aleman59
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

aleman59

منتدى اسلامى خالص
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» دعاء جميل جدا جدا
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالخميس مايو 12, 2022 6:07 pm من طرف Admin

» القران الكريم كاملا بصوت جميع المقرئين
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالخميس مايو 12, 2022 5:59 pm من طرف Admin

» مايقال فى سجده التلاوه
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالخميس مايو 12, 2022 5:56 pm من طرف Admin

» فديوهات للشيخ حازم
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالخميس فبراير 09, 2017 2:34 pm من طرف Admin

» الشيخ ايمن صيدح
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالخميس فبراير 09, 2017 11:20 am من طرف Admin

» الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالخميس فبراير 09, 2017 11:19 am من طرف Admin

» للعمل بشركة كبري بالدقي 2017
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 12, 2016 4:52 pm من طرف كاميرات مراقبة

» الانتركم مرئي وصوتي 2017
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 12, 2016 4:50 pm من طرف كاميرات مراقبة

» كاميرات مراقبة, كاميرات المراقبة, كاميرا 2016
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 12, 2016 4:48 pm من طرف كاميرات مراقبة

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
منتدى

 

 حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحاج
نائب المدير
نائب المدير
الحاج


ذكر
عدد الرسائل : 310
العمر : 64
المزاج : فى سبيل الله
تاريخ التسجيل : 21/07/2008

حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Empty
مُساهمةموضوع: حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح   حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح Icon_minitimeالإثنين يوليو 28, 2008 2:34 am

خرج أهل المدائن أفواجا يستقبلون واليهم الجديد الذي اختاره لهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.. خرجوا، تسبقهم أشواقهم إلى هذا الصحابي الجليل الذي سمعوا الكثير عن ورعه وتقاه.. وسمعوا أكثر عن بلائه العظيم في فتوحات العراق.. وإذ هم ينتظرون الموكب الوافد، أبصروا أمامهم رجلا مضيئا، يركب حمارا على ظهره إكاف قديم، وقد أسدل الرجل ساقيه، وأمسك بكلتا يديه رغيفا وملحا، وهو يأكل ويمضغ طعامه..!! وحين توسط جمعهم، وعرفوا أنه حذيفة بن اليمان الوالي الذي ينتظرون، كاد صوابهم يطير..!! ولكن، فيم العجب..!! وماذا كانوا يتوقعون أن يجيء اختيار عمر..؟! الحق أنهم معذورون، فما عهدت بلادهم أيام فارس، ولا قبل فارس ولاة من هذا الطراز الجليل
***
وسار حذيفة، والناس محتشدون حوله، وحافون به.. وحين رآهم يحدقون فيه كأنهم ينتظرون منه حديثا، ألقى على وجوههم نظرة فاحصه، ثم قال: إياكم ومواقف الفتن..!! قالوا: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله..؟ قال: أبواب الأمراء.. يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه..!! وكان استهلالا بارعا، بقدر ما هو عجيب..!! واستعاد الناس على فورهم ما سمعوه عن واليهم الجديد، من أنه لا يمقت في الدنيا كلها ولا يحتقر من نقائضها شيئا أكثر مما يمقت النفاق ويحتقره وكان هذا الاستهلال أصدق تعبير عن شخصيته الحاكم الجديد، وعن منهجه في الحكم والولاية
***
فـحذيفة بن اليمان رجل جاء الحياة مزودا بطبيعة فريدة تتسم ببغض النفاق، وبالقدرة الخارقة على رؤية في مكامنه البعيدة.. ومنذ جاء هو وأخوه صفوان في صحبة أبيهما إلى الرسول الله صلى الله علية وسلم واعتنق ثلاثتهم الإسلام، والإسلام يزيد موهبته هذه مضاءا وصقلا.. فلقد عانق دينا قويا، نظيفا، شجاعا، قويما.. يحتقر الجبن، والنفاق، والكذب.. وتأدب على يدي الرسول واضح كفلق الصبح، لا تخفي عليهم من حياته، ولا من أعماق نفسه خافية.. صادق وأمين.. يحب الأقوياء في الحق، ويمقت الملتوين، والمرائين، والمخادعين..!! فلم يكن ثمت مجال تترعرع فيه موهبة حذيفة وتزدهر، مثل هذا المجال، في رحاب هذا الدين، وبين يدي هذا الرسول، ووسط هذا الرعيل العظيم من الأصحاب..!! ولقد نمت موهبته فعلا أعظم نماء.. وتخصص في قراءة الوجوه والسرائر.. يقرأ الوجوه في نظرة، ويبلو كنه الأعماق المستترة، والدخائل المخبوءة في غير عناء..!! ولقد بلغ من ذلك ما يريد، حتى كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وهو الملهم الفطن الأريب، يستدل برأي حذيفة، وببصيرته في اختيار الرجال ومعرفتهم ولقد أوتي حذيفة من الحصافة ما جعله يدرك أن الخير في هذه الحياة واضح لمن يريده.. وإنما الشر هو الذي يتنكر ويختفي، ومن ثم يجب على الأريب أن يعنى بدراسة الشر في مآتيه، ومظانه.. وهكذا عكف حذيفة رضي الله عنه على دراسة الشر والأشرار، والنفاق والمنافقين.. يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله علية وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.. قلت: يا رسول الله، إنا كنا في الجاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير.. فهل بعد هذا الخير من شر..؟ قال: نعم.. قلت: فهل بعد هذا الشر من خير..؟ قال: نعم، وفيه دخان.. قلت: وما دخانه..؟؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي.. ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر.. قلت: وهل بعد ذلك الخير من شر..؟؟ قال: نعم! دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها.. قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركني ذلك..؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام..؟؟ قال: تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك..!! أرأيتم قوله: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله علية وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدكني..؟؟ لقد عاش حذيفة بن اليمان مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن، ومسالك الشرور ليتقيها، وليحذر الناس منها ولقد أفاء عليه هذا بصرا بالدنيا، وخبرة بالناس، ومعرفة بالزمن.. وكان يدير المسائل في فكره وعقله بأسلوب فيلسوف، وحصافة حكيم.. يقول رضي الله عنه: إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله علية وسلم، فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان، فاستجاب له من استجاب، فحيا بالحق من كان ميتا.. ومات بالباطل من كان حيا.. ثم ذهبت النبوة، وجاءت الخلافة على منهاجها.. ثم يكون ملكا عضوضا..!! فمن الناس من ينكر بقلبه ويده، ولسانه.. أولئك استجابوا للحق.. ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه، كافا يده، فهذا ترك شعبة من الحق.. ومنهم من ينكر بقلبه، كافا يده ولسانه، فهذا ترك شعبتين من الحق.. ومنهم من لا ينكر قلبه، ولا يديه، ولا لسانه، فذلك ميت الأحياء..!!! ويتحدث عن القلوب وعن الحياة الهدى والضلال فيها فيقول: القلوب أربعة: قلب أغلف، فذلك قلب الكافر.. وقلب مصفح، فذلك قلب المنافق.. وقلب أجرد، فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن.. وقلب فيه نفاق وإيمان، فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب.. ومثل النفاق كمثل القرحة يمدها قيح ودم: فأيهما غلب، غلب..!! وخبرة حذيفة بالشر، وإصراره على مقاومته وتحديته، أكسبا لسانه وكلماته شيئا من الحدة، وينبئنا هو بهذا في شجاعة نبيلة: فيقول: جئت النبي صلى الله علية وسلم فقلت: يا رسول الله، إن لي لسانا ذربا على أهلي، وأخشى أن يدخلني النار.. فقال لي النبي عليه الصلاة والسلام: فأين أنت من الاستغفار..؟؟ إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة
***هذا هو حذيفة عدو النفاق، صديق الوضوح.. ورجل من هذا الطراز، لا يكون إيمانه إلا وثيقا.. ولا يكون ولاؤه إلا عميقا.. وكذلكم كان حذيفة في إيمانه وولائه.. لقد رأى أباه المسلم يصرع يوم أحد.. وبأيد مسلمة، قتلته خطأ وهي تحبسه واحدا من المشركين..!! وكان حذيفة يلتفت صدفة، فرأى الشيوف تنوشه، فصاح في ضاربيه: أبي.. أبي.. إنه أبي..!! لكن القضاء كان قد حم.. وحين عرف المسلمون، تولاهم الحزن والوجوم.. لكنه نظر إليهم في إشفاق ومغفرة، وقال: يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين.. ثم انطلق بسيفه صوب الكعبة المشبوبة يبلي فيها بلاءه، ويؤدي واجبه.. وتنتهي المعركة، ويبلغ الخبر رسول الله صلى الله علية وسلم فيأمر بالدية عن والد حذيفة حسيل بن جابر رضي الله عنه، فيعتذر ابنه حذيفة عنها، ويتصدق بها على المسلمين، فيزداد الرسول حبا وتقديرا
***
وإيمان حذيفة وولاؤه، لا يعترفان بالعجز، ولا بالضعف.. بل، ولا بالمستحيل.. في غزوة الخندق.. وبعد أن دب الفشل في صفوف كفار قريش وحلفائهم من اليهود، أراد الرسول صلى الله علية وسلم أن يقف على آخر تطورات الموقف هناك في معسكر أعدائه.. كان الليل مظلما ورهيبا.. وكانت العواصف تزأر وتصطخب، كأنما تريد أن تقتلع جبال الصحراء الراسيات من مكانها.. وكان الموقف كله بما فيه من حصار وعناد وإصرار يبعث على الخوف والجزع، وكان الجوع المضني قد بلغ مبلغا وعرا بين أصحاب الرسول صلى الله علية وسلم.. فمن يملك آنئذ القوة، ليذهب وسط مخاطر حالكة إلى معسكر الأعداء ويقتحمه، أو يتسلل داخله، ثم يبلو أمرهم ويعرف أخبارهم..؟؟ إن الرسول هو الذي سيختار من أصحابه من يقوم بهذه المهمة البالغة العسر.. ترى من يكون البطل..؟؟ إنه هو.. حذيفة بن اليمان..! دعاه رسول الله صلى الله علية وسلم فلبى، ومن صدفة العظيم يخبرنا وهو يروي النبأ، أنه لم يكن يملك إلا أن يلبي.. مشيرا بهذا إلى أنه كان يرهب المهمة الموكولة إليه، ويخشى عواقبها، والقيام بها تحت وطأة الجوع، والصقيع، والإعياء الشديد الذي خلفهم فيه حصار المشركين شهرا أو يزيد..! وكان أمر حذيفة تلك الليلة عجبا.. فلقد قطع المسافة بين المعسكرين، واخترق الحصار.. وتسلل إلى معسكر قريش، وكانت الريح العاتية قد أطفأت نيران المعسكر، فخيم عليه الظلام، واتخذ حذيفة رضي الله عنه مكانه وسط صفوف المحاربين.. وخشي أبو سفيان قائد قريش، أن يفجأهم الظلام بمتسللين من المسلمين، فقام يحذر جيشه.. وسمعه حذيفة يقول بصوته المرتفع: يا معشر قريش، لينظر كل منكم جليسه، وليأخذ بيده، وليعرف اسمه.. يقول حذيفة: فسارعت إلى يد الرجل الذي بجواري، وقلت له: من أنت..؟؟ فقال: فلان بن فلان..!! وهكذا أمن وجوده بين الجيش في سلام..! واستأنف أبو سفيان نداءه إلى الجيش قائلا: يا معشر قريش.. إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام.. لقد هلكت الكراع - أي الخيل - - والخف - أي الإبل.. وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون.. ما تطمئن لنا قدر.. ولا تقوم نار.. ولا يستمسك لنا بناء.. فارتحلوا، فإني مرتحل.. ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير، فتبعه المحاربون.. يقول حذيفة: لولا عهد رسول الله صلى الله علية وسلم إلى ألا تحدث شيئا حتى تأتيني، لقتلته بسهم.. وعاد حذيفة إلى الرسول علية الصلاة والسلام فأخبره الخبر، وزف إليه البشرى
***
إن الذي يرى حذيفة ويتأمل تفكيره، وفلسفته، وعكوفه على المعرفة، لا يكاد يتوقع منه أية بطولة في ميادين الحرب والقتال.. ومع هذا، فإن حذيفة يخلف في هذا المجال كل الظنون.. ورجل الصومعة العابد، لا يكاد يحمل سيفه ويقابل جيوش الوثنية والضلال حتى يكشف عن عبقرية تبهر الأبصار.. وحسبنا أن نعلم، أنه كان ثالث ثلاثة، أو خامس خمسة، كانوا أصحاب السبق العظيم في فتوح العراق جميعها..! وفي همدان، والري، والدينور، تم الفتح على يديه.. وفي معركة نهاوند العظمى، حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا.. اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة النعمان بن مقرن ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة.. وأرسل عمر إلى المقاتلين كتابه يقول: إذا اجتمع المسلمون، فليكن كل أمير على جيشه.. وليكن أمير الجيوش جميعا النعمان بن مقرن.. فإذا استشهد النعمان، فليأخذ الراية حذيفة.. فإذا استشهد، فجرير بن عبد الله.. وهكذا، مضى أمير المؤمنين يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة.. والتقى الجيشان.. الفرس في مائة ألف وخمسين ألفا.. والمسلمون في ثلاثين ألفا، لا غير.. ونشب قتال يفوق كل نظير.. ودارت معركة من أشد معارك التاريخ فدائية وعنفا.. وسقط قائد المسلمين شهيدا.. سقط النعمان بن مقرن.. وقبل أن تهوي الراية المسلمة إلى الأرض، كان القائد الجديد قد تسلمها بيمينه، وساق بها رياح النصر في عنفوان لجب واستبسال عظيم.. ولم يكن هذا القائد سوى حذيفة بن اليمان.. حمل الراية من فوره، وأوصى بألا يذاع نبأ موت النعمان حتى تنجلي المعركة.. ودعا نعيم بن مقرن فجعله مكان أخيه النعمان تكريما له.. أنجزت ذلك كله في لحظات - والقتال يدور - بديهته المشرقة.. ثم انثنى كالإعصار المدمدم على صفوف الفرس صائحا: الله أكبر: صدق وعده!! الله أكبر: نصر جنده!! ثم لوى زمام فرسه صوب المقاتلين في جيوشه ونادى: يا أتباع محمد.. ها هي ذي جنان الله تهيأ لاستقبالكم، فلا تطيلوا عليها الانتظار.. هيا، يا رجال بدر.. تقدموا، يا أبطال الخندق، وأحد، وتبوك.. لقد احتفظ حذيفة بكل حماسة المعركة وأشواقها، إن لم يكن قد زاد منها وفيها.. وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس.. هزيمة لا نكاد نجد لها نظيرا
***
هذا العبقري في حكمته، حين تضمه صومعته.. والعبقري في فدائيته، حين يقف فوق أرض القتال.. هو كذلك، العبقري في كل مهمة توكل إليه، ومشورة تطلب منه.. فحين انتقل سعد بن أبي وقاص والمسلمون معه من المدائن إلى الكوفة، واستوطنوها.. وذلك بعد أن أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا، مما جعل عمر يكتب لسعد كي يغادرها فورا بعد أن يبحث عن أكثر البقاع ملاءمة، فينتقل بالمسلمين إليها.. يومئذ، من الذي وكل إليه أمر اختيار البقعة والمكان..؟ إنه حذيفة بن اليمان.. ذهب ومعه سليمان بن زياد، يرتادان للمسلمين المكان الملائم.. فلما بلغا أرض الكوفة، وكانت حصباء جرداء مرملة، شم حذيفة عليها أنسام العافية، فقال لصاحبه: هنا المنزل إن شاء الله.. وهكذا خططت الكوفة وأحالتها يد التعمير إلى مدينة عامرة.. وما كاد المسلمون يتنقلون إليها، حتى شفي سقيمهم، وقوي ضعيفهم، ونبضت بالعافية عروقهم..!! لقد كان حذيفة واسع الذكاء، متنوع الخبرة، وكان يقول للمسلمين دائما: ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة.. ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا.. ولكن الذين يأخذون من هذه.. ومن هذه
***
وذات يوم من أيام العام الهجري السادس والثلاثين.. دعي للقاء الله.. وإذ هو يتهيأ للرحلة الأخيرة دخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: أجئتم معكم بأكفان..؟؟ قالوا: نعم.. قال: أرونيها.. فلما رآها، وجدها جديدة فارهة.. فارتسمت على شفتيه آخر بسماته الساخرة، وقال لهم: ما هذا لي بكفن.. إنما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معها قميص.. فإني لن أترك في القبر إلا قليلا، حتى أبدل خيرا منها.. أو شرا منها..!! وتمتم بكلمات، ألقى الجالسون أسماعهم إليها فسمعوها.. مرحبا بالموت.. حبيب جاء على شوق.. لا أفلح من ندم.. وصعدت إلى الله روح أعظم أرواح البشر، ومن أكثرها تقى، وتألقا، وإخباتا


حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح No_sig
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حذيفة بن اليمان عدو النفاق وصديق الوضوح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حذيفة بن اليمان - عدوّ النفاق وصديق الوضوح
» حذيفة بن اليمان - عدوّ النفاق وصديق الوضوح
» حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
» الأن يمكنك ان تشاهد منزللك على اقصى درجات الوضوح فى العالم كأنك امامه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
aleman59 :: الفئة الأولى :: سير الصحابة والتابعين-
انتقل الى: