زيزى عضو مييز
عدد الرسائل : 103 العمر : 60 المزاج : فى حب الله تاريخ التسجيل : 22/07/2008
| موضوع: عظم قدر النبى صلى الله عليه و سلم عند الله تعالى الجمعة أغسطس 01, 2008 2:10 am | |
| عظم قدر النبى صلى الله عليه و سلم عند الله تعالى
في كتاب الله العزيز آيات كثيرة مفصحة بجميل ذكر المصطفى ، و عد محاسنه ، و تعظيم أمره ، و تنويه قدره
.
كقوله تعالى : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " [ سورة التوبة /9 : الآية 128 ] . وصفه بعد بأوصاف حميدة ، و أثنى عليه بمحامد كثيرة ، من حرصه على هدايتهم و رشدهم و إسلامهم ، و شدة ما يعنتهم و يضر بهم في دنياهم و أخراهم ، و عزته و رأفته و رحمته بمؤمنهم .
.
و مثله في الآية الأخرى : قوله تعالى : " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " [ سورة آل عمران /3 ، الأية : 164]
و في الأية الأخرى : " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " [ سورة الجمعة /62 : الأية 2 ] .
و قوله تعالى : " كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون " [ سورة البقرة /2 : الآية 151 ] .
و قال جعفر ابن محمد : علم الله عجز خلقه عن طاعته ، فعرفهم ذلك ، لكي يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته ، فأقام بينهم و بينه مخلوقاً من جنسهم في الصورة ، و ألبسه من نعمته [ 7 ] الرأفة و الرحمة ، و أخرجه إلى الخلق سفيراً صادقاً ، و جعل طاعته طاعته ، و موافقته ، فقال تعالى : " من يطع الرسول فقد أطاع الله " .
و قال الله تعالى : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " [ سورة الأنبياء / 21 : الآية 107 ] . قال أبو بكر بن طاهر : زين الله تعالى محمداً صلى الله عليه و سلم بزينة الرحمة ، فكان كونه رحمة ، و جميع شمائله و صفاته رحمة على الخلق ، فمن أصابه شيء من رحمته فهو الناجي في الدارين من كل مكروه ، و الواصل فيهما إلى كل محبوب ،
ألا ترى أن الله يقول : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " ، فكانت حياته رحمة ، و مماته رحمة ، كما قال عليه السلام : " حياتي خير لكم و موتي خير لكم " و كما قال عليه الصلاة و السلام " : إذا أراد الله رحمة بأمة قبض نبيها قبلها ، فجعله لها فرطاً و سلفاً " . وقيل: رحمة للعالمين : يعني للجن و الإنس . و قيل : لجميع الخلق ، للمؤمن رحمة بالهداية ، و رحمة للمنافق بالأمان من القتل ، و رحمة للكافر بتأخير العذاب .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو رحمة للمؤمنين و للكافرين ، إذ عوفوا مما أصاب غيرهم من الأمم المكذبة .
و حكى أن النبى صلى الله عليه و سلم قال لجبريل عليه السلام : " هل أصابك من هذه الرحمة شىء ؟ " قال : نعم ، كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء الله عز وجل علي بقوله : " ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين " [ سورة التكوير / 81 : الأية 20 ـ 21 ] .
و روي عن جعفر بن محمد الصادق ـ فى قوله تعالى : " فسلام لك من أصحاب اليمين " . أي بك ، إنما وقعت سلامتهم من أجل كرامة محمد صلى الله عليه و سلم .
و قد سماه الله تعالى في القرآن في غير هذا الموضع نوراً و سراجاً منيراً ، فقال تعالى : " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " [ سورة المائدة / 5 : الآية 15 ] . و قال تعالى : " إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " [ سورة الأحزاب / 33 : الأية 45 ـ 46 ] .
و من هذا قوله تعالى : " ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا * فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب " [ سورة الشرح / 94 ] . شرح : وسع . و المراد بالصدر هنا : القلب . قال ابن عباس : شرحه بالإسلام . و قال سهل : بنور الرسالة . و قال الحسن : ملأه حكماً و علماً . قال قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب و لا متشهد و لا صاحب صلاة إلا يقول : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله . " و روى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتاني جبريل عليه السلام ، فقال : إن ربي و ربك يقول : تدري كيف رفعت ذكرك ؟ قلت : الله أعلم . قال : إذا ذكرت ذكرت معي " . قال ابن عطاء : جعلت تمام الإيمان بذكري معك . و قال أيضاً : جعلتك ذكراً من ذكرى ، فمن ذكرك ذكرني . و قال جعفر بن محمد الصادق : لا يذكرك أحد بالرسالة إلا ذكرني بالربوبية . و أشار بعضهم في ذلك إلى الشفاعة .
و من ذكره معه تعالى أن قرن طاعته بطاعته و اسمه باسمه ، فقال تعالى : " أطيعوا الله والرسول " . و " آمنوا بالله ورسوله " ، فجمع بينهما بواو العطف المشركة . و لا يجوز جمع هذا الكلام في غير حقه عليه السلام .
عبد الله بن يسار ، عن حذيفة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لا يقولن أحدكم ما شاء الله و شاء فلان ، و لكن ما شاء الله ثم شاء فلان " . قال الخطابي : أرشدهم صلى الله عليه و سلم إلى الأدب في تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه ، و اختارها بثم التي هي للنسق و التراخي ، بخلاف الواو التي هي للإشتراك .
و قد اختلف المفسرون و أصحاب المعاني في قوله تعالى : " إن الله وملائكته يصلون على النبي " ، هل [ يصلون ] راجعة على الله تعالى و الملائكة أم لا ؟ . فأجازه بعضهم ، و منعه آخرون ، لعلة التشريك ، و خصوا الضمير بالملائكة ، و قدروا االآية : إن الله يصلي ، و ملائكته يصلون . و قد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : من فضيلتك عند الله أن جعل طاعتك طاعته ، فقال تعالى : " من يطع الرسول فقد أطاع الله " [ سورة النساء / 4 : الآية 80 ] . و قد قال [ 9 ] تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم * قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين " [سورة آل عمران / 3 : الآية31 ـ 32 ] . روي أنه لما نزلت هذه الآية قالوا : إن محمداً يريد أن نتخذه حناناً كما اتخذت النصارى عيسى ، فأنزل الله تعالى : " قل أطيعوا الله والرسول " فقرن طاعته بطاعته رغماً لهم
كتاب الشفا الجزء الأول [/center] | |
|