صخرتنا لا هيكلهم
تمر بنا هذه الأيام لحظات حرجة ،ونحن نعاني أشدّ ما يمكن أن يعانيه شعب .. ونقاسي أشدّ ما يمكن أن يراه شعب من الألم والمحنة والعذاب ..
الاعتداء على مقدساتنا ، وقد فجّرها مجنون ..
مئذنة تهوي ، وقد فجرها مجنون ..
أولى القبلتين يشبّ فيه الحريق ، وقد نفذ العملية مجنون ..
يا إلهي فما أكثر المجانين هذه الأيام ..!!
أم أنه جنون الحب والاشتياق لرفع الهيكل المزعوم.. على أنقاض الصخرة المباركة ؟ أم أنه جنون الحقد والغدر؟!
لقد غدا اليوم كل من يدرك الحقيقة أن القضية حرب دينية مقدسة نتيجتها الصخرة ..أو الهيكل ..وإلى الذين لم يدركوا هذا الحقيقة بعد ، نسوق قول وزير بريطاني يهودي الأصل قائلاً " إن اليوم الذي سيعاد فيه بناء الهيكل أصبح قريباً جداً ، وإنني أكرس ما بقي من حياتي لبناء هيكل سليمان في مكان المسجد الأقصى ".
لقد أرادوا أن يقتلعوا الصخرة ليقيموا على أنقاضها هيكلهم ،وخططوا لذلك وأعدّوا ، بينما العرب . فحدّث بلا حرج فيوم أن تشتعل النيران في الأقصى يعلنون أنها جريمة لن تمر ..
فهذا زمان الشجب طال أوانه والشجب عار في جبين المجرم
وتمر الجريمة تلو الجريمة .. وماذا بعد ؟
قتل المئات المئات من رجالنا وأبطالنا والنتيجة أن الأمر هو نوع من الهستيريا والجنون ،وما أعجب هذا الأمر وما أعجب من يصدق ..!
هل يريدون لنا أن نهجر أرضنا ؟ إذن ففيها سنـزرع ..
مئذنة مسجد تنهار ويعلنون عزمهم على إصلاحها , فهل يصدقهم إلا مجنون ؟
مسجد آخر يحاول معتوه أن يشعل فيه النيران .
هل يريدون أن يهدموا مساجدنا ؟ إذن على أجسادنا ولن نغادرها .
التضييق على مدارسنا وجامعاتنا ووضع العقبات في وجه كل من يعمل على استمرار مسيرتها.
هل يريدون لنا أن نترك معاقلنا ,فليعلم الجميع أنّا هاهنا قاعدون .
إنه زمن العلو والافساد الإسرائيلي .. زمن الاعتداء على حرمات الله .. زمن خيانة الأنظمة الفاسدة
زمن الجبروت الأمريكي الذي يرأسه " بوش " ضد المسلمين في كل أنحاء العالم …
فكيف يأتي النصر من هؤلاء ..؟ وهل يرتفع الهيكل ..؟ وهل تهوي صخرتنا ؟
أسمع صوتا ينطلق من كل مكان ليطمرصوت أزيز الرصاص, إنه صوت منزل من عند الحق سبحانه وتعالى :"فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا "
صوت ترتّله الحناجر المؤمنة وهي تخرج لتواجه الدبابات والطلقات النارية الحية ..
تخرج من كل مسجد من مساجدنا .. تعسكر في الأقصى .. وتقسم أن تقدّم أرواحها في سبيل الله ..
فهل يفهم من يعادون الإسلام أنهم يحكمون على أنفسهم بالنهاية ؟ فهل يفهم من يطرحون حلولهم الهزيلة أن إرادة االشعوب لا يحركها إلا الشعور الديني والشوق إلى لقاء الله ؟
فيا قدس ليل الذل سوف نــزيله ونجيء كالفـجر الوضيء الملهمِ
هاتي قناديل الألى بزغـوا من الليل الملفـلف بالدخــان الأسحمِ
فدماؤهم زيت يضـيء سبيــلنا وصراخهم نـار لنـا فتضرمي
ولتعلنيها في المـآذن أننــــا جنـد يحبـون الـردى وترنمي
وإلى أن يصحو من فاتهم القطار وهم نائمون على أرصف الشوارع .. يبقى العملاق المسلم شامخاً يردد بفخر واعتزاز " صخرتنا لا هيكلهم "