الملكه
عدد الرسائل : 57 العمر : 39 العمل/الترفيه : لايوجد المزاج : *** تاريخ التسجيل : 27/07/2008
| موضوع: 00000خبز وسجائر0000 الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 12:23 pm | |
| تربعت على كرسي عرشها ...هناك ..في ساحة السقاية..... وضعت خبزها و-رغايفها ...وبغريرها-....غطتهم ببلاستيك غذائي حتى تحافظ عليهم من التلوث المحتمل....
جلست تتأمل المارين...عل احدهم ..تشتهي عيناه ما ترغب فيه معدته... .ينظرون ..ويبتسمون ...ولا يشترون...
قالت متوسدة يديها...ما عساي افعل ببسمة شاحبة لا تسمن ولا تغني من جوع... بسمة ضائعة...تبحث عمن يحاكيها.....لكن شفتاي ملتا محاكاة هذه الابتسامات... أنا الآن ضائعة بين كم من المشاكل التي يختزنها عقلي..ويضيق بها صدري .. ويحاول أن ينفثها بوحي اللامحدود لكل من حاول الاقتراب مني ... وتجاذب أطراف الحديث معي .....
ككل يوم ...انتظر...و انتظر من يشتري مني ما صنعت .. أتأمله كما أتأمل وجوه المارة وحركاتهم التي أتمنى أن تجعل وجهتها بضاعتي التي استيقظ مع كل فجر لا حضرها بنفسي.....
لكن....لا زال هناك من يشتهي خبزي ويرغب في رغايفي.... فالحاج علال لا يطيب له الأكل كما يخبرني دائما ...إلا بالخبز الذي احضره... فهو معجون بلمسة سحرية ...تمنحه مذاقا فريدا....
وها هي أمي الحاجة...تدعو لي قائلة..-الله يخليك ابنتي خديجة.. .يخلي لك يدك...اللي عجنت هد الرغايف...-
لكن هل ساظل دائما هكذا انتظر الدعوات ...وابيع الخبز... وانظر الى المارة...واجمع اخبار الساحة.....
اهكذا ستستمر حياتي.....لم لا اكون كعزيزة التي كانت خادمة مع الحاج علي....ها هي الان تعيش في اسبانيا وتعود كل عطلة صيف بسيارة فخمة.. صحبة زوجها وطفليها.... بملامح تستنكر ملامح الماضي وتبيدها نهائيا....
ولم لا يفتح لي الحظ ابوابه كما فتحها على مصراعيه لأمينة التي تزوجت بشاب وسيم وتاجر...وهي لم تكن الا زميلتي في المهنة.......
هل هن أجمل مني.؟... .انا املك كل مقومات الأنثى ومقاييس الزوجة الصالحة...لكن مراتي لا يتطلع اليها سواي....
لم يبق أمامي سوى سعيد....هو من يحسسني بأنوثتي... ويعيرها اهتماما...ينظر الي بإعجاب ممزوج بكلمات يبعثها بين الفينة والأخرى...لتتراقص اثر سماعها أحاسيس الأنثى بداخلي....
أرسل أمه يوما إلى منزلنا لخطبتي....لكنني رفضت...فانا انتظر من سيسعدني.. ويريحني من تعبي....ليس من يكثر متاعبي و ينهك نفسيتي....
فسعيد لا يمتلك من السعادة إلا اسمه...وجد نفسه مسؤولا عن أسرة بكاملها... أم وستة إخوة...ينتظرون جميعا من يلبي رغباتهم ويسد احتياجاتهم....
سعيد لا يتوانى يتحرك ...بعلب سجائره عله يحقق دخلا يعيل به أسرته ويحتفظ بالباقي لتعديل مزاجه.....
فالكيف...قد اذبل عينيه اللذين صبغا بلون السماء....وهدم لوحة أسنانه.... وخنق فتحات صوته...إذ أصبح مبحوحا خشنا..متصديا....
ومع شكله الذي يسوء يوما عن يوم...يمتلك سعيد قلبا ناصع البياض ... وروحا ملائكية تسعى الى فعل الخير.....
هاهي للا فطومة...تتجه صوبي...لتتجاذب معي أطراف الحديث معي لتسألني عن والدي اللذان أنهكهما المرض....ولتنتهي من أسئلتها المعهودة... وتنتقل إلى المحطة الأخرى الا وهي أخبار الساحة.....
تتقصى جميع الاخبار....وكانها مراسلة لمحطة أخبار فورية.. .تحاول معرفة ما يدور وما تخفيه جدران البيوت....
امرأة جعلت من الفضول هوايتها....وجعل منها الفضول المحطة التي يلجا إليها الناس لمعرفة الأخبار العامة والخاصة.....
هاهي الآن توزع أعشابها ...وتعزل السيئ منها لترميه جانبا ..... ومع العزل تبدأ بالسرد....سردا لقصص تتشابه أحداثها لكن شخصياتها تختلف....
فجأة...تترك للا فطومة أعشابها.....فشجار في الجانب الآخر ينفث بدخانه... ليعلو أجواء الساحة.....تعالى الدخان....وتعالت معه الأصوات الصارخة الخائفة..... تأتي للافطومة...بخبرها المفزع...لتضعه كجمر يكوي مسامع خديحة.... فتحمر وجنتاها وتجحظ عيناها من أثر الصدمة......
سعيد من يتشاجر ..هناك من يريد ان يغتصب بضاعته و يتركه دليلا ...
قاوم سعيد بكل قوته...ولكن...لا احد يستطيع أن يحرك ساكنا.... الكل يشاهد صراعه على حلبة تسيجها الآلات الحادة...وتحد أركانها جثث الصعاليك الضخمة ...حتى لا يتركوا لسعيد مخرجا ينفد منه بجلده وعلبه.... ولا يستطيع أيا كان ولوجها...لينهي الشحار المتغطرس...
تصل خديجة مكان النزاع.....لتجد سعيدا غارقا في دمه.. يرسل إليها ابتسامة ..يخرح من فتحاتها كلاما متلعثما....... -انا انتهيت ياخديحة...قضوا علي.....لا تنسي امي واخوتي.....- | |
|