][.. أسطوره من قديم الزمان وهو من بلاد الطليان ..][
نجم أنجبته الملاعب الايطالية صال و جال و دون أسمه من عظماء كرة القدم الايطالية و العالمية ولاعب سحر بفنه عشاق المستديرة في كل مكان رغم ما عاناه من قسوة الزمان و ما تعرض له من المصائب إلا أنه كان يقاتل و بشراسة من أجل أن يصل لهدفه المنشود
نجم لا يكل و لا يمل سريع خطير قناص مرعب لجميع الحراس صال و جال بالمستطيل الأخضر
لاعب جمع ما بين النجاح و البؤس حيث تم سجنه ظلما و بعد خروجه أهدى ايطاليا كأس العالم بعد غياب دام 44 سنه
نجم أبكى البرازيل و أذاقهم طعم المرارة و لم يرحمهم و كررها مرة أخرى بمنتخب أخر و هو منتخب ألمانيا عندما و قفوا مذهولين من أين أتاهم هذا اللاعب و من أي كوكب
لاعب وضعه بيليه في قائمته لأفضل 125 لاعب مروا في تاريخ كرة القدم و وضعه الفيفا في قائمة أعظم 100 لاعب في تاريخ كرة القدم و أيضا كان له نصيب من الويفا عندما جعلوه من ضمن أعظم 50 لاعب
إنه السًجين باولو روسي
ولد باولو روسي في سانتا لويسا من مقاطعه براتو في يوم 23 /9/1956 م و بداء عالم الكرة بأحد الفرق الصغيرة و هو نادي كومو أحد أنديه مدينه فلورانسا و أبدع معهم باولو روسي مما جعل أنظار أغلب الأندية الكبيرة تسعى لتعاقد مع هذا الشاب المبدع و الظفر بخدماته و خاصة مع العروض القوية التي كان يؤديها و كانت الصحافة تكتب عنه بأنه هداف له مستقبل كبير في عالم كرة القدم .
بعد صراع كبير و طويل من العديد من الأندية الإيطالية التي كانت ترغب و بشده في ضم هذا الموهبة القادمة و بعد شد و جذب تمكن نادي اليوفنتوس في التعاقد معه في عام 72
لكن بعد انتقاله لليوفي لم يعد لـ باولو روسي ذلك اللمعان الذي بداء به مع نادي كومو و خاصة بعد أن تعرض لعديد من الإصابات و حيث أنه أجرى ثلاث عمليات جراحيه في ظهره مما جعل نادي إدارة نادي اليوفي يفكرون في بيعه بعد أن أصبح يشكل عبء على النادي بسبب الإصابات التي تعرض لها و لقلة المباريات التي خاضها مع اليوفي فاعتقدوا بأنه انتهى و لم يعد بمقدوره إعطاء النادي الشيء المأمول منه فأعاره نادي اليوفي مرة أخرى لنادي كومو لكنه لم يثبت نفسه في ذلك الموسم .
و في موسم 1976/1977 باعه اليوفي لنادي بياتشنزا و الذي كان يلعب في السرياB من ذلك الموسم و هنا بدأت موهبة باولو روسي بالعودة و الانطلاق لعالم النجومية و المجد من جديد رغم أنه كان يلعب في دوري بعيداً عن الأضواء و لكنه سرعان ما لفت أنظار الجماهير عندما أحرز 21 هدف مما ساعد نادي بياتشنزا لصعود من جديد لدوري الأضواء و كان لباولو دور رئيسي في هذا الإنجاز
و في الموسم الذي يليه و هو موسم 1977/1978 هنا بداء نجومية باولو روسي تخرج و بقوة عندما قدم أحد أجمل العروض الكروية له في حياته و قاد بياتشنزا بعد صعوده مباشرة لدوري الأضواء بالحلول بالمركز الثالث و بفارق 5 نقاط عن المتصدر في ذلك الوقت اليوفي و متفوق على العديد من الأندية الكبيرة مثل الميلان و أنتر و نابولي حيث أن باولو روسي في ذلك الموسم كان هداف البطولة بـ 24 هدف من أصل 30 مباراة
و هذا ما دفع مدرب المنتخب الإيطالي في ذلك الوقت بيرزوت في ضمة لقائمه الأزوري الذي سيلعب في كأس العالم 1978 المقام بالأرجنتين و الذي حصل فيها المنتخب الايطالي على المركز الرابع و تمكن باولو روسي من إحراز 3 أهداف من أصل 4 مباريات خاضها حيث أحرز هدف على كل من فرنسا و المجر و النمسا
بعد عودته من كأس العالم و تقديمه أداء رائع و أصبح باولو روسي هو حديث الصحافة و الإعلام و الجماهير و المدربين و عاد من جديد أكثر اللاعبين طلبا من قبل الأندية الكبيرة
بعدها سارع نادي اليوفنتوس لشراء عقد اللاعب من جديد بعد أن صرحوا بندمهم على التخلي بنجم مثل موهبة روسي لكن نادي فياتشنزا رفض كل العروض المقدمة و وضع مبلغ خيالي في ذلك الوقت من أجل التخلي عن باولو روسي وهو 2.6مليون دولار و هذا العرض جعل نادي اليوفي يتراجع عن فكرة شراء اللاعب
لكن نادي بياتشنزا سرعان ما هبط في هذا الموسم لسريا B رغم محاولات روسي في إنقاذ النادي بإحرازه لـ 15 هدف في ذلك الموسم لكنه لم يستطع و هذا ما دفع النادي إلى إعارة لنادي بيروجيا في عام 1979 لرغبته نادي بياتشنزا في عدم التخلي عنه و تفضيل إعارته على بيعه
قضية Totonero
تورط روسي في عام 1980 في قضيه تونيرو و التي كانت تعتبر من أكبر القضايا التي عصفت بالكالشيو في ذلك الوقت و هو التلاعب بنتائج المباريات و عمليات المراهنات و التي أدت لهبوط نادي ميلان لسريا B تورط فيها العديد من اللاعبين و كان أبرزهم باولو روسي حيث أنه تم اتهامه بالتلاعب في عدة مباريات من موسم 79/80 و التي أدت لسجنه لفترة قبل أن يفرج عنه مع حرمانه من لعب كرة القدم من ثلاث سنوات و بعد المرافعات تم تخفيف الحكم لسنتين عاش فيها باولو البؤس و الشقاء لما حدث له و كان يعيش في حسرة و اكتئاب خاصة أنه كان ممنوع من اللعب في أي بطولة من بطولات الإتحاد الأوربي و كان يرفض أغلب العروض الخارجية لعدم رغبته بالخروج من أوربا .
و قد كان روسي يؤكد دائما بأنه لم يكن له دور و أنه تم ظلمه و كان كبش فداء و هذا ما أكده في كتابة Ho fatto piangere il Brasile ( أنا من جعل البرازيل تبكي ) حيث قال أن التهمه كانت مجرد اتهام باطل لا أساس لها من الصحة .
العودة للملاعب
اشترى نادي اليوفي باولو روسي من نادي فياتشنزا بـ 600ألف دولار في عام 1981 و هو لا يزال تحت العقوبة و هذا ما جعل قيمته تنخفض حيث أنه كانت العقوبة تنتهي قبل نهاية موسم 81/82 بوقت قصير
وفي يوم 29/4/1982 رجع روسي ليلعب مرة أخرى و لم يلعب في موسم 81/82 سوى ثلاث مباريات و لم يقدم باولو روسي أداء كبير و ذلك يرجع للفترة الطويلة الذي مكثها من دون أن يلعب أي مباراة و فاز مع اليوفي ببطولة الدوري و مع ذلك أستدعاه المدرب الإيطالي بيرزوت لقائمة الأزوري المشارك في كأس العالم 1982 و كان السبب في أن بيرزوت يؤمن بموهبة روسي و الذي سبق و أن تحدث لصحافة الإيطالية بأن باولو كان غير مذنب و أنه سبق و أن عبر عن أسفه لما حصل لباولو روسي و أنه يثق بقدراته
و هذا ما قاله باولو روسي بعد فوزه بكأس العالم في أن بيرزوت هو من أعاد روحه مرة أخرى و أنه يدين له بالكثير
كأس العالم 1982 و قصة المجد
بداء كأس العالم 1982 و هنا جاء الدور لباولو روسي في تأكيد قيمته و عراقته و أن يكون عند حسن ظن المدرب الذي راهن عليه دائما و أكد أنه سيكون نجم مونديال أسبانيا 82 و هذا ما حدث فسرعان ما بداء نجم باولو روسي يعاود الصعود من جديد و كأن ما حدث له عبارة عن تحدي يريد أن يكسبه ليثبت نفسه و بقوة فكانت انطلاقه جديد لباولو روسي لينسى كل ما حدث بالماضي و يؤكد أنه نجم من طراز فريد
في بداية البطولة كانت مجموعة إيطاليا تضم بولندا و الكاميرون و البيرو و تحصلت إيطاليا على المركز الثاني بعد بولندا و في الدور الأول لم يتمكن باولو روسي من إحراز الأهداف بسبب أنه لم يتم إشراكه أساسي
و بعد تأهل إيطاليا لدور الثاني و كانت بنظام المجموعات حيث كل مجموعة تظم ثلاث منتخبات و يصعد الأول فقط لنصف النهائي و كانت إيطالية في المجموعة الحديدية حيث تضم أقوى المنتخبات التي كانت مرشحه للفوز بكأس العالم مثل البرازيل و الذي كان النقاد يعترفون بأنه أقوى منتخب مر على تاريخ البرازيل منذ نشأته حتى هذا اليوم حيث كان يضم أسماء رنانة و ساطعة مثل فلكاو و سقراط و زيكو و غيرهم من النجوم و الذين سحقوا جميع المنتخبات الذين قابلتهم في الدور الأول و كان المرشح الأول لنيل بطولة كأس العالم .. و أيضا كان يضم الأرجنتين بطلة كأس العالم السابقة و حاملة اللقب و كان من ضمن صفوفها أحد أعظم أساطير كرة القدم منذ بداية الكرة حتى يومنا هذا و هو ديقو ارماندو ماردونا إضافة لغيره من النجوم مثل باساريلا و دياز و بورتوني و أراديس ..
فبدائت أيطاليا مباراتها في هذه المجموعة ضد الأرجنتين و تمكنت من الفوز و بهدفين أحرزهم كل من تاردلي و كاربيني بينما أحرز هدف الأرجنتين باسريلا
و بعدها لعبت ضد البرازيل العائد من فوز كبير و عريض على الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدف .. و كانت المباراة حاسمة و مصيريه لأنها ستحدد من سيتأهل لدور نصف النهائي لكأس العالم 82 و كانت أغلب الترشيحات تنصب لصالح البرازيل ..
لكن هنا تفجرت موهبة باولو روسي التهديفية و كأنه بركان خامد عاد ليصحوا فبعد أن أشركه المدرب بيرزوت أساسيا من بدايه المباراة أكد أنه عند حسن ظنه فلعب باولو مباراة العمر أمام البرازيل و الذي كانت تعتبر من أقوى المواجهات التي حدثت في تاريخ كؤوس العالم حتى يومنا هذا فبداء باولو روسي التهديف بعد أن أحرز هدف رائعا في الدقيقة الخامسة من رأسيه جميله مررها له زميله كابريني .. بعدها تمكن البرازيل من أدراك التعادل بعد سبع دقائق بعد أن أحرز سقراط هدف في الدقيقة 12 ... فعاد باولو روسي ليضع إيطاليا بالمقدمة من جديد بإحراز هدف رائع في الدقيقة 25 بعد أن قطع كرة من لاعبين البرازيل و راوغهم حتى تمكن من إيداعها بالمرمى و ينتهي الشوط الأول بتقدم إيطالي .. لكن البرازيل في الشوط الثاني تمكنت من تعديل النتيجة في الدقيقة 68 .. لكن سرعان ما عاد باولو روسي الكًرة و يحرز الهدف الثالث للأزوري في الدقيقة 75 و هي كانت هدف الحسم و الذي جعل أقوى منتخب مر على تاريخ البرازيل و المدعم بكوكبه من النجوم يبكون قهرا و يتسائلون من أي أتى باولو روسي و كيف أنه أبكى شعب البرازيل كلهم و أنهى على حلمهم بالفوز بكأس العالم ..
بعدها لعبت إيطاليا مع بولندا في نصف نهائي 82 و كانت المباراة الثانية التي تجمعهم بعد أن تعادلوا في دور المجموعات و كان روسي في تلك المباراة لم يلعب أساسيا لكن في هذه المباراة لعب روسي من بدايته فأحرز هدفين كان الأول في الدقيقة 22 .. و عاد و كررها مرة أخرى في الشوط الثاني عندما أحرز هدف في الدقيقة 73 أنهى أحلام البولنديين .. و يعلن تأهل إيطاليا لنهائي كأس العالم 82
لعبت إيطاليا المباراة النهائية في ملعب السنتياقو برنابيو في يوم 11/7/1982 ضد منتخب قوي جدا و صعب المراس و هو منتخب ألمانيا و كان أيضا مرشح قوي للفوز بالبطولة .. وكالعادة كان لروسي بصمة واضحة حيث أنه في بداية الشوط الثاني أحرز هدف بالدقيقة 57 بعد تلقيه عرضيه من قبل كابريني فوضعها رأسيه بالمرمى معلنا الهدف الأول في المباراة و كان هذا الهدف هو الذي حفز لاعبين إيطاليا على تقديم المزيد فكان الهدف الثاني من قبل تاردللي في الدقيقة 69 قبل أن ينهي ألتوبلي أمال ألمانيا بالهدف الثالث بالدقيقة 81 و انتهت المباراة بفوز كبير و مستحق لطليان بثلاثة أهداف مقابل هدف معلنا بها فوز إيطاليا بكأس العالم بعد غياب طويل دام 44 سنه
و بعد نهائية البطولة تحصل باولو روسي على عدة جوائز :
هداف كأس العالم 1982 برصيد 6 أهداف
أفضل لاعب بكأس العالم 1982
تحصل على جائزة رجل المباراة في ثلاث مباريات كانت أما البرازيل و بولندا و ألمانيا
ما بعد كأس العالم 1982
عاد باولو روسي ذلك النجم الذي لا يشق له غبار و بعد عودة من كأس العالم تحصل روسي على عدة جوئر فرديه رفيعه مثل : جائزة أفضل لاعب في العالم لسنة 1982 و جائزة أفضل لاعب أوربي لعام 1982 و كان أحد الأعمدة التي كان يعتمد عليها مدرب اليوفنتوس في ذلك الوقت جيوفاني ترابتوني و تمكن من تحقيق بطولات مهمة مع اليوفي حيث فاز بطولة دوري عام 83/84 و أيضا فاز بعدة بطولات أوربيه مثل بطولة كأس الكؤوس موسم 83/84 و كأس السوبر الأوربي عام 84 و دوري أبطال أوربا موسم 84/85
لكن مستواه بداء بالتراجع فقرر اليوفي بيعه خاصة بعد تألق بلاتيني و انضمام لاودروب فتم بيعيه لنادي ميلان الإيطالي في عام 85 و مع ذلك ضمة بيرزوت في تشكيلته التي لعبت في كأس العالم 86 و بإعتبار أن بيرزوت كان يعتمد على كل من التوبلي و جالديريسي في قيادة هجوم الأزوري فلم يلعب روسي سوى مباراة واحدة فقط كانت ضد كوريا الجنوبية و لعب كأحتياطي
و في موسم 86/87 تراجع أدائه بشكل كبير حيث أحرز هدفين فقط من عشرين مباراة لعبها مع الميلان في ذلك الموسم فتم بيعه لنادي فيرونا في عام 1987 لينهي مسيرته الكروية معهم .
أرقام و إحصائيات عن باولو روسي
و لد في يوم : 23 /9/1956
المركز : مهاجم .. وسط متقدم
لقبة : السًجين
النوادي الذي لعب لها :
كومو .. فياتشنزا .. يوفنتوس .. بيروجيا .. ميلان .. فيرونا
لعب مع الأزوري 48 مباراة أحرز منها 20 هدف
لعب مع اليوفي 138 مباراة أحرز منها 44هدف
إنجازاتة :
بطل كأس العالم 1982
أفضل لاعب في كأس العالم 1982
هداف كأس العالم 1982
أفضل لاعب في العالم عام 1982
أفضل لاعب أوربي لعام 1982
هداف الكالشيو موسم 1977/1978 بـ 24 هدف
من أفضل 50 لاعب في تاريخ أوربا
من أفضل 100 لاعب في تاريخ كرة القدم
من أفضل 125 لاعب في قائمة بيليه لعظماء كرة القدم
بطولاته :
الدوري مع اليوفنتوس مواسمي 81/82 .. 83/84
كأس إيطاليا مع اليوفنتوس موسم 82/83
كأس الإتحاد الأوربي موسم 83/84
كأس السوبر الأوربي عام 84
دوري ابطال أوربا 84/85
مجموعة صورة لـ باولو روسي :