يبشر الرسول الكريم من فقد احد ابنائه صغيراً بالجنة
مما قد ذكر عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم انه بشر المسلميين الذين يصبرون على فقد ابنائهم صغاراً ، بأنهم شفعاء لهم فى الآخره...
ويبشرهم صلى الله عليه وسلم بالجنة إذا ماتوا صغارًا:
عن عائشة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها قالت: دُعي رسول صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار، فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء ولم يدركه. قال: «أوَ غير ذلك يا عائشة؟ إن اللَّه خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم» .
وقال صلى الله عليه وسلم : «رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة …» إلى أن قال: «قالا: انطلق، فانطلقتُ، فإذا روضة خضراء، وإذا فيها شجرة عظيمة، وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان» إلى أن قال: «إنكما طوفتماني منذ الليلة، فأخبِراني عما رأيت. قالا: نعم … قال: وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة فذاك إبراهيم عليه السلام، وأما الصبيان الذين رأيتَ فأولاد الناس».
إذَن فأولاد المسلمين الذين ماتوا ولم يبلغوا الحلم؛ يكفلهم الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم وزوجته سارة رضي اللَّه عنها، ويقومان على مصالحهم حتى يردوهم إلى آبائهم يوم القيامة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم : «أطفال المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردوهم إلى آبائهم يوم القيامة»
أما أطفال المشركين: فقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم بأنهم في الجنة يكونون فيها خدمًا لأهلها. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «أطفال المشركين خدم أهل الجنة»
ويبشّر صلى الله عليه وسلم بشفاعتهم لأبويهم إذا صبروا على فقْدِهِم:
عن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان، فما أنت محدِّثي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بحديث تُطيِّب به أنفسنا عن موتانا؟ قال: «نعم: صغارهم دعاميص الجنة (صغار أهل الجنة) يتلقَّى أحدهم أباه، أو قال: أبويه، فيأخذ بثوبه، أو قال: بيده، كما آخذ أنا بِصَنِفَةِ (طرف) ثوبك هذا، فلا يتناهى، أو قال: فلا ينتهي (فلا يتركه) حتى يُدخِله اللَّه وإيَّاه الجنة»
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلمَيْن يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنْث، إلا أدخلهما اللَّه وإياهم بفضل رحمته الجنة، وقال: يقال لهم: ادخلوا الجنة، قال فيقولون: حتى يجيئ أبوانا، قال: ثلاث مرات فيقولون مثل ذلك، فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وأبواكم».
بل يخبر صلى الله عليه وسلم بتلقيهم لأهلهم على أبواب الجنة يوم القيامة، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : «ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل»
ويبشر صلى الله عليه وسلم من حُرِم الأولاد في الدنيا بهم في الآخرة:
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم : «المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسِنُّه في ساعة واحدة كما يشتهي»
قال المناوي في «فيض القدير»: ولا تعارض بينه وبين خبر العقيلي بسند صحيح: «إن الجنة لا يكون فيها ولد»؛ لأن ذلك لمن لم يشته، فلا يولد له، أما إذا اشتهى فكما بين الحديث. قُلْتُ: وهذا مصداق قول الله سبحانه: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف: 71].