ابو تريكه عضو مييز
عدد الرسائل : 193 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالب المزاج : طالب علم تاريخ التسجيل : 26/07/2008
| موضوع: من هو الكريم إذا عُـدّ الكرماء الأحد فبراير 08, 2009 3:40 pm | |
|
الســلام عليكم ورحمة الله وبركـــاتــــه
إذا أراد بعض الناس أن يضرب مثلا للكرم فإنه يذكر حاتم الطائي .فيقول بعضهم : كرم حاتمي !أو أكرم من حاتم !! وفي الشجاعة يُضرب المثل بعنتر أو بغيره من شُجعان العرب . وفي الحِلم يُضرب المثل بالأحنف أو بخاله قيس بن عاصم . وهكذا ... ولكن دعونا نرى : من هو الكريم ؟ ومن هو الشجاع ؟ ومن هو الحليم ؟ إن هذه الصفات وغيرها من كريم الخصال وحميد السجايا قد جمعها الله – عز وجل – لصفوة خلقه جمعها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم . فلقد وُصِف – عليه الصلاة والسلام – بأنه يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر
قال أنس – رضي الله عنه – : ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه . قال
: وجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه ، فقال : يا قوم أسلموا ، فإن محمدا يُعطي عطاء لا يخشى الفاقة . رواه مسلم .وأعطى صفوان بن أمية يوم حُنين مائة من النعم ، ثم مائة ، ثم مائة . رواه مسلم .
فمن أعطى مثل هذا العطاء ؟؟ ومن يستطيع مثل ذلك العطاء والسخاء والجود والكرم ؟؟؟ بل مَن يُدانيه ؟؟؟
فرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُعطي العطاء الجزيل ، وربما بات طاوياً جائعاً .
فهذا الذي أخذ بمعاقد الكرم فانفرد به ، وحاز قصب السبق فيه بل في كل خلق فاضل كريم فلا أحد يقترب منه أو يُدانيه في ذلك كله . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الرِّيحِ المرسَلَة ، وكان أجود ما يكون في رمضان . وأخبر جبير بن مطعم أنه كان يسير هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مَـقْـفَـلَـهُ من حنين ، فَـعَـلِـقـه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمُرة ، فخطفت رداءه ، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أعطوني ردائي . لو كان لي عدد هذه العِـضَـاه نَـعَـماً لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوني بخيلا ، ولا كذوبا ، ولا جبانا . رواه البخاري . ورسول الله صلى الله عليه وسلم الشُّجاع الذي يتقدّم الشجعان إذا احمرّت الحَدَق ، وادلهمّت الخطوب
أنت الشّجاع إذا الأبطال ذاهلة **** والهُنْدُوانيُّ في الأعنـاق والُّلمَـمِ
قال البراء رضي الله عنه : كنا والله إذا احمر البأس نتقي به ، وإن الشجاع مـنـّا للذي يحاذي به ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم وقال عليّ رضي الله عنه : كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه أحمد . أما البراء رضي الله عنه فهو الملقّب بالمَهْلَكَة ، وأما عليٌّ رضي الله عنه فشجاعتُه أشهرُ من أن تُذْكَر . ومع ذلك كان الشجاع منهم الذي يُحاذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال البراء بن عازب رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ، وأشجع الناس ، وأجود الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت ، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا ، وقد سبقهم إلى الصوت ، وهو على فرس لأبي طلحة ، وهو يقول : لم تراعوا . لم تراعوا . قال : وجدناه بحراً ، أو إنه لبحر . ( يعني الفرس ) متفق عليه .
كان صلى الله عليه وسلم حليم على مَنْ سَفِـه عليه ، أتتـه قريش بعد طول عناء وأذى ، فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء . شَـدّ أعربيٌّ بُردَه حتى أثّـر في عاتقـه ، ثم أغلظ له القول بأن قال له : يا محمد مـُرْ لي من مال الله الذي عندك ! فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمـر له بعطاء . متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه .هو مَنْ جمع خصال الخير وكريم الشمائل ، وَصَفَه ربّـه بأنـه ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) . قال الحسن البصري في قوله عز وجل ( فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم ) قال : هذا خُلُقُ محمد صلى الله عليه وسلم نَعَتَـه الله عز وجل .
تلك قَطْرِةٌ من بحرِ صفاتِه ، وإشارةٌ لمن ألقى السَّمْعَ ، وتذكِرةٌ للمُـحِبّ . فهذه أخلاقه فأين المحبـُّـون ؟ هذه من أخلاقه عليه الصلاة والسلام فأين المقتدون ؟
فهل أبقى لحاتم طي مِن كرم ؟ وهل أبقى لعنتر من شجاعة ؟ وهل أبقى لقيس مِن حِلـم ؟ |
| |
|