الشيخ رائد صلاح
رئيس الحركة الاسلامية
أبجديات في الطريق إلى الأقصى المبارك
ما هو المسجد الأقصى المبارك ؟
بقلم : الشيخ رائد صلاح ... رئيس الحركة الإسلامية
لقد وجدت عدم معرفة لدى المسلمين بحقيقية المسجد الاقصى المبارك وحقيقية مساحته ومبانيه ، وقد لاحظت جهلا محزنا لدى المسلمين في هذا الامر ، فخلال رحلات لي ، وخلال مشاركتي في بعض المؤتمرات الاسلامية ، وخلال خلطتي بكثير من المسلمين في مواسم الحج والعمرة ، لاحظت ان المسلمين يتمتعون بفهم خاطئ لحقيقة المسجد ، فمنهم من يظن ان الصخرة المشرفة هي الاقصى المبارك ، ومنهم من يظن ان المصلى المرواني هو مبنى آخر لا يمت الى الاقصى المبارك بصلة ، ومنهم من كان يشكل عليه الامر عندما يسمع مصطلح "الاقصى المبارك" ومصطلح "الاقصى القديم" ، لذلك رأيت من الضروري ان اعرج على هذا الموضوع كجزء هام في هذه السلسلة من الحلقات التي لا اعذر مسلما ولا عربيا على وجه الارض اذا جهلها ، لان الجهل بها هو المقدمة المحزنة لتضييع الاقصى المبارك !!
اما العلم بها وفهمها فهو مقدمة ضرورية لحفظ الاقصى المبارك طاهرا كريما حرا ولو كره الكافرون ، لذلك اسأل نفسي واسال كل المسلمين والعرب : "ما هو الاقصى المبارك" ؟
يقول مجير الدين الحنبلي في ( الانس الجليل ) : "ان المتعارف عند الناس ان الاقصى من جهة القبلة ، الجامع المبني في صدر المسجد الذي فيه المنبر والمحراب الكبير ، وحقيقية الحال ان الاقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور .. فان هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره ، من قبة الصخرة والاروقة وغيرها محدثة ، والمراد بالاقصى ما دار عليه السور". ويقول الدباغ في كتابه ( القدس ) : "يتألف الحرم القدسي الشريف من المسجدين ، مسجد الصخرة والمسجد الاقصى ، وما بينهما وما حولهما من منشآت حتى الاسوار ".
على هذا الاساس ندرك بشكل واضح ان كل المساحة القائمة ، حدود ما دار عليه سور الاقصى المبارك هي جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك ، والسور المحيط بهذه المساحة هو جزء لا يتجزأ منها ، بمعنا ان السور وكل الابواب الموجودة في السور جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك ، فالسور الغربي على سبيل المثال هو جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك ، وحائط البراق الذي يعتبر جزءا من السور الغربي جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك ، ورباط الكرد الذي يعتبر جزءا من السور الغربي هو جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك ، وهكذا كل ابواب السور الغربي كباب المغاربة ، وكذلك كل مباني السور الغربي كالمدرسة التنكزية ، كلها جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك !! انا على يقين ان كثيرا من المسلمين يجهلون ذلك ، والواجب ان يعلموا هذه الحقائق !! فان من عرف هذه الحقائق سيدرك ان هناك اعتداء صارخا على الاقصى المبارك الى هذه اللحظات !! فتحويل حائط البراق الذي هو جزء من الاقصى المبارك الى ما يسمونه اليوم - وهما وتضليلا - "حائط المبكى" هو اعتداء صارخ ومتواصل على الاقصى المبارك !! واعلان وزارة الاديان الاسرائيلية قبل سنوات عن نيتها تحويل رباط الكرد الذي هو جزء من الاقصى المبارك الى ما سموه مشروع المبكى الصغير هو اعتداء صارخ ومتواصل على الاقصى المبارك !! واغلاق الجيش الاسرائيلي لباب المغاربة الذي هو جزء من الاقصى المبارك حتى الآن !! ومنع المسلمين من دخوله او الخروج منه هو اعتداء صارخ ومتواصل على الاقصى المبارك !! وتحويل الحكومة الاسرائيلية المدرسة التنكزية التي هي جزء من الاقصى المبارك الى معسكر جيش اسرائيلي حتى الآن !! هو اعتداء صارخ ومتواصل على الاقصى المبارك !! اعود لاؤكد اننا ملزمون بمعرفة حقيقة الاقصى المبارك ، ولا عذر للجاهل فينا بهذا الامر !!
فمن عرف حقيقة الاقصى المبارك سيعرف تلقائيا ما هي الانتهاكات المتواصلة ، وما هو الاعتداء الصارخ الذي يعاني منه الاقصى المبارك اكمل واقول : ان السور الشرقي والسور الشمالي والجنوبي التي تحيط الاقصى المبارك بكل بواباتها ومبانيها هي جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك !! ويا لتعس الحال ويا للمأساة التي يعيشها الاقصى المبارك حتى هذه اللحظات وفق هذا التعريف الوحيد الذي يبين لنا حقيقة الاقصى المبارك !! ثم اكمل واقول ان كل بناء في حدود هذه الاسوار الاربعة هو جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك !! فالساحات الترابية المزروعة بالزيتون والاشجار الحرجية هي جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك ، والسبل والقباب والمساطب والبوائك وبقية المباني هي جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى المبارك ، واعود واقول من عرف ذلك سيعرف حقيقة الاحزان والهموم التي يعاني منها الاقصى المبارك !! فاحد مبانيه الواقعة في داخل اسواره قد تم تحويله الى مركز للشرطة حتى هذه اللحظات وهذا اعتداء صارخ ومتواصل على الاقصى المبارك ، وساحاته الترابية الواقعة بين اسواره يخطط بعض اليهود في مقدمتهم "يسرائيل هوكنز" لبناء هيكل عليها وقد صرحوا بذلك ويسرائيل هوكنز صرح علانية لي بهذا المخطط فزجرته وقلت له انتم انتم تسعون لاثارة حرب عالمية ثالثة لان هذه الساحات جزء من الاقصى المبارك ومجرد تفكيركم في اقامة هيكل عليها هو اعتداء صارخ على الاقصى المبارك !! ومتابعة الحكومة الاسرائيلية لاغلاق الابواب الموصلة الى هذه الساحات وما تحمل من ابنية حتى الآن هو اعتداء صارخ ومتواصل على المسجد الاقصى المبارك !!
ثم اكمل واقول: وفق ما تقدم اؤكد ان الصخرة المشرفة هي جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك ، والمسجد المبني في صدر ساحة المسجد الاقصى المبارك من جهة القبلة هو جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك وليس هو الاقصى المبارك فقط كما يتوهم غالب المسلمين حتى الآن ، والمبنى الواقع تحت هذا المسجد والذي نصطلح عليه باسم "الاقصى القديم" وهو جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك والمصلى المرواني الواقع تحت الجهة الجنوبية الشرقية للاقصى المبارك وهو جزء لا يتجزأ من الاقصى المبارك !! وفق ذلك فان أي مؤامرة تستهدف الاقصى القديم او تستهدف المصلى المرواني هي مؤامرة رخيصة ودنسة على الاقصى المبارك !! فنحن في سنين خداعة فقد يظهر متفيهق ويقول "باسم السلام لماذا لا نعطي المصلى المرواني او الاقصى القديم للمجتمع اليهودي!!"
وانا اقول استيقظوا يا مسلمون ويا عرب ، هذا التفكير هو اعتداء رخيص على الاقصى المبارك !! نعم الجرح غائر والليل طويل والهم ثقيل والصبر والعطاء المتواصل ، فالشجاعة صبر ساعة ، واليقين تنال الامامة في الدين !! اذا ادركنا كل ما قدمت ندرك بوضوح وسهولة كما يقول الاستاذ محمد حسن شراب في كتابه " (بيت المقدس والمسجد الاقصى) : " ان المسجد الاقصى الذي ذكر في سورة الاسراء هو الحرم القدسي كله ومضاعفة الثواب بالصلاة فيه ، تكون في أي جزء مما دار عليه السور" فالصلاة في الاقصى او في الصخرة المشرفة وفي المصلى المرواني او في الساحات الترابية الموجودة داخل اسوار الاقصى المبارك ، كل ركعة فيها تعدل خمس مئة ركعة ( وفي رواية الف ركعة ) في غيره من مساجد الارض سوى المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف !! فهلا استيقظ النائم فينا وهلا انتبه الغافل منا يا معشر المسلمين والعرب !!
الشيخ رائد
أبجديات في الطريق إلى الأقصى المبارك
أبواب المسجد الأقصى المبارك
بقلم : الشيخ رائد صلاح ... رئيس الحركة الإسلامية
الحقيقية المرة أن كل أبواب المسجد الأقصى المبارك تقع في هذه الأيام تحت السيطرة الإسرائيلية ، فعلى كل باب من أبواب المسجد الأقصى المبارك - إلا المغلق منها - هناك قوات من الشرطة الإسرائيلية ، وفي بعض الأبواب هناك قوات من الجيش الإسرائيلي ، وهذه القوات تعطي لنفسها الحق في أن تفتش من ترغب من المسلمين لدى دخوله إلى المسجد الأقصى المبارك ، بل تعطي لنفسها الحق أن تحجز بعض بطاقات الهوية لمن ترغب من المسلمين لدى دخولهم إلى المسجد الأقصى المبارك ، مع التأكيد المحزن أنه لا يملك أي حارس مسلم من حراس المسجد الأقصى المبارك الموجودين على أبواب المسجد الأقصى المبارك ، لا يملك أي حارس إمكانية معارضة قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي . بمعنى أن دخول أي مسلم إلى المسجد الأقصى مرهون بموافقة هذه القوات الإسرائيلية في هذه الأيام .
الحقيقة المرة تقول أن كل أبواب المسجد الأقصى المبارك تقع في هذه الأيام تحت السيطرة الإسرائيلية ، ولأنها تقع تحت سيطرتهم فقد أعطوا لأنفسهم الحق في أن يمنعوا سيارات الإسعاف من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك خلال مجزرة الأقصى التي وقعت عام 1990 لعلاج مئات المصابين ، الأمر الذي أدى إلى استشهاد قسم من المصابين الجرحى على اثر نزف دمائهم المتواصل لساعات طويلة ، وقد تكرر هذا المشهد المأساوي في مجزرة الأقصى الثانية التي وقعت عام 1996 بعد أن قام رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق " بيبي نتنياهو " بافتتاح النفق الذي سمي وهماً وتضليلا بإسم نفق " الحشمونائيم " ، فكانت مجزرة أخرى على إثر ذلك ، ومنعت سيارات الإسعاف من الدخول لإسعاف مئات الجرحى ، وقد قامت القوات الإسرائيلية بمنع سيارات الإطفاء من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لإطفاء النيران التي أكلت بلهيبها منبر الأقصى المبارك وبعض أروقته عام 1969 من نفس المنطلق الإسرائيلي ، وهو السيطرة على أبواب المسجد الأقصى المبارك .
ولأن القوات الإسرائيلية تسيطر على كل أبواب المسجد الأقصى المبارك، فان هذه القوات تعطي لنفسها الحق في أن تعرقل مشاريع إعمار المسجد الأقصى المبارك ، فكم منعت هذه القوات إدخال بعض الآليات ؟ وكم منعت إدخال مواد البناء والإعمار على إختلافها ، مع التأكيد أن هذا المنع كان يستمر لأيام وأسابيع ، ولعل ما حدث خلال مشروع فتح بابين للمصلى المرواني قبل شهرين من الجهة الشمالية ، لهو خير شاهد على ذلك ، فقد قامت القوات الإسرائيلية بمنع دخول الآليات ومواد البناء والإعمار لأيام طويلة .
هذا هو واقع الحال المر والمحزن الذي تعيشه كل أبواب المسجد الأقصى المبارك ، لدرجة أن هيئة الأوقاف الإسلامية أعلنت في عام 1969 أنها ستمنع دخول السياح الأجانب إلى حرم الأقصى المبارك بعد قيام المجرم "روهان" بحرق الأقصى المبارك ، فما كان من "موشيه ديان" في حينه إلا أن أخبر الأوقاف انهم إن أغلقوا أبواب المسجد الأقصى المبارك في وجه السياح فسيقوم بفتح الأبواب بالقوة وسيدخل السياح الأجانب بالقوة .
كل ما ذكرت حتى الآن ينطبق على جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك، إلا الأبواب المغلقة منها بطبيعة الحال ، ولذلك سأذكر هذه الأبواب بالتفصيل مع الحديث عن خصوصيات بعض هذه الأبواب بداية من الزاوية الشرقية الشمالية لحرم الأقصى المبارك .
في الزاوية الشرقية الشمالية يقع باب " الأسباط " ، الذي يدخل منه غالب المسلمين إلى الأقصى المبارك ، ولأن هذا الباب يقع تحت السيطرة الإسرائيلية فيجري إغلاقه كل يوم بعد صلاة المغرب مباشرة ، وهذا يعني أن المسلمين لا يستطيعون الخروج منه بعد صلاة المغرب ، وكذلك لا يستطيعون دخوله أو الخروج منه في صلاتي العشاء والفجر .
يليه باب " حطة " الذي يقع في جهة الأقصى الشمالية ، وهو الباب الوحيد الذي يستطيع المسلمون دخوله أو الخروج منه في كل الصلوات بدون استثناء ، بداية من صلاة الفجر حتى العشاء ، وهنا أؤكد أنه هو الباب الوحيد الذي يستطيع المسلمون دخوله والخروج منه بعد صلاة المغرب أو في صلاتي العشاء والفجر ، أما بقية أبواب المسجد الأقصى المبارك فكلها تغلق بعد صلاة المغرب مباشرة حتى ساعات الصباح .
ثم يليه باب " فيصل " الواقع في جهة الأقصى المبارك الشمالية في اتجاه الغرب ، وينطبق عليه ما ينطبق على باب " الأسباط " .
ثم يليه باب " الغوانمة " الذي يقع على وجه التقريب في الزاوية الشمالية الغربية ، وينطبق عليه ما ينطبق على باب " الأسباط " مع التأكيد انه تعرض لجريمة إحراقه في عام 1998 على يد مجهولين من المتدينين اليهود.
ثم يليه باب " الناظر " الواقع في جهة الأقصى الغربية ، والذي يؤدي إلى مبنى هيئة الأوقاف وينطبق عليه ما ينطبق على باب " الأسباط " .
ثم يليه باب " الحديد " الواقع في جهة الأقصى الغربية وينطبق عليه ما ينطبق على باب " الأسباط " .
ثم يليه باب " القطانين " الواقع في جهة الأقصى الغربية وينطبق عليه ما ينطبق على باب " الأسباط " .
ثم يليه باب " السلسلة " الواقع في جهة الأقصى الغربية ، وهو الباب الذي تقع فوقه المدرسة التنكزية ، التي حولتها القوات الإسرائيلية إلى ثكنة عسكرية ، وهناك تخوف عند مسؤولين كبار في هيئة الأوقاف أن هناك حفريات تبدأ من هذه المدرسة وتمتد تحت المسجد الأقصى المبارك ، وينطبق على باب " السلسلة " ما ينطبق على باب " الأسباط " .
ثم يليه باب " المغاربة " الواقع في جهة الأقصى باتجاه الجنوب ، وهو باب شبه مغلق طوال أوقات الصلوات في وجه المسلمين ، ومن الملاحظ أن القوات الإسرائيلية تضع على هذا الباب قوات من الشرطة والجيش .
ثم يليه الباب المغلق المؤدي إلى الأقصى القديم ، كذلك الباب الثلاثي المؤدي إلى المصلى المرواني ، وكلها تقع في جهة الأقصى الجنوبية .
ثم يليه باب " الرحمة " المغلق ، والذي يقع من الجهة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك ، وهو الباب المجاور لمقبرة الرحمة التي تضم قبري الصحابيين " عبادة بن الصامت وشداد بن أوس " رضي الله عنهما .
هذا هو حال أبواب المسجد الأقصى المبارك التي يدخل منها آلاف السياح الأجانب يوميا ويدخلون إلى المسجد الأقصى المبارك ، ومنهم العاريات ، ومنهم الذين يدخلون وهم على جنابة ، رغم انف كل المسلمين والعرب والفلسطينيين في كل العالم ، لذلك لا أبالغ إذا قلت أن الصليبين قد دخلوا المسجد الأقصى المبارك من جديد ، ولكن بأسلوب غير عسكري .