قررت شرطة الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس الشرقية المحتلة، مساء اليوم (الاحد) فرض قيود على دخول المسلمين الى الحرم القدسي مساء اليوم ويوم غد الاثنين، في محاولة لمنع الشبان من المشاركة في تظاهرة التصدي لمحاولات اليمين المتطرف اقتحام الاقصى والمنتظر ان تتكرر غداً بدعوة من الحركة المتطرف "رففاه".
وكانت شرطة الاحتلال قد قامت صباح اليوم الأحد، بتركيب كاميرات على مداخل الحرم القدسي، حسب ما أفادت به مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية. وقال بيان للمؤسسة ان افراد الشرطة توافدوا في ساعات الصباح الى منطقة باب الأسباط وقاموا بوضع علامة حمراء تحدد بالضبط موقع تركيب الكاميرات، وقاموا بتركيب اختباري لإحدى الكاميرات ، وتمّ تركيب هذه الكاميرات فوق باب الاسباط من الخارج بحيث أن كل داخل الى المسجد الأقصى يتمّ تصويره بها ، وعلم أن الشرطة الاسرائيلية ستقوم بتركيب مثل هذه الكاميرات على جميع أبواب المسجد الأقصى .
وفور سماع الخبر هرع الى المكان مسؤولو دائرة الأوقاف الاسلامية على رأسهم ، الشيخ عبد العظيم سلهب – رئيس مجلس الأوقاف في القدس ، والشيخ محمد حسين – مدير وخطيب المسجد الاقصى ، وكذلك عدد من حراس المسجد الأقصى ، وجرى في الموقع جدال حادّ بين الطرفين.
وتأتي الاجراءات البوليسية هذه عشية مسيرة الحشد والرباط التي تنظمها مؤسسة الاقصى غداً الإثنين، في اطار التصدي لهجمات اليمين المتطرف. وحسب قرار الشرطة لم يسمح بدخول الحرم الا الرجال الذين بلغوا 45 عاماً وما فوق ويحملون الهوية الاسرائيلية. اما النساء فلن يتم تقييد دخولهن.
وأصدر العلماء والمسؤولين الفلسطينيين وعلى رأسهم الشيخ عكرمة صبري - مفتي القدس والديار الفلسطينية ، والشيخ تيسير التميمي - قاضي القضاة - اليوم، دعوة الى الرباط وتكثيف التواجد في المسجد الأقصى في ظل تهديدات المنظمات اليهودية المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى غدا الاثنين .
ورفضت مؤسسة الاقصى الاجراء الاسرائيلي واستنكرت بشدة اقدام الشرطة الاسرائيلية على تركيب هذه الكاميرات واعتبرتها خطوة خطيرة في ملف الاعتداءات المتواصل على المسجد الأقصى. وقالت في بيان لها ان " تركيب هذه الكاميرات جاء لتشديد الخناق والحصار على المسجد الاقصى والتجسس على المصلين فيه ، هذا الاجراء يعتبر جريمة بشعة بحق المسجد الأقصى ، وبحق المصلين الذين يؤمّون المسجد الاقصى يوميا ، بل هو مس بكل مشاعر المسلمين في العالم " ، واضافت :" إن المسلمين لا يشكلون خطراً على المسجد الاقصى ، إنما الذي يشكل خطرا حقيقيا على المسجد الأقصى هم اعضاء المنظمات اليهودية التي ما زالت تعلن عن نيتها النيل من المسجد الأقصى ، بل إن السياسات الرسمية الاسرائيلية اصبحت تشكل تهديدا مباشرا على المسجد الاقصى المبارك مثل المطالبة بتقسيمه وبناء كنيس يهودي في باحاته " .
وأكدت مؤسسة الاقصى في بيانها ان مثل هذا الاجراء لن يخيف المسلمين أو يرهبهم ولن يبعدهم عن اولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين ، بل على العكس فان مثل هذه الاجراءات تزيد من التفاف المسلمين حول المسجد الاقصى .
[glow1=FF0000]*الشيخ عكرمة صبري: الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك بأنها على شفا الانفجار [/glow1]
واجمع علماء دين وكبار المسؤولين في الاوقاف في مدينة القدس على ان المسجد الأقصى المبارك في خطر وان الحديث الإسرائيلي عن تكثيف الحراسة على المسجد ما هي إلا تضليلات إعلامية هدفها السيطرة وتهيئة الأوضاع لتغيير الوضع القائم.
وحذر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري من خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك. ويرى الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك بأنها على شفا الانفجار .
ورفض المفتي الإجراءات التي تقوم بها الشرطة ضد المسلمين وخاصة بالنسبة الى تحديد أعمار المصلين المسموح لهم بدخول المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك وكذلك تشديد الحصار على مدينة القدس وكأنها تحاصر المهددين وتتغاضى الجهات الإسرائيلية المتطرفة التي تهدد وتتوعد بإقتحام المسجد وهدمه وبناء ما يسمى بـِ" الهيكل " .
وشدد المفتي على ضرورة ان يتنبه المسلمون الى كافة القضايا والمشاكل والتعقيدات والمؤامرات التي تحاك في القدس وخاصة تلك المتعلقة بالمسجد الأقصى المبارك لانها كافة مترابطة ويراد لها ان تخدم وتصب في مصلحة إسرائيل والجماعات اليمينية التي تسعى الى تحقيق موقف سياسي بالسيطرة او تقاسم المسجد مع المسلمين قبل الجلوس مع بعض المسلمين للتفاوض من موقف قوة ومن منطق فرض الأمر الواقع الذي اعتادوا عليه.
الشيخ محمد حسين: السماح لليهود بدخول الاقصى سيؤدي لنزاع لا يمكن التكهن بنهايته وحمّل، الشيخ محمد حسين، مدير وخطيب المسجد، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة، عن مثل هذه الأعمال، لرعايتها الكاملة لهذه الجماعات، من خلال السماح لها بالدخول عنوة إلى باحات المسجد المبارك من باب المغاربة، الذي تحتفظ بمفاتيحه.وقال إن ذلك يعتبر إشارة حقيقة لنزاع ممكن معرفة بدايته، ولكن لا يمكن التكهن بنهايته، رافضاً وبشدة موقف الحكومة الإسرائيلية الذي يرعى هذه الجماعات، ويُمكنها من تنظيم وإقامة المسيرات الاستفزازية للجماعات المتطرفة في محيط الحرم الشريف.
وأكد أن المساس بالمسجد الأقصى، يعتبر مساً بالعقيدة الإسلامية، ويمثل اعتداءً على رمز من رموز هذه العقيدة، مشيراً إلى أن الأقصى مسجد إسلامي بقرار رباني، ويخص المسلمين وحدهم، ولا يحق لغيرهم إقامة طقوس فيه.
وقال الشيخ محمد حسين: نحن نرفض أية محاولات لأية جهة غير إسلامية للتدخل في شؤون المسجد، مناشداً أبناء شعبنا في القدس الشريف وداخل الخط الاخضر وكل من يستطيع الوصول إلى القدس، شد الرحال إلى المسجد المبارك غدا، وفي غيره من الأيام، كون الخطر المُحدق بالمسجد مستمر ومتواصل على مدار الساعة.
وأضاف أن التواجد المكثف في باحات وساحات ومصليات المسجد، يعتبر أكبر رد على محاولات المتطرفين، موجهاً نداءً إلى الشعوب العربية بالخصوص قائلاً: " نقول لكم كفى سباتاً وسهواً عن أهمية المسجد الأقصى المبارك، الذي يتعرض إلى خطر حقيقي، وعليكم حث حكوماتكم وقياداتكم على إنقاذ المسجد من المخاطر التي تداهمه" .
مدير اوقاف القدس عدنان الحسيني: مؤامرة بين المستوطنين والمتطرفين والحكومة الاسرائيليه ضد الاقصى وقال المهندس عدنان الحسيني مدير اوقاف القدس عضو الهيئة الإسلامية العليا: ان الوضع في المسجد مازال خطيراً بسبب التهديدات التي يطلقها اقطاب اليمين المتطرف حيث حددت التيارات والحركات المتطرفة التاسع من الشهر الجاري كيوم لاقتحام المسجد الأقصى المبارك مما رفع من حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي بعض الدول العربية والإسلامية .
وأكد الحسيني ان تهديدات هؤلاء المتطرفين لم تنته وقال : ان ما نلمسه من هؤلاء المتطرفين ان الشرطة والمخابرات على علم بهم ولديها قائمة باسماء المسؤولين عنهم لانهم هددوا المسجد بصورة علانية ومن على شاشات التلفزة والأمر لم يعد سراً، لكن الشرطة لم تستجوبهم او تقوم بمعاقبتهم بل على العكس، اننا نلمس صمتا يصل حد المؤامرة المشتركة على المسجد الأقصى من قبل المستوطنين والمتطرفين بالتعاون والتنسيق مع قوات الامن الاسرائيلية بناء على أوامر حكومية.
وقال الحسيني لقد تحدثنا مع الشرطة وأكدنا انه لا يجوز ان يأتي هؤلاء المتطرفون ويهددون ويعربدون بشكل علني دون ان يعتقلوا أو يحقق معهم .
وقال ان القضية مفهومة لدينا وهي رغبة الجانب الإسرائيلي في افتعال إشكاليات مستمرة وعلاجها وخلق مشاكل ووضع حلول لها واستمرار السير على هذا النهج في محاولة للوصول الى وضع معين يخدم ما يخطط له القادة الإسرائيليون للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك تحديداً ،كما فعلوا في الحرم الابراهيمي الشريف!.
وأضاف ان هذه هي أجواء الاحتلال وما تسعى إليه الحكومة الإسرائيلية في محاولة لخلط الأمور وتغليف ما يجري في الأقصى بالأجواء الضبابية حتى لا يستطيع الانسان العادي بالحكم على الأمور في دفع واضح نحو وضع معين .
حركات للتمويه
ورداً على سؤال حول التدابير الأمنية الإسرائيلية في محيط المسجد الاقصى المبارك ومدى جديتها في حماية المسجد من هجمات هؤلاء المستوطنين والمتطرفين قال الحسيني: ان مثل هذه التدابير لا تنطلي علينا إذ لدينا الخبرات الكافية عما يجري في محيط المسجد والمدينة المقدسة .
ووصف عمليات الشرطة وحرس الحدود بانها حركات فارغة المضمون لإيهام العالم ان الحكومة الإسرائيلية تقوم بالكثير للحفاظ على أمن المسجد
وقال لقد توجهنا الى السلطات الإسرائيلية أكثر من مرة وأكدنا للمسؤولين الذين يتصلوا بنا ان عليهم ان يوقفوا اجواء التطرف والإرهاب هذا لان استمرار هذا الإرهاب ستصبح له أياد وأرجل مخالب من الصعب وضع حد لها وها نحن اليوم وصلنا الى هذه المرحلة وبالتالي كل الأمور الأخرى والاحتياطات هي أمور ثانوية لن تحل المشكلة وسنبقى في هذه الأجواء الى أن يأتي وتصطدم الحكومة الإسرائيلية معهم ان كانت جادة في وقف عدوانهم وهو ما نشك فيه .
وفي رد على سؤال حول الإجراءات التي اتخذها الفلسطينيون لحماية الأقصى أوضح الحسيني: لدينا في حدود المسجد حراسات ولدينا ترتيبات منذ مدة طويلة ولدينا القدرة على ردع هؤلاء داخل المسجد الأقصى ولكن ما نخشاه هي الإجراءات والترتيبات التي تتم خارج حدود المسجد التي لسنا على إطلاع عليها.
التميمي يدعو الى الصوم غدا والمشاركة في مسيرة البيارق
ودعا قاضي القضاة الشيخ تيسير التميمي العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، إلى جعل غد الاثنين يوما للغضب العارم، تضامناً مع المسجد الأقصى المبارك، الذي يعتزم متطرفون يهود اقتحامه.
وطالب التميمي الأمتين العربية والإسلامية بصوم يوم الاثنين، وتنظيم المسيرات الجماهيرية والخطب التي تندد بنية متطرفين يهود اقتحام المسجد الأقصى المبارك.
ودعا قاضي القضاة أبناء الشعب الفلسطيني إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى لحمايته من أخطار المتطرفين ، مشيراً إلى أن الأخطار تحدق بالمسجد الأقصى المبارك، ومحاولات تهويده واقتحامه من قبل المتطرفين اليهود، تمهيداً لهدمه، وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
وتعهدت مؤسسة الاقصى بنقل آلاف المصلين من الرجال والنساء من عرب الداخل، يوم غد الاثنين، عبر "مسيرة البيارق" للصلاة والرباط في المسجد الأقصى في برنامج يتخلله الكلمات التوجيهية والمواعظ والأدعية وفقرات أخرى
الصور كالتالي : 1- الشيخ عكرمه صبري
2- الشيخ محمد حسين
3- عدنان الحسيني
4- الشيخ كمال الخطيب