس وسُقم إبراهيم في سورة الصافات...

وعن علاقة يونس بموسى، وحوتهما، وعن نون يونس، وعن يونس –بالمعنى الذي أشرنا إليه- واستئناس موسى، ورؤيته للنار، وعن وفاة فرعون موسى كقوم يونس وإيمانه عند رؤية العذاب، كما قصت سورة يونس، وعن جمع الله موسى ويونس، بالإنجاء من الغم فنجيناه من الغم، وفنجيناك من الغم!.

ولكن استمسكوا بالمفتاح الصحيح، بأن تعظموا الله وتوقروه، فلا تقبلوا أبداً أن يكون الله يقُص قصَصَ القُصاص، ويحكي حكايا الناس!.

{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ}

{ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل تعلم .؟؟؟؟؟؟؟بماذا رجع يونس عليه السلام إلى قومه حتى يؤمن له مائة ألف أو يزيدون؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aleman59 :: الفئة الأولى :: منتدى القران والحديث والاعجاز-
انتقل الى: