الحقيقة لونها أحمر

للحقيقة ألوان .. و الحقيقة في بلادي ذات لون أحمر .. مهما اعترض البعض ، مهما انفعل أو تزمر .. في
بلادي الأرض و السماء و الهواء لونه أحمر .. البرج و الهرم و العلم و حتى النهر لونه أحمر ..
أنظر للخارطة
خطوط الطول و العرض رسمت بحبر أحمر .. تفرح الأرض أو تحزن و تكتسي أيضا بالأحمر .. فالأحمر زيا
رسميا و الزى غير الرسمي أحمر أكثر ......
منذ مئة عام كان هناك الانجليز .. يطأون الأرض مرحا يحتسون النبيذ .. صرخ المصريون و حرقوا نباتات
الصبار .. استشاط سعد غضبا و أقسم بثورة الأحرار .. ارتدي مع الطلبة لون المجد و الكبرياء .. لونا لا
يعرف زيفا أو مبالغة أو عبارات إنشاء .. الأحمر في وجه الظالم المستبد .. لون الأمة و الكرامة ، لون سعد
بدأ النادي الأحمر فكرة في رأس عمر بك .. يدا بيد مع أنوار الحرية لا ينفك .. و منذ ذاك الحين ذاب الأحمر
في علم مصر .. وذابت الأرض في لون النصر .. هو الأهل و البيت و الوطن و الأرض .. الأحمر هو الشرف و
الكرامة و العزة و العرض .. منذ ذاك الحين حلق النسر يبحث عن الحرية .. يبحث عن كتب التاريخ و
صفحات المجد الأبدية .. النسر الأحمر يزعق بكل شموخ : أنا ابن سعد زغلول .. تحدثوا عني بكل فخر و
لكن تذكروا فالأمر يطول .. هذا أنا الأهلي من الشعب و الشعب مني .. لا معني عندي للفشل و التدني
أفرد أجنحتي في الأربعة اتجاهات .. بين ذراعي الإسكندرية و سيناء و الدرر الباقيات .. ولدت في القاهرة
و عنواني شارع أفريقيا الكبير .. جنسيتي عربي صورتي فوق الجميع أطير ..
علي باب مصر تمثال صالح و التتش و الخطيب .. و في قلب مصر طاهر و حسام وتريكة الرهيب ..
صالح المايسترو صاحب الأخلاق ، قائد محنك لا يعرف نفاق .. و التتش محمود مختار الاسم الكبير ،
رمزا للأهلي للوطن للطفل الصغير .. و الأسطورة صاحب الكرة الذهبية ، بيبو جلاد الحراس خطيب
الجمهورية .. ومارادونا النيل أبوزيد الهلالي ، ممزق شباك بدرجة مثالي .. و حسام الأهداف للعالم
عميد ، صائد قناص بوجه عنيد .. و اللامعقول تريكة الانسان ، ملك متوج في مصر و اليابان .
أبحث في ألبومي الأحمر عن ذكريات .. أجد المحلي و الأفريقي ، أجد ستة وستات .. في مصر و العرب
و أفريقيا السوداء ، أسيك و كوتوكو و الزمالك و الرجاء .. و أجد في صفحة أخري كانون الكاميروني ،
ابن رادس و المولودية و النجم وسوجارا الجابوني .. و أعود للبحث و التنقيب و التدوير ، أجد مجموعة
من أجمل ما رأيت من تصوير .. صورة للوحش اكرامي و ثابت و شوبير البرلماني .. بجوار صورة لهيكل و
مروان الفلسطيني و الحضري عاشق الإسترليني .. و في أسفل الصفحة رأيته يحمل نسر كبير ،
عرفته لأول وهلة صاحب الصورة أمير ....
قلبت الصفحة هالني ما رأيت ، باقي الدرر و أنتيكات البيت .. فهذه صورة من عهد بعيد ، الجنرال
الجوهري لاعب و مدرب عتيد .. و بجواره وحش لوس أنجليس و أبيدجان ، عبده صالح صاحب الصولجان
.. وصوره كبيره للمجري الفذ هيديكوتي ، و فايتسا الفأر الألماني ، وصورة للمجري و البرنس يونس
ورجل الجامعة هاني.. وصورة للفناجيلي مع زيوار و الجندي و مدكور .. و أخري للشربيني و مصطفي
كامل منصور .. و أبو المعاطي و توتو و الضظوي و مكاوي .. و المكير زيزو و صفوت و عامر و الوزير
الأهلاوي .. ثم صورة كبير لبلدوزر بيرامار ، و رمزي الألمان رجل الإصرار .. و الشيخ ياسين مع رمضونا و
البدري و عرابي الأرقام.. و الشيخان و حشيش و شطة و مختار و همام .. و صورة للسايس و جاد الله
و محسن والكروان الشربيني ، زيكو الأوروبي و البارومتر ميهوب اللاتيني .. وصورة غامقة لميلا المصري
عباس ، و الوتد هادي و مشير و أيمن و أجمل كأس .. و في صفحة جديدة حديثة الألوان ، صورة لطلبة
الأهلاوي و رضا الفنان .. وبدر البدور و عبد الباقي و يوسف الشجعان ، و ماهر الترسانة و بن صلاح
الدين البهلوان .. و الهانزاوية المحلاوية عمارة و رضوان ، و كشري و كفتة وكمونة ونخلة كمان .. و صورة
لعبد الجليل و أنور و المنياوي علاء ، و أبو الدهب صاحب القذائف الحمراء .. و صورة من غانا للأسد
إيبواجي ، و ستة بيبو و ريان و و عبد الحفيظ و ناجي .. و أحدث الصور من أنجولا لراقص التانجو
سيباستياو ، و أمامه فلافيو لا دروجبا ولا نداو .. و في قلب صور اليابان صورة صخرة حمراء ، عليها
بالعربية جمعة و شادي ضد الأنواء .. وصورة لشوقي الإنجليز الرهيب ، و متعب المتعب كربونة
الخطيب .. وصورة زئبقية لللولبي بركات .. النحاس و الشاطر و بلال الآهات .. و في نهاية الصور صورة
صقر بلجيكي فنان ، و عجيزي و محمدي و تونسي جلبان .
أغلقت الألبوم ففاجئني عنوانه و صورة الغلاف .. الاسم نادي القرن و الصورة لبرتغالي خطاف .. ظننته
قرصان أو ملاح ، و لكنه بنظرة إمعان عرفتة جوزيه السفاح .. صائد الأرقام و الألقاب ، خالب العيون ، ساحر الألباب جلست أفكر في أحمر الأبطال ، منذ قرن يضخ في الأجيال .. و كتبت عن الأهلي و ما كل ما في القلب
يقال .. عجز القلم أحيانا و استعصي في يدي المقال .. فالأهلي شهيقي و زفيري و الأحمر حب
عضال .. لا تسألوني يا رجال .. عن سني عن اسمي عن أية مجال
و لكن وفقط شقوا صدري تجدوه يقبع لا يزال .. الأهلي أجمل و أعظم كرنفال .. عنوانا للتحدي و
الرجولة و النضال .. لا يطاله الموت محال .. يضخ أجياله و لا يعرف زوال .. إسألوا عنه في الفيفا في
الكاف في المونديال
تعرفوه جيدا ( فالأهلي أهلي و أهلك حقيقة لا خيال )

مدمن وعاشق الاهلى بجنون
العبد الفقير الى الله
حامد عباس رضوان