الملكه
عدد الرسائل : 57 العمر : 39 العمل/الترفيه : لايوجد المزاج : *** تاريخ التسجيل : 27/07/2008
| موضوع: مريم ذات الشعر الأبيض الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 11:52 am | |
| مريم ذات الشعر الأبيض…… مريم كانت كل يوم تذهب للمدرسة بقمة النشاط والحيوية، والبسمة مرسومه على وجنتيها ، وتملك من الذكاء ما يكفيها لتكون من الفتيات المتفوقات .
مريم.. كانت من الفتيات الهادئات المميزات في صفِّها .
وذات يوم؛ مريم ذهبت للمدرسة وكانت قد نسيت كراستها التي تدون عليها وظائفها أليوميه .
والكراسة كانت تخص مادة الرياضيات، وهذه المادة تكون في منتهى اليوم الدراسي لذلك اليوم. وعندما حان وقت تلك المادة ،دخلت المعلمة للصف وألقت التحية على الطالبات ومن ثم إمرتهم بإحضار الوظيفة .
أخذت مريم تبحث عن كراستها فلم تجدها في أي مكان
وتذكرت بأنها نسيتها في البيت ، وعندما حان دور مريم لتسلم الوظيفة للمعلمة ألقت مريم العذر بنسيان الكراسة في البيت ...
المعلمة لم تدرك بأن مريم طفلةٌ بعمر الزهور ،قد تسهو أحياناً عن بعض الأمور ، ونسيت أيضاً بأن الله وحده لا يسهو، ولم تأخذ المعلمة بعين ألاعتبار بأن مريم فتاةٌ ذكيه ،ولا تهمل دروسها . تلك المعلمة أخفت نفسها بين قوسين لتقول (مريم اليوم لديها إهمال كبير لنسيانها الكراسة فيجب أن تعاقب) !!
أمرت المعلمة الغاضبة مريم بالخروج من القاعة
لتأخذها إلى قاعةٍ أخرى فارغة ، لا يوجد بها سوى شباك صغير يدخل منه ضوء خفيف ، أغلقت المعلمة الباب على مريم حتى تعاقبها فترة الحصة ولترفع عنها العقاب بعد قرع الجرس.
وبعد كل ذلك ذهبت المعلمة إلى بقية الطالبات لتكمل الحصة دون أي اعتبار لبراءة مريم . وقبيل انتهاء الحصة جاء لتلك المعلمة هاتفٌ طارئ، بان زوجها في المشفى فهرعت إليه مسرعة.
لكن المعلمة نسيت الفتاة المسكينة محجوزةً بتلك القاعة.
كانت مريم تبكي بصوت خافت لأنها معاقبه ولكن سرعان ما جاء ها النعاس لكي تنام على الأرض
ولم يدرك أيٌ كان بأن مريم معاقبة في تلك القاعة.
استيقظت مريم وكان معظم الموجودين في المدرسة قد غادروها ،و كانت المدرسة مقفلةٌ من الخارج ، ومهما صرخت مريم ،لن تجد أحداً يلّبي نداءها ، فأخذت تبكي وتصرخ وما من أحدٍ يجيب ذاك النداء الخافت.
وفي ذلك الوقت أخذ أهل مريم بالبحث عن ابنتهم في كل مكان ولم يجدوا لها أثراً ، ولم يخطر ببالهم أن ابنتهم مازالت في المدرسة لم تخرج منها.
وبقيت الفتاة المسكينة بقية نهارها وليلتها المشؤومة في المدرسة .
و ذهبت المعلمة في صباح اليوم الثاني مثل كل يوم إلى المدرسة ولم تتذكر المعلمة بما فعلته بالفتاة المسكينة.
وصلت المعلمة المدرسة فوجدت تجمهرا كبيراً في باحة المدرسة، إذ وجدت فتاة ملقاةً على الأرض مغطاة بملاءة بيضاء وذوي الفتاه بقربها .
أسرعت المعلمة لتكشف الغطاء عن الفتاة،وإذا بها مريم ملقاةًَ على الأرض لترى جواب مريم لها بتعابير وجهها ، لترى وجهاً أصفر وشعراً أبيض يكسو تلك الفتاة من الخوف و ألرعبه .
المعلمة صرخت صوتها الأخير لتفقد عقلها وتؤخذ إلى مشفى المجانين.
وماتت مريم الطفلة الصغيرة نتيجة إهمال المعلمة لها
ماتت لأنها نسيت كراستها في البيت..
ماتت مريم وكأنها عجوز تملك من العمر ثمانين عاما
يكسو رأسها شعر ابيض و بشرة صفراء وشفاه بيضاء
هكذا ماتت مريم ........وها هي نهاية مريم ذات الشعر الأبيض... | |
|