عبد الحي عبد الموجود الخولى ومنزل الصالحين
يعتبر من الرعيل الأول للإخوان المسلمين والذين جعلهم الله عز وجل سبباً في وصول دعوة الإخوان إلى محافظة سوهاج
مع الإمام البنا
بدأ رحلته مع دعوة الإخوان عندما سمع عن الإمام حسن البنا فأحبه وسعى إلى لقاؤه وتوثقت العلاقة بينه وبين الإمام الشهيد فكان يرافق الإمام في رحلاته إلى قرى محافظة سوهاج، ونزل الإمام ضيفاً على الحاج عبد الحي الخولى في بيته.
ومن الذكريات التى تكشف عن عبقرية الإمام الشهيد فى حل المشكلات وإنقاذ المواقف ماذكره الأخ السيد ""عبد الحى الخولى"" نائب شعبه "" سوهاج""بالصعيد فقد حدثنى أن الشيخ ""عبد الله المازنى"" عضو الهيئة التأسيسية رغب فى تأسيس شعبة للإخوان فى قريته ""نجوع مازن"" ولم ير داعيا للإستئذان من عمدة بلدته ورأى أن الإخوان أسمى من أن يستأذنوا أحدا فى هذا الشأن فاتصل رأسا بالمركز العام وطلب من فضيلة المرشد أن يفتتح هذه الشعبة ومعه من يشاء من كبار الإخوان .
وأعد سراداقا كبيرا يسع المئات من الناس وحدد اليوم الذى يحضر فيه ووافق الأستاذ المرشد ووعد بالحضور فى الموعد المحدد ... وبعد إعداد السرادق الكبير وفى اليوم الذى قدم فيه المرشد بلغ العمده "" عمدة القرية"" هذا الاحتفال وذلك الاستقبال فعز عليه أن يتم كل هذا دون علمه وبغير استئذانه وهو عمدة البلدة فثار ثورة مضرية وغضب غضبة ""صعيدية"" وعزم على أن يتقلد سلاحه مع مجموعة من الرجال الأشداء من ذوى قرباه ليهدم هذا السرادق على رءوس أصحابه ويقتل من يتعرض له من الإخوان ...
وفى اللحظة الأخيرة بلغ المرشد هذه الثورة العارمة وذلك العزم الرهيب فما كان منه إلا أن سارع فى خطوات سريعة إلى بيت العمدة ولم يعر اهتماما بالحفل الإخوانى ومن فيه والاستقبال الذى ينتظره فى ظلال التكبير والتهليل ... ومضى راكضا إلى مقر العمدة فالتقى به فى منتصف الطريق ومعه عصابته الأشداء بأيديهم الأسلحة والمعاول والحجارة ... فما كان من المرشد إلا أن اندفع إلى العمدة يحيه ويعرفه بنفسه قائلا : أنا ""حسن البنا "" جئت أعتذر إليكم مما فعله الشيخ ""عبد الله المازنى"" معكم فقد أقام هذا الحفل الكبير دون استئذانكم وقد جئت أطلب إليكم فرض عقوبة شديدة عليه لمخالفته آداب الإسلام فى موقفه هذا فما كان من العمدة إزاء كلمة المرشد إلا أن قال : لقد سامحته يا شيخنا من أجل خاطركم فأجاب الأستاذ ولكنى لا أسامحه وأصر على عقوبته ... فقال العمدة : عفا الله عما سلف وطلب العمدة من رجاله أن يعودوا من حيث أتوا فقال الأستاذ لا داعى للعودة ويسرنى أن أدعوكم ومن معكم إلى حضور هذا الحفل ليزداد بكم سرورا وشرفا كبيرا ... فلبى العمدة ومن معه طلب الأستاذ المرشد راضيا مغتبطا واندمج العمدة ومن معه فى هذا الحفل يكبر مع المكبرين ويهلل مع المهللين !
رحلته الدعوية
انطلق الحاج عبد الحي الخولى رحمه الله يحمل مشعل الخير إلى كآفة أنحاء محافظة سوهاج يتابع المواقع التي تنشط فيها الدعوة ويسعى جاهداً إلى نشر دعوة الإخوان في جميع نواحي مراكز سوهاج ، وكان رحمة الله يجيد مصاحبة الأفراد والارتقاء الإيماني بهم ليحملوا معه دعوة الله .
الاعتقالات
اعتقل رحمه الله لمدة عامين من عام 1965 إلى 1967 وتم الإفراج عنه عقب استشهاد ابنه الأكبر في نكسة 1967، ومن المواقف التي لا تنسى للحاج عبد الحي رحمه الله أنه تعرض لتعنت شديد فى المعتقل من زبانية التعذيب والسبب فى ذلك أنه كان يفند الافتراءات على الإخوان المسلمين التى كان يتفوه بها بعض الأزهريين الذين كانت تأتى بهم إدارة المعتقل فى محاضرات تسمى بالتوعية وتسبب ذلك فى نقله من سجن المزرعة إلى سجن أبى زعبل.
بيته نزل الصالحين
رحم الله شيخنا عبد الحى الخولى فقد كان لا يبخل على دعوته فأعطاها وقته وماله وكان رحمه الله يفتح قلبه وبيته لإخوانه فكان داره بمثابة دار الإخوان فقد استضاف فى بيته الإخوان المبعدين من القاهرة إلى سوهاج من مدرسي معهد سوهاج الديني: فضيلة الشيخ السيد سابق، فضيلة الشيخ عبد الجليل شلبي والشيخ حاتم مبروك وغيرهم.
كما نزل بضيافته الأستاذ عمر التلمساني المرشد الثالث للإخوان عام 1979 إثناء زيارته لسوهاج ،والأستاذ محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع للإخوان المسلمين ، وكذلك استضاف فى بيته الأستاذ مصطفي مشهور رحمه الله المرشد الخامس للإخوان المسلمين ، كما استضاف الدكتور يوسف القرضاوي .
وفاته
ظل الحاج عبد الحى الخولى وفياً لدعوته حتى لقي ربه عن 74 عاماً، رحم الله الشيخ الجليل رحمه واسعة وأجزل له العطاء.