بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. الذي علا فقهر.. ومَلَكَ فقدر.. وعفا فغفر.. وعلِمَ وستر.. وهزَمَ ونصر.. وخلق ونشر .
الحمد لله القائل
( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى : يخبر تعالى أن الدار الآخرة ونعيمها المقيم الذي لا يحول ولا يزول، جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين ، الذين لا يريدون علوًّا في الأرض ، أي : ترفعًا على خلق الله وتعاظمًا عليهم وتجبرًا بهم، ولا فسادًا فيهم. كما قال عكرمة: العلو: التجبر .
وقال سعيد بن جبير : العلو: البغي. وقال سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور، عن مسلم البطين: العلو في الأرض : التكبر بغير حق. والفساد: أخذ المال بغير حق. وقال ابن جُرَيْج ( لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ ) تعظمًـا وتجـبرًا ، ( وَلا فَسَادًا ) : عملا بالمعاصي .
وقال ابن جرير: حدثنا ابن وَكِيع، حدثنا أبي، عن أشعث السمان ، عن أبى سلام الأعرج، عن علي قال : إن الرجل ليعجبه من شراك نعله أن يكون أجود من شراك صاحبه، فيدخل في قوله ( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) .
والصلاة والسلام على البشير النذير
والسراج المنير القائل
عن أنس بن مالك قال قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) . رواه الترمذي وصححه الألباني
أضغط على الصورة أو تفضل
http://tabalkhater.barzan.ws/magzn/1429/05/p.htmقال ابن القيم رحمه الله : إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره.. فكلّ من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته . قال تعالى ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ) الفوائد
هذا ما استطعت جمعه وأسأل الله أن ينفع به
اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح
واجعل عملنا وعلمنا حجة لنا لا علينا .. اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله