من آداب الاعتكاف على خطى النبى
قال ابن القيم: "لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى متوقفاً على جمعيّته على الله، ولَمِّ شَعَثِه بإقباله بالكلية على الله تعالى : شرع لهم الاعتكاف، الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى، وجمعيّته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه، بحيث يصير ذكره وحبُّه والإقبال عليه في كل هموم القلب وخطراته..."([1]).
قال علي رضي الله عنه: (أيّما رجل اعتكف فلا يسابّ، ولا يرفث في الحديث، ويأمر أهله بالحاجة، ولا يجلس عندهم)([2]).
وقال الإمام أحمد ـ في رواية المرّوذي ـ: "يجب على المعتكف أن يحفظ لسانه، لا يؤويه إلا سقف المسجد، ولا ينبغي له إذا اعتكف أن يخيط أو يعمل"([3]).
قال شيخ الإسلام: "إن الذي ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالعبادات المحضة التي بينه وبين الله تعالى؛ مثل القرآن، وذكر الله تعالى، والدعاء، والاستغفار، والصلاة، والتفكر، ونحو ذلك"([4]).
وبعد أن بيّن ابن القيم هديه صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف قال: "..كلُّ هذا تحصيلاً لمقصود الاعتكاف ورُوحه، عكس ما يفعله الجهّال من اتخاذ المعتكف موضع عِشرة، ومجلبةً للزائرين وأَخْذِهم بأطراف الأحاديث بينهم! فهذا لونٌ، والاعتكاف النبوي لونٌ!!"([5]).
وأمَّا الصمت عن الكلام مطلقاً في الصوم أو الاعتكاف أو غيرهما فبدعة مكروهة باتفاق أهل العلم([6]).
([1]) زاد المعاد (2/86، 87).
([2]) أخرجه عبد الرزاق (4/356)، وأحمد ـ كما في شرح العمدة (2/792 ـ الصيام) لشيخ الإسلام،، والفروع (3/184) ـ، وابن أبي شيبة (2/334)، وقال ابن مفلح في ((الفروع)): إسناده صحيح.
([3]) انظر: شرح العمدة (2/792 ـ الصيام).
([4]) شرح العمدة (2/787 ـ الصيام).
([5]) زاد المعاد (2/90).
([6]) مجموع الفتاوى لابن تيمية (25/292).