ألا تدري أننا نعتبر الدفاع عنهما عليهما السلام كالدفاع عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ألا تدري أننا نبذل الغالي والنفيس في الدفاع عنهما ونبذل الأرواح والأنفس رخيصة في سبيل ذلك ، ولو قتلنا في ذلك لكانت شهادة عند الله مقبولة مذكورة مشكورة في الأجيال .
ذلك ما علمناه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن أمر ربنا عز و جل.
ألا تدري أن الإسلام قدس روح الله وكلمته عيسى وأمه العذراء الطاهرة المصونة عليهما السلام وجعل حبه وأمه وقبول رسالته جزء من كمال الدين الإسلامي لا يتم إسلام مسلم إلا بذلك.
ألا تدرون أننا نحبه ونصلى ونسلم عليه في صلواتنا أرواحنا له الفداء، ألا تدرون أننا نتقرب إلى الله عز وجل بحبه وذكره والثناء عليه.
أما الدفاع عن النفس فالجهاد في سبيل الله تعالى وهو مشروع في كل الأديان السماوية بعد أن يطغى الظلم وتحتل البلاد وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ويكثر الفساد في الأرض فذلك واجب ديني مقدس والقتل في ذلك شهادة في سبيل الله تعالى وقد أمرنا الله تعالى بذلك وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والوالدن ) إنه واجب مقدس وتاركه ليس له صرفا ولا عدلا ، وأنظر إلى سير موسى و داوود و سليمان و يوشع عليه الصلاة والسلام وغيرهم من أولياء الله وأحبائه و أنبيائه.
لكننا نرفض العدوان والظلم، لا نقتل أحدا ولا ننهب أحدا ولا نقتل الصبيان والشيوخ والنساء وليس لنا وسائل تعذيب التي أنتجتموها، إنما بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة.
إن كنائسكم هي التي أثارت الحروب وأججت الكروب في كل مكان ، تأمل جيدا أيها الحبر المعظم ومن أين جاءت الحروب الصليبية سابقا ولاحقا ومن أين جاءت غرف التعذيب ومن أين جاءت عرائس التعذيب وتمشيط الأجساد بالآلات الحديدية ، ومن أين جاء قلع الأظافر وسمل الأعين و وخز الحدائد وقطع الأطراف ، من أين جاء الإحراق والإغراق والتعليق منكسا والنفخ ، وإلحاق الأذى بالمصحف الشريف الذي هو عهد الله تعالى بيننا وبينكم وبين ربنا ، وغير ذلك حتى علّمتم الطواغيت غرف التعذيب في العالم كله ،فلكم وزرها وإثمها إلى يوم القيامة ارجع قليلا إلى الوراء وما وجد في أسبانيا بالمسلمين بعد العهود الذي يندى لها جبين التاريخ ، وما حدث في يوغسلافيا والصرب وكسوفا وما قام به المسيحيون الأسبان بالقارة الأمريكية ومذابح سان بارتملي وما علمه المسيحيون البريطانيون والفرنس والإيطاليون في السودان والصومال و مصر وليبيا وسوريا والمغرب والجزائر وتونس و أكثر بلدان أفريقيا وأسيا وأوربا أيضا ، وما هو بمنظر ومسمع منكم في لبنان و فلسطين الجريحة والعراق الجريح ، وأفغانستان الجريح وكشمير والشيشان وغيرها كثير وكثير.
فأين ضمائركم وأنت زعيم العالم المسيحي فمن أين جاء العنف يا ترى ومن أين جاء القتل والتشريد والبغي والعدوان وتخريب المساكن الآمنة على أهلها ليلا ونهارا ونهب الثروات واستباحة المحظورات ، وكل ذلك من مسيحيين يؤهلون عيسى بن مريم عليه السلام .
لقد أعطيتموهم الضوء الأخضر بسكوتكم أو تآمركم تحت مظلة الديمقراطية الخيالية الخاوية الخائبة الكاذبة.فأين غاب العقل منهم ومنكم وأين الإنسانية وأين الرحمة وأين احترام الإنسان وحقوقه وأين غابت عنك وصايا (الرب و روحه ) وكلمته أرواحنا له الفداء.
أين قول كتابكم المقدس (الرب لا يحب الدم، الرب لا يحب العنف)(الرب يحب الإيمان والعقل )، فيا لخيبة العقول الآسنة والإنسانية المتعفنة.
لماذا ترضون بالعنف والقتل والتشريد والتخريب والتحريق من الأمريكان و أوربا على المسلمين والمستضعفين مع اعتقادكم أن العنف يتعارض مع الطبيعة الإلهية وطبيعة الروح على حد قولكم.لماذا تسمحون لهم بنهب ثروات المسلمين ومقدراتهم .لماذا ترضون بالحروب منكم والعدوان من أبناء جلدتكم وتخالفون نبي الله و روحه وكلمته عيسى عليه السلام الداعي إلى السلم والسلام.لماذا تحزنون إذا قاوم أولئك المستضعفون و دافعوا عن أنفسهم ، وإذا غلبوا المتكبرين قامت الدنيا ولم تقعد ، حيوانية ما بعدها حيوانية و وحشية وما مثلها وحشية وهمجية إلى أقصى دركاتها .
فأين الضمائر الحية وأين البابوية الممثلة للمحبة والرحمة في الأرض وأين الزعامة لأكبر منصب في العالم المسيحي.
وأين التسامح والسلام في المجتمع الإنساني، وأين ما تعدون به من تقديم روح العدالة في الأرض ؟ أحبار على ورق وخطوط على البحر و أوهام من نسج الخيال ؟؟؟؟.
إننا ندعوكم أيها البابا إلى الموضوعية وتحري الحقائق الصحيحة وأن لا يخونك منصبك الكبير إلى إشعال نار الفتنة والحروب والكروب والتشجيع لتلك الأوحاش الكاسرة الضارية الذين لا يعتبرون للإنسان أي قيمة ولا للدماء أي معنى ، وحتى قتلوا وشردوا وطردوا وعذبوا بأنواع التعذيب في كل مكان بمرأى ومسمع منك لا تصدر بيانا ولا تعلن شجبا ولا تظهر غضبا ولا تتكلم بكلمة واحدة.
أخير أقر عليك آيات كريمات مباركات من القران الكريم المنزلة لهداية البشرية لعل الله سبحانه وتعالى يهدينا وإياكم بها :
قال الله عز وجل في الآيات 82 و83 و84 و85 من سورة المائدة :
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا وأنهم لا يستكبرون) (وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا الله آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ) (و ما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ) (فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين )
وقال الله تعالى :
(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم و إلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ). العنكبوت :46وقال الله تعالى ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) (إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) آل عمرن 18-19.
وقال الله تعالى : ( يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ) (ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ظلال مبين) الأحقاف 31-32 .
اللهم إنا رضينا بك ربا و بالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا وبالقرآن الكريم حكما وإماما وبجميع أنبيائك ورسلك إيمانا ويقينا واجعلنا لهم محبين وبأنوار بركاتهم متنورين واجعلنا من المتحابين فيك ولأجلك وفي سبيلك إنك على كل شيء قدير .
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وملائكة الله وجميع أنبياء الله ورسله وحواريهم وصحابتهم المتقين ،ولا حول ولا قوة بالله العلي العظيم .