أثناء تواجدي في دكان لبيع الكتب ، دخل شاب الدكان وتجول لفترة بنظره بين رفوف الكتب ، ثم سأل صاحب الدكان عن أية كتب في دكانه تحث على اقامة الصلاة ؟ فأشار صاحب الى زاوية فيها بعض هذه الكتب ..
فتناول الشاب إحدى هذه الكتب وهمَّ بدفع ثمنه ، فدار حديث عن الصلاة بين صاحب الدكان والشاب ، ظللت افكر فيه عدة ايام .. وأذكر منه هذا :
سأله صاحب الدكان : هل انت يا أخي من المحافظين على إقامة صلاتهم ؟ أم أنك من الراغبين أن تكون منهم ؟
فأجابه الشاب بصدق وخجل : بل أنا من الذين اصلي الجمعة فقط ، وكثيراً حاولت أن ألتزم بهذه العبادة ، إلا أنني كنت سرعان ما اتركها كسلاً ، رغم أنني دائماً على يقين بعقاب ربي لي في تركي للصلاة ..
فسأله صاحب الدكان : هل لكما (انا أحدهما) أن تسمعا مني بعض النصائح ؟
فرد الشاب : ولم لا ؟ هات ما عندك ..
فقال صاحب الدكان : ابدأ صلاتك كيفما شئت ووقتما شئت ، قد تعجز بداية عن الإستيقاظ وقت صلاة الصبح مثلاً ، فتصليها بعد ان تستيقظ من نومك متأخراً ، وقد تصليها قضاءاً بعد صلاة الظهر ، ولكن المهم ان تصليها ، وبعد فترة وجيزة ستجد أن الصلاة قد اصبحت عادة لديك ، ثم ستجد نفسك حريصاً على ان تصليها في وقتها وفي المسجد ايضاً ، وتجد نفسك حريصاً على أن تسأل اهل العلم بكل ما يتعلق بالصلاة ، ثم تجد نفسك حريصاً على ان تصلي كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يصلي ..
ولا تحكم على صلاتك طالما اديتها صحيحة بما قرأت وعملت بانها غير مقبولة ، لإعتقادك بأنك لم تخشع في صلاتك ، فهذه وساوس الشيطان ، لأن الله تعالى هو الذي يقبل صلاتك .. وليس غيره ، لأن الصلاة كلها دعاء لله تعالى ..
فإذا طلب احدهم شيئاً من شخص كريم سخي ، فأن هذا الشخص لن يرد له طلبه اذا قدر عليه ، فكيف لا يقبل الله تعالى وهو الذي ليس مثله شيء بكرمه ومغفرته ورحمته وقدرته على عباده ..
وأحسن الظن بربك يا أخي .. فإن الله عند حسن ظن العبد به ، واسأل الله كثيراً وكن لحوحاً في الطلب أن يجعلك دائم الشوق لوقت الصلاة ، وأن تنهاك صلاتك عن الفحشاء والمنكر ..