حذر عبد المالك دهامشة، النائب العربي في الكنيست الصهيوني عن الحركة الاسلامية ورئيس القائمة العربية الموحدة، في رسالة بعثها الي الارهابي ارييل شارون رئيس الوزراء الصهيوني ، من الاستمرار في الحفريات تحت المسجد الأقصي المبارك.
واصدر النائب دهامشة الاثنين بيانا عممه علي وسائل الاعلام جاء فيه انه وفقا لشهادات مواطنين يقطنون جوار المتحف الفلسطيني او ما يعرف الان بـ متحف روكفلر شمال اسوار البلدة القديمة من القدس، فان حفريات تجري اسفل المبني التاريخي، ونقل اتربة بكميات كبيرة منه خاصة خلال ساعات الليل، فيما يتحدث اخرون عن عمليات نقل جرت لمحتويات هذا المتحف والذي يضم اثارا قديمة من مختلف العهود، غالبيتها كنعانية وبيزنطية، الي المتحف الرئيسي في الكيان الصهيوني.
ووفقا لافادات بعض المواطنين، فانهم يسمعون خلال ساعات الليل اعمال حفر مصدرها المتحف، ثم تأتي بعد ذلك شاحنات ومقطورات مغلقة تقوم بنقل الاتربة، وموجودات اخري من داخل المبني دون أن يتسني لهم معرفتها. ويشيرهؤلاء المواطنون الي ان جميع هذه الأعمال تتم تحت حراسة خاصة واغلاق لمحيط المتحف من ناحيته الشمالية.
وكانت معلومات غير مؤكدة حتي الان أفادت بأن ما يسمى بـ «سلطة الاثار» الصهيونية تقوم بحفر نفق بعمق كبير باتجاه البلدة القديمة من القدس، خاصة المنطقة القريبة من الحرم، الامر الذي تنفيه سلطة الآثار، وتدعي بان ما يجري داخل المتحف الي داخل «متحف اسرائيل» الرئيسي.
ويتزامن الحديث عن حفريات اسفل المتحف الفلسطيني أو ما يعرف بـ متحف روكفلر مع حفريات اخري يقول المقدسيون أنها تجري قرب بوابة نفق البراق داخل البلدة القديمة باتجاه الشرق وصولا الي باب الاسباط، احد البوابات الرئيسية للمسجد الاقصي، ومن هناك تتجه هذه الحفريات جنوبا باتجاه قبة الصخرة المشرفة، حيث تعتقد الجماعات اليهودية المتطرفة بوجود المذبح الصغير للهيكل المزعوم.
وتؤكد افادات بعض حراس الاقصي والمواطنين القاطنين في باب الأسباط وجود اعمال حفر، لم يتسن لهم تحديد مكانها بالضبط، لكنهم يسمعون بوضوح اصوات آلات حفر، وارتجاجات في المنـــطقة خاصة خلال ساعات الليل.
فيما تجري اعمال حفر مماثلة عند المدخل الرئيسي الشمالي لحائط البراق، الواقع نهاية شارع الواد في البلدة القديمة من القدس، وهو ما اشارت اليه وسائل الاعلام الصهيونية مؤخرا ، واكدت تقارير بهذا الشأن ان اعمال الحفر هذه وصلت مرحلة متقدمة وهي لا تبعد سوي بضعة عشرات الامتار فقط عن قبة الصخرة، وعلي عمق يزيد عن خمسة عشر مترا.
وتستغل جماعات متطرفة مثل عطيرات كوهانيم سيطرتها علي عدة مئات في المنطقة للقيام بأعمال الحفر هذه علما بان مقر عطيرات كوهانيم الرئيسي حيث يقيم رئيس هذه الجمعية وعراب الاستيطان اليهودي في القدس القديمة ماتي دان، قريبا من موقع الحفريات في الحي المعروف بـ عقبة الخالدية.
ويبدي مسؤولو الأوقاف الاسلامية وعلي رأسهم مدير المسجد الاقصي الشيخ محمد حسين مخاوفة من ان تؤدي اعمال الحفر هذه الي المس ببنايات تاريخية قديمة تلاصق المسجد الأقصي، وتعرض هذا المسجد بالتالي لخطر الانهيار.
وقال الشيخ مخاوفة ان اعمال الحفر هذه لم تتوقف علي مدي السنوات الماضية، لكنها الآن في الذروة، ونخشي حقيقة من الخطر الداهم الذي ينتظر أقصانا.
من جهة ثانية حذر النائب دهامشة في رسالة اخري لشارون من السماح لعضو الكنيست اليميني المتطرف عوزي لانداو (الليكود) بتدنيس المسجد الاقصي المبارك ودخول الحرم القـــدسي الشريف، وذلك بعد تناقل أنباء في الصحافة الصهيونية تفيد بوجـــود نية لدي لانداو للقيام بجولة داخل اسوار الحرم القدسي، كما فعل من قبله شارون يوم 28 من شهر ايلول (سبتمبر) من العام 2000.
واضاف النائب دهامشة في رسالته ان الاف المصلين المسلمين، والنائب دهـــامشة بنفسه، سيقومون بأجــسادهم بطرد لانداو وكل من تسول له نفسه تدنيس الحرم، محذرا من فتح دوامة جديدة من الدماء في المنطقة.
المصدر: نداء القدس