القدس والأقصى حقيقة قرآنية ومُسّلمة عقدية
مؤسسة الاقصى - (18:36 19-01-2006)
تحاول المؤسسة الإسرائيلية جاهدة إبعاد أذهان الناس عن حقيقة أن القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك واقعة تحت الإحتلال، وأن هذا الإحتلال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول إلى واقع مقبول عندنا كمسلمين في هذه الديار أو في العالم أجمع وتسعى إسرائيل منذ إحتلالها بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك إلى فرض الأمر الواقع الذي يثبت الوجود الاحتلالي عبر القوة الباطشة التي تستعملها.
قبل أيام طلع علينا مركز القدس لدراسات إسرائيل ببحث جديد قديم سيُعرض في مؤتمر هرتسليا المزمع عقده في 21-24/1/2006م، ويدعو القائمون على هذا البحث إلى نقل صلاحية إدارة الأماكن المقدسة في داخل البلدة القديمة إلى الأسرة الدولية، وتتولى وفقاً لهذا التصور- الأسرة الدولية في الأساس المسؤولية الأمنية والحفاظ ومراقبة الأماكن المقدسة.
إن هذا المقترح ليس الأول الذي تطرحه هذه المؤسسة وغيرها سواءً إسرائيلية أو أجنبية بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة والقدس عموماً ويبدو واضحاً أن الهدف الأساس من وراء كل هذه المقترحات هو نزع الشرعية الإسلامية والحق الإسلامي عن القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك وإبقاء الواقع الراهن على ما هو عليه مع قليل من الرتوشات التي تمنح المسلمين حقاً "ما" على أوقافهم ومقدساتهم ومساجدهم في ما يسمى "الحوض التاريخي" في التعريفات الجديدة الصادرة عن هذه الأجسام.... إننا في الحركة الإسلامية نؤكد على مجموعة من الحقائق والثوابت والمسلمات بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة والقدس:
أولاً: إن القدس والبلدة القديمة والأقصى المبارك لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغيير هذه الحقيقة الإحتلالية والأصل زوال الإحتلال.
ثانياً: إن المسجد الأقصى المبارك مُسّلمة عقدية في ميراثنا الديني والعقدي ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نتنازل عن عقيدتنا وديننا ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نتنازل أو أن نتهاون في ديننا وعقيدتنا وما ينسحب على المسجد الأقصى المبارك ينسحب على بيت المقدس ببلدته القديمة وقدسه الشريف.
ثالثاً: إن استيلاء اليهود على حائط البراق وحي المغاربة بعد إحتلال عام 1967 والتوسع الاستيطاني الإحتلالي في البلدة القديمة والقدس الشريف واستعمال كافة الوسائل المافاوية والساقطة لسرقة الأرض والبيوت لا يمكن أن تتحول إلى حق لليهود في الأرض المقدسة، وأن القوة لا يمكن كذلك أن تمنح المعربد حقاً مهما بلغ النفاق الدولي المتواطئ معه ذروته، ومهما بلغ الاستضعاف بنا، فنحن أصحاب حق شرعيين ولا يمكن لحقنا الديني والتاريخي والعملي أن تطويه قوة وبطش المؤسسة الإسرائيلية.
رابعاً: إن إدعاء اليهود بأن لهم حق ديني في بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك تنفيه الحقيقة العلمية التاريخية فضلاً عن الصراع والنقاش داخل التيارات الدينية اليهودية ذاتها.
خامساً: لقد أكد القرآن الكريم قداسة بيت المقدس فقال تعالىسبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم( , وقال عز من قائل )ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين(.
سادساً: وفي الحديث الشريف، قال رسول الله e:" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى"، وفي الحديث أيضاً عن أبي ذر الغفاري رضي الله، قال: ( قلت يا رسول الله أي مسجد وُضِع في الأرض أولاً، قال: المسجد الحرام، قال: قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصّل فإن الفضل فيه".
سابعاً: إننا ندعوا أبناءنا وأهلنا لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والتعبد في جنباته المقدسة وتكثيف شد الرحال وذلك باستثمار مسيرة البيارق لتأكيد علاقتنا بالبيت المقدس، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون