يكنى: أبا يحيى، بابنه يحيى، قيل: أبا عيسى، كناه بها النبي صلى الله عليه و سلم و قيل: كنيته أبو عتيك، و قيل: أبو حُضير، و قيل: أبو عمرو.
كان أبوه حُضير فارس الأوس في حروبهم مع الخزرج، و كان له حصن واقم و كان رئيس الأوس يوم بعاث، و أسلم أُسيد قبل سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير بالمدينة، و كان إسلامه بعد العقبة الأولى، و قيل الثانية، و كان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يكرمه و لا يقدم عليه واحدا، و يقول: إنه لا خلاف عنده.
أمه أم أُسيد بنت السكن، و شهد العقبة الثانية، و كان نقيبا لبني عبد الأشهل، و قد اختلف في شهوده بدرا، فقال ابن اسحاق و ابن الكلبي: لم يشهدها، و قال غيرهما: شهدها و شهد أحدا و ما بعدها من المشاهد، و شهد مع عمر فتح بيت المقدس.
روى عنه كعب بن مالك و أبو سعيد الخدري، و انس بن مالك، و عائشة رضي الله عنها. و آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بينه و بين زيد بن حارثة، و كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، و كان أحد العقلاء الكملة أهل الرأي، و له في بيعة أبي بكر أثر عظيم.
روى عنه أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للأنصار: إنكم سترون بعدي أثرة، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: اصبروا حتى تلقوني على الحوض.
عن أبي سعيد الخدري عن أُسيد بن الحُضير قال: قرأت ليلة سورة البقرة، و فرس لي مربوط، و يحيى ابني مضطجع قريب مني و هو غلام، فجالت الفرس، فقمت و ليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت، فجالت الفرس، فقمت و ليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت فجالت الفرس، فرفعت رأسي، فإذا شئ كهيئة الظلة في مثل المصابيح، مقبل من السماء فهالني، فسكت، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى عليه و سلم فأخبرته فقال: اقرأ يا أبا يحيى؛ فقلت قد قرأت، فجالت فقمت ليس لي هم إلا ابني، فقال لي: اقرأ يا أبا يحيى، فقلت: قد قرأت فجالت الفرس فقال: اقرأ أبا الحُضير فقلت: قد قرأت فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها المصابيح فهالني؛ فقال: تلك الملائكة دنو لصوتك؛ و لو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم.
عن ابي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: نِعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح؛ نِعم الرجل معاذ بن جبل؛ نِعم الرجل أُسيد بن حُضير؛ نِعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح.
توفى أُسيد بن حُضير في شعبان سنة عشرين، و حمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه السرير حتى وضعه بالبقيع؛ و صلى عليه، و أوصى إلى عمر، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمر نخله أربع سنين بأربعة آلاف، و قضى دينه