ولله الأسماء الحسنى " الفتاح - العليم"
الفتاح: الفتح ضد الغلق, وهو أيضا النصر, والاستفتاح هو الاستنصار, والفتاح مباغة في الفتح وكلها من أسماء الله تعالي, الفتاح هو الذي بعنايته ينفتح كل مغلق,وبهدايته ينكشف كل مشكل, فتارة يفتح الممالك لأنبيائه, وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم الأبواب الي ملكوت سمائها, ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق, وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته, و يفتح أبواب الرزق للعباد
والفتاح سبحانه هو الذي يفتح أبواب الرحمة والرزق لعباده أجمعين أو يفتح أبواب البلاء لامتحان المؤمنين الصادقين والفتاح هو الذي يحكم بين العباد فيما هم فيه يختلفون, ومنه قوله تعالي( ربنا افتح بيننا بين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين), الأعراف:89], وهو سبحانه الذي يفتح خزائن جوده وكرمه لعباده الطائعين, ويفتح أبواب البلاء والهلاك علي الكافرين المعاندين
العليم: العليم لفظ مشتق من العلم, وهوأدراك الشيء بحقيقته, وسبحانه العليم هو المبالغ في العلم, فعلمه شامل لجميع المعلومات محيط بها, سابق علي وجودها, لا تخفي عليه خافية, ظاهرة وباطنة, دقيقة وجليلة, أوله وآخره, عنده علم الغيب وعلم الساعة, يعلم ما في الأرحام, ويعلم ما تكسب كل نفس, ويعلم بأي أرض تموت.
سبحانه وتعالي في كمال علمه, جل شأنه في إطلاق وصفه, فعلمه فوق كل ذي علم كما قال عز وجل
ونرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي عليم), يوسف:76] فالله عز وجل عليم بما كان وما هو كائن وما سيكون, لم يزل عالما ولا يزال عالما بما كان وما يكون, ولا يخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء, سبحانه أحاط علمه بجميع الأشياء باطنها وظاهرها, دقيقها وجليلها علي أتم الإمكان فاسم الله العليم اشتمل علي مراتب العلم الإلهي وهي أنواع:
أولها: علمه بالشيء قبل كونه وهو سر الله في خلقه, ضن به علي عباده, لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل علم هي علم التقدير ومفتاح ما سيصير, ومن هم أهل الجنة ومن هم أهل السعير فكل أمور الغيب قدرها الله في الأزل ومفتاحها عنده وحده ولم يزل
ثانيها: علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته فالله عز وجل كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة, والمخلوقات في اللوح قبل إنشائها عبارة عن كلمات, وتنفيذ ما في اللوح من
ثالثها: علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه ووقت وتصنيعه
رابعها: علمه بالشيء بعد كونه وتخليقه وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه والعبد إذا أراد الله له الخير وهبه هبة العلم, والعلم له طغيان أشد من طغيان المال ويلزم الأنسان الا يغتر بعلمه, روي أن جبريل قال لخليل الله ابراهيم وهوفي محنته( هل لك من حاجة) فقال أبراهيم( أما اليك فلا) فقال له جبريل( فاسأل الله تعالي) فقال ابراهيم( حسبي من سؤالي علمه بحالي). ومن علم أنه سبحانه وتعالي العليم أن يستحي من الله ويكف عن معاصيه ومن عرف أن الله عليم بحاله صبر علي بليته وشكر عطيته وأعتذر عن قبح خطيئته