مواقف في حياة الصالحين "سعيد بن زيد"
هو سعيد بن زيد.. كان من أفضل الصحابة, وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وهو ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته فاطمة بنت الخطاب.
يقول الدكتور سالم مرة استاذ الفقه بجامعة الأزهر
كان أبوه زيد بن عمرو ممن اعتزل الجاهلية وحالاتها ووحد الله تعالي والتزم الحنفية, فكان من الحنفاء وكان يقول: وعزتك لو اعلم الوجه الذي تعبد به لعبدتك به, وقد شهد بمبعث النبي صلي الله عليه وسلم وكان لا يأكل ما ذبح علي الأصنام, ولا يأكل إلا ما ذكر اسم الله عليه.
كان سعيد بن زيد مجاب الدعوة فقد خاصمته امرأة يقال لها أروي بنت أويس وادعت أنه أخذ جزءا من أرضها فأدخلها في أرضه, وكانت له أرض ودار بجوار تلك المرأة فذهبت إلي طلحة بن عبدالله وقالت إن سعيدا انتقص من أرضي ما ليس له وقد أحببت أن تأتوه فتكلموه, قال فركبنا إليه وهو بأرضه بالعقيق فكلموه فأنكر أنه أخذ من أرضها شيئا بعدما سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول
من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه طوقه من سبع أراضين يوم القيامة), ولكن المرأة لم تسكت فاستعدت عليه مروان بن الحكم والي المدينة, فجاء سعيد إلي مروان يريد أن يعلمه الأمر, فركب وركب الناس معه وذهبوا إلي موضع المنازعة حتي نظروا إليها وعلموا كذب المرأة ولكن المرأة تشبثت بالأرض, فقال سعيد لعماله إتركوها لها, ثم قال: اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واجعل قبرها في دارها, قال طلحة: فرأيتها عمياء وتقول صابتني دعوة سعيد بن زيد, وبينما هي تمشي في الدار مرت علي بئر فوقعت فيه فكانت قبرها.
ويضيف الدكتور سالم مرة إن سعيد بن زيد كان موصوفا بالزهد محترما عند الولاة وقد شهد له النبي صلي الله عليه وسلم بالجنة, قال سعيد بن زيد أشهد أني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول
أبو بكر في الجنة وعمر بالجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة وعبدالرحمن في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعيد في الجنة) ثم قال إن شئتم أخبرتكم بالعاشر ثم ذكر نفسه., وسأل سعيد بن زيد رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أبيه زيد فقال يا رسول الله إن أبي زيد بن عمرو كان كما بلغك ولو أدركك أمن بك فأستغفر له؟ قال نعم فاستغفر له, توفي سعيد بن زيد بالعقيق فحمل علي الأعناق فدفن بالمدينة وكان عمره يوم مات بضع وسبعون سنة.