هو خالد بن الوليد بن شعبة ، كان والده الوليد بن شعبة زعيم بني مخزوم و هي من اشرف قبائل قريش ، وكان الوليد ذا جاه ومال وفير يجود به بنصف ما تجود به قريش ، وكانت قبيلته مخزوم مهمة جدا في قريش فقد كانت القبة التي يجمعون منها عدة الحرب ، فكانت تعتبر كوزارة حرب .
حياة خالد قبل الإسلام :ـ
كان لوالده الوليد بن المغيرة قصة مشهورة مع ابي بكر الصديق فقد دخل على أبي بكر ذات يوم وسأله عن القران فلما اسمعه شيئا منه خرج على قريش يقول : عجبا لما يقول ابن أبي كبشة ؟ ! فو الله ما هو بشعر ، ولا بسحر ، ولا بهذي من الجنون ، وان قوله لمن كلام الله .
فلما سمعت قريش ما قاله الوليد خشيت أن يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، فتآمر زعماء قريش فيما بينهم وقالوا : لان صبا الوليد لتصبان قريش . فلما سمع أبو جهل ذلك قال : أنا أكفيكم شانه .
فدخل أبو جهل بيت الوليد وقال له : أما علمت إن قريش قد جمعت لك الصدقات ؟ فدهش الوليد وقال : من قال لك ذلك ؟ فأنا أكثرهم مال وولدا ، فقال أبى جهل : انهم يقولون انك تذهب إلى ابن قحافة لتصيب عنده طعاما . فقال الوليد اتحدثت عشيرتي بهذا فلا والله لا اقربه وماقوله الاسحر .
وهكذا انطلت حيلت ابو جهل على الوليد فانزل الله فيه قوله : ( ذرني ومن خلقت وحيدا ، وجعلت له مالا ممدودا ، وبنين شهودا ، ومهدت له تمهيدا ، ثم يطمع ان ازيدا ، انه كان لاياتنا عنيدا ) .
وبعد هذه القصة فانه لمن الطبيعي ان يبقى خالد على كفره كبقية قومه خاصة وان اباه انصرف عن القران بسبب خدعة ابو جهل ، لقد كان خالد عمره خمسة و عشرين سنة عند الدعوة الاسلامية ، وقد برز كفارس عظيم منذ صباه فلم يصمد امامه فتى من القبيله في مبارزه وقد كان لا يحتاج الى العمل فاموال ابيه تكفيه وتكفي قبيلته لذا كان يصرف وقته في ركوب الخيل والمبارزة فاعتمدت عليه قبيلته في غزواتها ووثقت به ، ومما زاد ثقتهم به انه لم يحدث لاحد قط ان راه سكرانا ، فقد كان يؤمن بان للانسان رساله في حياته غير اللهو و السكر لكنه لم يجد الاتي ان يقوي جسمه للمبارزة والقتال اذا دعا الداعي لذلك ، وقد شهد خالد مع المشركين حروبالاسلام الى عمرة الحديبية ولم يسلم بعد فتح مكة مثل بقية قومه ، ولكنه اسلم قبل ذلك هو و عمرو بن العاص و عثمان بن طلحة ، وقبل الانتقال الى قصة اسلامه يجدر بي الاشلرة الى انه قدم خدمة جليلة للمشركين ضد المسلمين ، فبعد هزيمة قريش في غزوة بدر ارادت الانتقام لقتلاها ، فعينوا خالد لقيادة الجيش بعد وفاة والده بعامين ، وتوجه الجيش الى احد ، ولاهمية جبل احد فقد عين الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين من الرماة لحماية ظهور المسلمين ، وطلب منهم ان يثبتوا والا يغادروا مهما كانت الاسباب ، ودارت المعركة فخسر المشركون ونزل الرماة ليجمعوا الغنائم ،ولكن عين خالد كانت ترقبهم فما ان راى رملة المسلمين يخلون مواقعهم حتى قاد ميمنته ومن استطاع من رجال قريش فصعد بهم اعلى الجبل ، واخذ يرشقون المسلمين بسهامهم فاضطربت صفوف المسلمين لدرجة انهم ما عادوا يميزون بين المسلم و غير المسلم فكانوا كمن يضرب في الظلام ، ومما زاد الامر سؤا اشاعة مفادها ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل وقد كاد يقتل فعلا لولا ثلة من الصحابة صدوا عنه عنه هجمات الكفار ، و هكذا انتصرت قريش بفضل ذكاء خالد وحسن تدبيره .
وقد شارك خالد قومه في موقعة الخندق و قاد كتيبة كبيرة من الفرسان واخذ يقاتل اليل والنهار ولم يياس من وجود الحاجز بينه وبين المسلمين فكان دائم التحفز يحاول مداهمة الخندق ولكن المسلمين الابطال يتصدونه ، وعندما يئس المشركون من عبور الخندق كان خالد اخر من ترك ارض المعركة