مع التابعين..مفسر الأحلام
كل ما يعرفه عنه المسلمون أنه يفسر الأحلام وخفي عنهم ما هو أعظم وأجل فقد كان بن سيرين من أعلام التابعين وإماما من أئمة الزهد و الورع, ابن سيرين هو أبوبكر محمد بن سيرين البصري من أجل التابعين الذين جمعوا بين جمال العبادة وعظمة العلم فهو إمام في الحديث والفقه وتفسير الرؤيا, وكان آيه في الزهد والورع والتقوي والأمانه وحسن الخلق.
ولد بن سيرين قبل انتهاء خلافة عثمان بن عفان بعامين, ونشأ في بيت مليء بالتقوي والورع والزهد.
تتلمذ علي يد زيد بن ثابت وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وعبدالله بن عباس وعبدالله بن الزبير وأبو هريرة ولزمهم حتي استطاع أن يتحصل علي قدر كبير من العلم واشتهر بتفسير الأحلام لأنه كان يتمتع بقدر كبير من الذكاء والفطنه.
كان ابن سيرين يعمل في التجارة وكان يمشي في الأسواق يذكر الناس بالله وتحري الصدق والأمانه والرزق الحلال حتي أن الناس في زمانه كانوا إذا رأوه كبروا, و يقول أحد معاصريه كان محمد بن سيرين قد أعطي هديا وسمتا وخشوعا فكان الناس إذا رأوه ذكروا الله.
كان ابن سيرين لا يخشي في قول الحق لومة لائم فيروي أنه ذات يوم دعاه بن هبيرة أمير البصرة والكوفه في ذلك الوقت ليسأله عن أحوال المسلمين في العراق فذهب بن سيرين إلي ابن هبيرة في صحبة بن أخيه, فقال ابن هبيرة له كيف تركت أهل بلدك ؟ فقال بن سيرين تركتهم والظلم منتشر وأنت عنهم لاهي, فغمزه بن أخيه, فقال له بن سيرين أسكت فإنني أنا الذي أتكلم وأنا الذي أسأل ولم تسأل أنت ولابد أن أقول كلمة الحق فإنه من يكتمها فإنه آثم قلبه, وأخذ يتكلم بكل ما فيه من جرأه وحرارة حتي يدافع عن حقوق المسلمين, فابتسم ابن هبيرة, ثم انفض المجلس وقبل أن ينصرف بن سيرين بعث له ابن هبيرة أحد رجاله فأعطاه ثلاثة آلاف دينار هدية من الأمير, فرفض ابن سيرين أن يقبلها فتعجب ابن أخيه وقال له لماذا لم تقبل أهذا ثمن يرفض؟ فرد ابن سيرين قائلا انما أعطاني هذا يابن أخي لخير ظنه في فإن كنت أنا من أهل الخير فينبغي أن أكون من أهل الخير ولا أطمع في مثل هذا, وإن لم أكن من أهل الخير فلا ينبغي أن أستحل ما ليس لي من حق.
وكانت وصية ابن سيرين لأهله وبنيه قبل أن يموت أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين وأوصاهم بما أوصي به الله ووصي بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون( البقرة الآيه132) وأوصاهم بأن العفاف والصدق خير وأبقي وأكرم من الزني والكذب, ومات الإمام التقي محمد بن سيرين ولم تمت سيرته, رحمة الله عليه.