الأقصى المبارك تاريخٌ مهيب وصبرٌ عجيب
الجمعة 6 من صفر1428هـ 23-2-2007م الساعة 04:43 م مكة المكرمة 01:43 م جرينتش
الأقصى المبارك تاريخ مهيب وصبر عجيب
المقدمة
مفكرة الإسلام: المسجد الأقصى هو أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله، ومعراجه الشريف إلى السماوات العُلا، وهو ثاني مسجدٍ وُضع على الأرض بعد المسجد الحرام، رفرفت عليه راية التوحيد منذ فجر التاريخ، فكان قبلة المسلمين الأولى لسنوات عدة، وإليه كانت رحلة الإسراء، ومنه كان المعراج.
أما القدس التي ضمت المسجد الأقصى, فهي مدينة العرب منذ 5000 عام، حيث سكنها اليبوسيون وهم من الكنعانيين، ثم رفرفت عليها راية العرب المسلمين حين حرروها من الرومان سنة 16 هـ، عندما تسلمها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه من البطريرك صفرونيوس، وكان من شرط أهلها أن لا يسكن معهم فيها أحد من اليهود.
ولم تغبْ شمس المسلمين عن القدس الشريف بعد ذلك إلا فترة الاحتلال الصليبي، ثم حررها صلاح الدين بعد 90 عامًا، وكان ذلك سنة 583 هـ الموافق 2/10/1187م.
وفي سنة 1948م سقط نصف مدينة القدس في يد الاحتلال ثم سقطت بقيتها وبقية فلسطين سنة 1967م.
والقدس ومسجدها لهما تاريخ عريق، فقد تعاقبت كثير من الأمم عليهما، وشهدا حروبًا أدت إلى تعاقب البناء والهدم بما لا يقل عن 18 مرة.
وقد سادت على أرض القدس حضارات عدة، وعاش على أرضها عشرات الأنبياء والمرسلين، وهي أرض الشرائع السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام.
والقدس ومسجدها اليوم في محنة، فقد ادّعاها من ليس أهلاً لها، والواجب على المسلمين أن يعرفوا مكانة مدينتهم، ثم الدور المتعلق والمرجو بهم حتى يقوموا به .
ومن خلال هذا الملف, سنشير إلى فضائل بيت المقدس ومسجدها وصخرتها؛ ليكون لذلك الأثر المهم عند المسلمين في الذود عن هذه البقعة المباركة والدفاع عنها، كذا سندحض أن الأقصى أو الصخرة قد أقيما على آثار سابقة، وهذا هو موضوع الساعة حاليًا. ثم نعرج بعد ذلك على الانتفاضات التي هبت لنصرة الأقصى، ثم عقيدة اليهود التي تحثهم على هدم الأقصى، ونختم بتوصيات لكل المسلمين مجاهدين ودعاةٍ وعاملين .
مفكرة الإسلام