مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم
مسجد الرسول
- صلى الله عليه وسلم -
أرأيت لهفة الشوق على وجوه الزائرين، وقد وصلوا إلى مدينة رسول الله - - صلى الله عليه وسلم --؟ أرأيت البشر كيف يطفح على وجوههم؟ أرأيت كيف تشرئب أعناقهم وهم ينظرون إلى مآذن الحرم النبوي الشريف؟ يكادون يطيرون إلى الحرم طيراً، وتكاد قلوبهم تسبقهم.
وههم قد وصلوا ولسان حالهم ينشد مع الشاعر:
من هنا شق الهدى أكمامه
وتهادى موكباً في موكب
من هذا المسجد الشريف الذي كانت تتنزل عليه أنوار الوحي من الله تعالى بالآيات القرآنية، فيها الهدى والتأييد وهو المسجد الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجد الحرام، ومسجد الأقصى ومسجدي هذا".
وثواب الصلاة فيه بألف صلاة. وهو المسجد الذي أسس على التقوى قال الله تعالى: ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾ [التوبة: 108].
إن المسجد النبوي الشريف كله معلم من معالم التوحيد في مسيرته الإيمانية، في هجرته من مكة إلى هذا المكان وفي هذا المسجد معلم الهادي البشير النذير - صلى الله عليه وسلم - حينما كان يخطب في أصحابه الكرام هادياً لهم على الخير مبيناً طريق الشر حتى لا يقعوا فيه، إنه المنبر الشريف.
ومن معالم هذا المسجد منطقة لا تستطيع أن تجد مكاناً فيه بسهولة ويسر، وقد فرشت أرضها بالسجاد الأخضر تمييزاً لها عن بقية ألوان المسجد وكأنها قطعة من الجنة، إنها الروضة الشريفة وقد قال - صلى الله عليه وسلم - (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة).
هذا المكان المتميز بازدحامه تجتمع في محيا الماكثين فيه ملامح الشوق والحنين والضراعة، فمن قائم وراكع وساجد وتال للقرآن الكريم ورافع كفيه بالدعاء، ترى الدموع نسح على الوجنات وتسمع النشيج، يا لها من لحظات ربما قطع هذا الزائر آلاف الأميال ليحظى بها وههو ذا الآن قد حظي بها وقد بذل لها كل ما ادخره في حياته من مال.
وتشاهد في الروضة الشريفة أجناس الناس من كل لون وعرق ولسان.
وفي المسجد من الجهة الشمالية الصفَّة، وكان هذا المكان لفقراء المسلمين ومن أشهرهم أبو هريرة رضي الله عنه.
وأبرز معالم المسجد الحجرة النبوية، وفيها قبره - صلى الله عليه وسلم - ويتلوه قبر أبي بكر الصديق ثم قبر عمر رضي الله عن الصحابة أجمعين.
ومن معالم المسجد القبة الخضراء وقد بنيت على الحجرة الشريفة.
وفي المسجد أسطوانات، بعضها لها قصة في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأشهرها الأسطوانة المطيبة وهي أحب مواضع التنفل للنبي - صلى الله عليه وسلم.
ثم أسطوانة التوبة، وهي التي ربط لها أبو لبابة رضي الله عنه نفسه بضع عشرة ليلة ثم حله النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن نزلت توبة الله عليه في القرآن الكريم.
ومن معالم المسجد المنارات.يبلغ ارتفاع الواحدة مع الهلال 104 م وعلى رأسها هذا الهلال البرونزي المطلي بالذهب يبلغ وزنه أربعة أطنان ونصف الطن.
تتناغم المنارات وقت السحَر خاصة بصوت يرتفع بالأذان يشق صمت الوجود فيوقظه بندائه الشفيف الرفيق الحاني، ذلك الصوت البلالي الحنون معلناً فجر يوم جديد.
ومن هذا المسجد فاض الهدى ويفيض بما يلقى فيه من دروس تهدي الضال إلى الطريق المستقيم ن وتزيد المهتدي هدى فيرجع هذا وذاك إلى بلاده داعية خير ومحبة وسلام.
اللهم ارزقنا زيارة مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وشرفنا بالسلام عليه والصلاة في الروضة الشريفة.
ثم نقول مودعين:
• السلام عليك يا رسول الله
• السلام عليك يا أبا بكر
• السلام عليك يا عمر.
العبد الفقير الى الله
حامد عباس
مصـــــــرى