آداب الزفاف في السنة المطهرة
ص -152- 27- مشاركة الأغنياء بمالهم في الوليمة:
ويستحب أن يشارك ذوو الفضل والسعة في إعدادها لحديث أنس في قصة زواجه صلى الله عليه وسلم بصفية قال:
"حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسا1 فقال:
من كان عنده شيء فليجئ به وفي رواية: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به قال: وبسط نطعا فجعل الرجل يجئ بالأقط وجعل الرجل يجيء بالتمر وجعل الرجل يجيء بالسمن فحاسوا حيسا2 [فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء] فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم"3.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يقال للرجل: عروس كما يقال للمرأة وهو اسم لهما عند دخول أحدهما بالآخر " نهاية".
2 هو الطعام المتخذ من الأشياء المذكورة في الحديث.
3 أخرجه الشيخان وأحمد 3/102 و 195 والرواية الأخرى له وابن سعد 8/122/123 والبيهقي 7/259 والسياق له والزيادة لمسلم 4/148.
ص -153- 28- تحريم تخصيص الأغنياء بالدعوة:
ولا يجوز أن يخص بالدعوة الأغنياء دون الفقراء لقوله صلى الله عليه وسلم:
"شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويمنعها المساكين ومن لم يجب الدعوة فقط عصى الله ورسوله"1.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه مسلم 4/154 والبيهقي 7/262 من حديث أبي هريرة مرفوعا وهو عند البخاري 9/201 موقوفا عليه. وهو في حكم المرفوع كما بينه الحافظ في شرح قوله: "يدعى لها الأغنياء":
"والجملة في موضع الحال لطعام الوليمة فلو دعا الداعي عاما لم يكن طعامه شر الطعام".
ثم خرجت الحديث في "الإرواء" وذكرت له فيه طرقا وشواهد 1947.