أم المؤمنين صفية بنت حيى

صفية بنت حيى بن أخطب والدها حيى أحد زعماء يهود بنى النضير وهو أشد الناس عداوة للإسلام فلقد قريشاً والأحزاب على مهاجمة المدينة ، وحرض يهود بنى قريظة أثناء موقعة الخندق بنقض عهدهم مع المسلمين . وفى النصف الثانى من المحرم من السنه السابعة من الهجرة أمر الرسول بالتجهز لغزو خيبر ، وأثناء قتال اليهود فتح المسلمون حصن القموص الذى يعد أمنع الحصون كان من السبايا التى اغتنمها الرسول وأصحابه صفية بنت حيى وكانت فى ذلك الحين لم تتجاوز السابعة عشر ة وبرغم ذلك كانت قد سبق لها الزواج مرتين . فقد تزوجت فى المرة الأولى من فارس قومها وشاعرهم سلام بن مشكم وتزوجت فى المرة الثانية من كنانة بن الربيع بن أبى الحقيق صاحب حصن القموص . وسيقت السبايا وفى مقدمتهم صفية وابنة عم لها يقودها بلال بن رباح مؤذن الرسول . مر بهما بلال على مساحة كانت مليئة بجثث قتلى اليهود فقامت ابنة عم صفية بالعويل وصكت وجهها فلما جئ بهما لرسول الله قال : أغربوا عنى هذه الشيطانة ثم أمر بصفية فألقى عليها رداءة فكان ذلك إعلاناً بأنه قد اصطفاها لنفسه وعندما فرض عليها الحجاب عرف المسلمون أنه تزوجها بلغ ركاب الرسول المدينة ، وآثر الرسول الكريم ألا يدخل على زوجاته بالعروس فأنزلها فى بيت أحد الصحابة حارثة بن النعمان ، وجاءت النساء لرؤية عروس النبى . وكان من بينهن أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر التى خرجت منتقبة وعرفها النبى الكريم ولما أدركها سألها ضاحكاً كيف رأيت يا شقيراء ، فهاجت غيرة عائشة وقالت رأيت يهودية ، ورد عليها رسول الله : لا تقولى ذلك فانها أسلمت وحسن إسلامها

انتقلت صفية لدور زوجات النبى وكان كل خوفها من عائشة بسبب غيرتها الشديدة . وكان زوجات الرسول يتباهين أمامها بأنهن قريشيات عربيات بينما هى يهودية فلما حدثت الرسول بقولهن وهى تبكى قال صلى الله ليه وسلم وهو يمسح دموعها ألا قلت وكيف تكونان خيراً منى وزوجى محمد وأبى هارون وعمى موسى