القدس موعودة لمن لا يفاوض

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه ، وعلى من أستن بسنتهم وأهتدى بهديهم وأتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

لقد كانت عاصمة الخلافة الأولى في المدينة المنورة
وكانت عاصمة الخلافة الثانية في دمشق
وكانت عاصمة الخلافة الثالثة في بغداد
وكانت عاصمة الخلافة الرابعة في تركيا
وستكون عاصمة الخلافة قريبا في القدس إن شاء الله

ولا يختلف مسلمان أن القدس موعودة لمن يعتقد أنه لا عزة لنا إلا بالإسلام فمن إبتغى العزة بغير الإسلام فلا يحلم بالقدس على الإطلاق .

ولكن بالإضافة إلى ذلك فإن القدس موعودة لمن لا يفاوض

لماذا لا ندرك نحن الفلسطينيون أن أمامنا فرصة تاريخية لضرب الهنجعية الإسرائلية بحكم تورطها المباشر في العراق ، فإن التهدئة النوعية (وليست الكاملة) في فلسطين سببها الرئيسي هو فداحة خسارة إسرائيل في العراق وعليه ليس من الغباوة أن تفتح دولة الصهاينة على نفسها جبهة أخرى تعني لها مزيدا من المصائب ، وأقسم بالله العظيم أنه لو قدر لأمريكا أن تكبح المقاومة في العراق اليوم لقامت إسرائيل في أسرع وقت بدك غزة والضفة وإغتيال القيادات والمجاهدين .

لماذا لاندرك نحن الفلسطينيون أن الهدنة المزعومة (مع أنها أصلا هدنة من طرف واحد فقط وهو الطرف الفلسطيني) هي أحد وسائل طوق النجاة الذي تم إلقاءه على الغريق الإسرائيلي لانقاذه من فيضان دجلة والفرات ، لماذا لا ندرك نحن الفلسطينيون أن مصير فلسطين مرتبط بمصير العراق ، وأنه إذا خسرت أمريكا في العراق فهذا يعني خسارة أفدح لإسرائيل .

لماذا التفاوض مع أمريكا من طرف الفصائل الفلسطينية في هذا الوقت بالذات ، الوقت الذي بدأت فيه الأصوات الأمريكية داخل الكونجرس تطالب بالانسحاب من العراق ، وبدأ عدد هام من المسؤلين الأمريكان يمهد الطريق لاعلان الإنسحاب من العراق

إذا فهذا ليس وقت المفاوضات مع أمريكا (سواء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة) ، إنه وقت الضغط على أمريكا وإسرائيل بتوجيه مزيد من الضربات إليهم لا أن نلقي أطواق النجاة لنشلهم من الوحل الذي غاصوا فيه ((وحل دجلة والفرات))

ولكن القدس موعودة لمن لا يفاوض أمريكا
القدس موعودة لمن لا يفاوض الصهاينة
فمن يفاوض أمريكا كأنه فاوض الصهاينة
من فاوض أمريكا فقد وضع يده على يد من إرتكب من البشاعات في العراق في سنوات معدودة أكبر ماأرتكبه اليهود في فلسطين طوال خمسين سنة (والحقيقة أن كل مافعله الأمريكان في العراق هو بتخطيط وتدبير صهيوني)

القدس موعودة لمن يعتقد أن الدم الفلسطيني والدم العراقي هو دم واحد
القدس موعودة لمن يعتقد أن شرف المرأة في فلسطين وشرف المرأة في العراق هو شرف واحد
القدس موعودة لمن يعتقد أن كرامة السجين الفلسطيني في مجدو وكرامة السجين العراقي في ابوغريب هي كرامة واحدة

لقد كاد الشهيد ياسر عرفات أن يقع في فخ المفاوضات النهائية بتنازلات كبيرة ، ولكن الله سلمه وحماه فألهمه الصبر في السنوات الأخيرة وأعطاه حسن الختام .

وكان الشهيد أحمد ياسين صامدا كالجبل ، فكان المثل الأعلى رغم عجزه البدني

ولكن بعد رحيلهما إنقلبت الأمور !!!!!!!!

فلقد وقعت حركة فتح في فخ المفاوضات
وهاهي حركة حماس دخلت من نفس الباب

ولكن مازلنا قادرين على الخروج من الفخ ، لأنه بكل بساطة لم يتم إغلاقه علينا .

نعم أيها المرابط والمجاهد في فلسطين يا كل فلسطيني

إنه ليس وقت الإقتتال الداخلي
إنه ليس وقت قتل النفس بغير حق
إنه ليس وقت إطلاق الرصاص في الأفراح
إنه ليس وقت تكفير الآخرين وتنجيسهم ونسبهم الى الشيطان
إنه ليس وقت الانتخابات البلدية
إنه ليس وقت الإنتخابات التشريعية
إنه ليس وقت المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة مع أمريكا
إنه ليس وقت المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة مع الصهاينة

إنه وقت توحيد الكلمة والراية والسلاح
إنه وقت الغضب للأقصى
إنه وقت الإنتقام على الإنتهاكات اليهودية الأخيرة للمسجد الأقصى
إنه وقت الإنتقام لإهانة القرآن في سجن مجدو
إنه وقت الإنتقام لإهانة القرآن في سجن أبوغريب
إنه وقت الإنتقام لشهداءنا الذين قتلوا في سجون الصهاينة في فلسطين
إنه وقت الإنتقام لشهداءنا الذين قتلوا في سجون الأمريكان في العراق
إنه وقت الرد على التهديدات الصهيونية باستمرار عمليات الإغتيال
إنه وقت الرد على التهديدات الأمريكية بالقضاء التام على المقاومة العراقية
إنه وقت الرد على بناء أكبر قاعدة أمريكية للعتاد العسكري في شمال الضفة الغربية
إنه وقت إستغلال فرصة ترنح أمريكا والصهيونية في العراق .

فإما أن نستغل الفرصة ، فتأتي علينا أيام صعبة قليلة نعيش بعدها دهورا سعيدة طويلة .
وإما أن نقع في الفخ فنعيش أياما صعبة طويلة ونموت قبل أن ندرك الأيام السعيدة .

نحن في فلسطين مرابطون وصامدون بحمد الله ، ولنا في ذلك رضا الله والأجر والثواب ، جهادنا ورباطنا يساعدنا على البقاء والصمود ، ولكن يخطأ من يعتقد أن جهادنا ورباطنا سيحرر لنا القدس .
لكن بجهادنا ورباطنا وجهاد وإنتصار العراق وجهاد وإنتصار أفغانستان وجهاد وإنتصار الشيشان ستتحرر القدس وستكون مدينة الخلافة القادمة إن شاء الله