د. هشام الصولى على طريق الدعوة

د. هشام الصولى على طريق الدعوة
يمثل جيل السبعينات مرحلة مهمة فى تاريخ دعوة الإخوان بعد السجون والمعتقلات فى عهد عبد الناصر، فقد أعاد الرعيل الأول من الإخوان ترتيب صفوف الإخوان والانتشار بالدعوة من جديد يساندهم فى ذلك شباب الجامعات ذلك الجيل الذين حملوا على أكتافهم الدعوة والانتشار بها فى ربوع القطر المصرى على نحو ما فعل الطلاب فى عهد الإمام البنا ومن هذا الجيل: د. محمد مرسي ، ود.عبدالمنعم أبوالفتوح ، ود.عصام العريان ،ود.عصام حشيش ، ود.محمود غزلان ،ود.حلمي الجزار.. وغيرهم كثيرون .
وبذل هذا الجيل جهودا كبيرة فى العمل الدعوى مهتدين بسيرة السلف الصالح ، ومعايشتهم للرعيل الأول للإخوان المسلمين ، لذا فإن هذا الجيل يستحق الاهتمام وإلقاء الضوء على شخصياته المؤثرة فى العمل الدعوى .
ثانيا : حياته الاجتماعية
الدكتور محمد هشام مصطفى الصولى ،مسئول المكتب الإداري للإخوان فى الإسماعيلية ، وأحد أعلام الإخوان المسلمين من جيل السبعينات ، من مواليد1953بالإسماعيلية، حاصل على بكالوريوس الطب 1977من جامعة القاهرة، متزوج وله من الأبناء أربعة ،معاذ وصفية وزينب ومصطفى ، وله حفيدان . ويعمل مدير لمستشفى الأمل التابع للجمعية الخيرية الإسلامية بالإسماعيلية .
ولد الدكتور هشام فى أسرة عريقة فى دعوة الإخوان منذ نشأة الدعوة فى الإسماعيلية ، فكان الجد محمد سعيد الصولي من الرعيل الأولللإخوان المسلمين ، وله صورة مشهورة مع الإمام البناوالإخوان فى الإسماعيلية ، وكان أحد الجالسين بجوار الأستاذ البنا وعن اليمين الشيخ محمد فرغلي وعلى اليسار الشيخ على الجداوي ،وبجواره الحاج سيد الصولي صهر الإمام البنا ، وقد تبعه والده على طريق الإخوان .
ثالثا : التعرف على الإخوان والعمل الدعوى بالجامعة
كان والده من الإخوان ، وكتب الله له النجاة من الاعتقال حتى منتصف الستينات ،وكانت لوالده صلات بالإخوان فى سجون عبد الناصر ، وكان زوج عمته الحاج توفيق شلبي أحد هؤلاء الإخوان الذين سجنوا سنة 1954 عشر سنوات .
وبعد خروجه من السجن أخذ يتذكر أيام السجن فيذكر أسماء بعض الإخوان المعتقلين معه أمام هشام الذى حفظ تلك الأسماء ، ومنهم الأستاذ حسنى عبد الباقي الذى تعرف عليه فيما بعد، والحاج عبد الرزاق هويدي.
وكان والده يلتقى مشايخ الإخوان معاصرى الإمام البنا، ومنهم الشيخ البهي الخولي حتى تم القبض على والده مع بعض الإخوان فى الإسماعيلية سنة 1965، وأصبح والده منذ ذلك الوقت تحت الطلب للاعتقال .
وهو فى الصف الثالث الثانوى هاجرت الأسرة من الإسماعيلية بسبب حرب 1967 وانتقلت إلى الجيزة ، والتحق هشام بمدرسة الأورمان ، ودرّس له الشيخ صلاح أبو إسماعيل ، وكان كل الناس يعرفون أن الشيخ صلاح أبوإسماعيل من الإخوان ..
كان والده يلزمه بمشاهدة برنامج (نور على نور) ، وكان مقدم البرنامج فراج أحمد فراج ومعظم ضيوفه من أعلام الإخوان الأوائل، فكان يستضيف الشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ سيد سابق والشيخ الغزالى .
وكان كثيرا ما يستضيف بعض المشايخ فى المسجد ، وكان هشام الصولى كثيرا ما يحضر تلك اللقاءات. ويسمع ما يدور فى تلك اللقاءات من أحاديث حول الإسلام وأحوال المسلمين والدعوة إلى الله ، فكان هناك ارتباط فكرى وعاطفى للإسلام الشامل المتكامل ، وقد تأثر بالإخوان من خلال الفهم الشامل المتكامل للإسلام فى ذلك الوقت، وكانت فترة عبد الناصر لا يجرؤ أحد على التحدث عن الإخوان خوفا من العواقب .
ثم توالت علاقاته بالإخوان المسلمين فالتقى بالأستاذ عمر التلمساني ، والأستاذ مصطفي مشهور ، والحاج عباس السيسى ،والأستاذ سيف الإسلام حسن البنا... وغيرهم .
وفى السبعينات كان الإخوان فى الإسماعيلية يحتفلون ببعض المناسبات الإسلامية ، وكان يحضرها الأستاذ التلمساني أحيانا أو غيره من الإخوان الأوائل .
بدأ التعرف على الإخوان أثناء دراسته بكلية الطب بجامعة القاهرة فى سنة 1974 وعمره واحد وعشرون سنة ، وكان الإخوان فى الجامعة يعملون تحت اسم الجماعة الإسلامية.
وقد أسهمت محاضرات الدكتور عبد الله رشوان عن الإخوان فى توثيق معرفته بالإخوان ، وكانت مؤثرة فى حياته .
وامتد ارتباطه بالإخوان فى القاهرة بعد الدراسة الجامعية لمدة سنتين بعد التخرج وقبل العودة إلى الإسماعيلية .
تعرف فى الجامعة على كبار الإخوان من خلال المعسكرات والكتائب الجامعية ، وكان يحضر تلك المعسكرات أعلام الإخوان كالأستاذ عمر التلمساني ، والأستاذ مصطفي مشهور ، والأستاذ لاشين أبو شنب ، وكانت أول كتيبة له مع الإخوان فى الإسكندرية فى بيت الحاج عباس السيسي،وكان الدكتور هشام ينشد فى تلك المعسكرات ، وكان أكبر شىء يؤثر في الطلاب هو معايشة الإخوان الكبار .
ومن أكثر الإخوان الذين أثروا فى الدكتور هشام الصولى الأستاذ مصطفي مشهور الذى كان يخص الشباب والطلاب بعنايته ورعايته ويحرص على الجلوس معهم والالتقاء بهم ، ومنهم كذلك الدكتور حسان حتحوت والدكتور ممدوح الديري .
وقد تعرف فى الجامعة على الجماعة الإسلامية وتوطدت صلته بهم ، واشترك فى الانتخابات الطلابية وأصبح أمينا مساعدا للجنة الرياضية بجامعة القاهرة ، وكانت التقارب بين الإخوانوالجماعة الإسلامية واضحا، وكان التضييق على الإخوان يجعل الجميع يستبعد عودة الإخوان فى ظل هذه الظروف .
وشارك فى انتخابات اتحاد طلاب جامعة القاهرة ، وتم انتخاب د.عبد المنعم أبو الفتوح أمينا عاما لطلاب جامعة القاهرة ، وبدأ التعرف على الإخوان فى مختلف الجامعات المصرية .
وكان ضيوف المعسكرات الأستاذ عمر التلمساني والأستاذ مصطفي مشهور ، وكان يأتى للجامعة الأستاذ محمد حسين محاضرا.
رابعا : جهوده الدعوية والاجتماعية
بذل الدكتور هشام الصولى جهدا متواصلا فى النشاط التربوى للشباب فى الإسماعيلية وتربى على يديه كثير من كوادر الدعوة بالمحافظة .وقد تمتع بكثير من الخلال الطيبة التى أهلته لينال محبة إخوانه والمجتمع .
وقد نال الدكتور هشام الصولى نصيبه من الاعتقال والمضايقات الأمنية منذ الثمانينات ، ومن أواخر مرات الاعتقال التى تعرض لها عندما رفضت وزارة الداخلية قبول أوراق مرشحى الإخوان للمجالس المحلية فى سائر المحافظة ، وحدث ذلك الأمر للإخوان فى جميع محافظات الجمهورية فى أبريل2008 تجمَّع أكثر من ألف مرشحٍ للإخوان المسلمين بالمحليات بمحافظة الإسماعيلية وأنصارهم أمام مبنى محافظة الإسماعيلية في وقفة سلمية صامتة، وفي مقدمتهم د. هشام الصولي ونواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بالمحافظة وذلك لتقديم مذكرة احتجاجية لمحافظ الإسماعيلية حول عدم تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة لصالح مرشحي الجماعة وإدراج أسمائهم بالكشوف النهائية للمرشحين، والانتهاكات غير المسبوقة من جانب الحكومة وأجهزتها المختلفة، وعلى رأسها وزارة الداخلية ضد مرشحي الجماعة للانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في الثامن من أبريل2008.
وقام الأمن بمنع النواب من مقابلة المحافظ وحاصر جموع الإخوان، واعتدى على المعتصمين بالضرب بالهراوات والغازات المهيجة للأعصاب، وقام باعتقال 37 في مقدمتهم د. هشام الصولي، وآخرين معظمهم من المرشحين.
وقد سعت إدارة المعتقل لمضايقة المعتقلين بإخراجهم للزيارة مكبلين مما دفعهم للإضراب عن النزول للزيارات ثم أصدر المحامي العام بالإسماعيلية قراراً بالإفراج عن الدكتور هشام الصولي رئيس المكتب الإداري للإخوان المسلمينبالإسماعيلية وثمانية من إخوانه من مجموعة الـ 37 المعتقلين أثناء الوقفة الاحتجاجية أما مبنى المحافظة إلا أنها لم تنفذ .
وقد شارك الدكتور هشام الصولى فى الإسماعيلية أبناء المجتمع مشاكلهم وتطلعاتهم ، فشارك فى القوافل الطبية المجانية باستمرار فى قرى ومدن محافظة الإسماعيلية التى ينظمها الإخوان المسلمون فى منطقة أبو صوير والحرفيين والسلام والواصفية .
كذلك شارك فى الأنشطة النقابية التى تنظمها نقابة الأطباء .
وقد تم اختيار الإخوان له ليكون مسئولا للمكتب الإدارى للإخوان فى المحافظة .وتم انتخابه كذلك من قبل أبناء دائرته عضوا بمجلس الشعب بعد ثورة 25 يناير، وخاض جولة الإعادة على مقعد الفئات بالرغم من حصوله على 190564 صوتًا من إجمالي 463766 صوتًا صحيحًا ، بفارف 160 ألف صوتا لأقرب منافسيه.
خامسا : المراجع
1ـ جيل السبعينات : يوتيوب ، حوار مع الدكتور هشام الصولى .
2ـ موقع إخوانالإسماعيلية ، إخلاء سبيل الدكتور هشام الصولى وثمانية من إخوانه ،22 أبريل2008.
3ـ موقع إخوان أون لاين : د. هشام الصولي في الإعادة بفارق 160 ألف صوت بالإسماعيلية 17/12/2011