قال تعالى في سورة الفرقان في وصف من أوصاف عباد الرحمن:
بســـــم الله الرحمن الرحيم
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
كثيرون يرددون هذا الدعاء.. وكثيرون يؤمّنون عليه بتأثر ورغبة.. لكن كم مِن هؤلاء حققه وتمثله في نفسه وبيته واقعا حيا؟!
إن حقيقة هذا الدعاء قول باللسان، وتضرع إلى الرحمن، وتصديق بالحال والأفعال..
فكم من بيت صالح عمّ صلاحه من حوله، فأصبح مشعلا للخير والدعوة، ومثالا ونموذجا وقدوة، تزدان مجالسه بالآداب الفاضلة ومكارم الأخلاق والكلمة الطيبة.
وكم من بيت تمنى أهله الأماني، ولكن قعدت بهم هممهم عن سلوك سبيل التقوى والإمامة!
ربما يظن ظان أن هذا الوصف {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} بعيد المنال، وأنه يختص بأناس دون آخرين، ويتطلب العلم الغزير، مع أن بعض الناس قد يبلغ بصدق نيته وحسن خلقه من التأثير في الناس ما لا يبلغه من يفوقونه علما وفقها!
بل إن طفلا صغيرا نشأ في بيت صالح مصلح ليؤثر بأدبه وحسن سمته تأثيرا قد لا يبلغه كثير من الرجال؛ ببركة التقوى وحسن التربية والتعاهد.
فمن منا لا يتمنى هذا الشرف العظيم (الإمامة في الدين).. إحدى صفات عباد الرحمن التي وعدهم عليها المنازل العالية في الجنة..؟!
قال البخاري – رحمه الله – في قوله تعالى:
{وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
"أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا".
وقال الحسن البصري – رحمه الله –:
"من استطاع منكم أن يكون إماماً لأهله، إماما لحيه، إماماً لمن وراء ذلك، فإنه ليس شيء يؤخذ عنك إلا كان لك منه نصيب