الشيخ عبدالله الأحمر .. الميلاد والنشأة وقضايا ومواقف
يتحدث الشيخ عبد الله بن حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر عن نشأته الأولى فى سيرته الذاتية قيقول :
(ولدت في حصن (حبور) من بلاد (ظليمة) حاشد وهي ناحية من نواحي لواء حجة وتتبع الآن محافظة عمران التي أنشئت مؤخراً .
وكان ميلادي في أواخر شهر شعبان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية (1351هـ) وهو ما يوافق بالتاريخ الميلادي الأول من شهر يناير سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين ميلادية (1933م) ، ولم يكن في تلك الأيام سجلات للمواليد ، وكان البعض يسجل ميلاد أولاده في غلاف المصحف الشريف.
في هذه المنطقة كانت نشأتي الأولى في بيئة نظيفة نقية فيها الطهر والوداعة والتواضع ، وفي معظم سنوات العمر الأولى كان والدي وعمي غالب يقضون معظم أوقاتهم في صنعاء عند الإمام يحيى للمراجعة في مشكلات اختلقتها لهم الدولة أو الإمام ، ونحن في البيت الأطفال الصغار أنا وأمثالي من أولاد العم يرعانا وكيل كان مع الوالد اسمه حمود بن أحمد اليتيم حيث رافق جدي ناصر ثم رافق الوالد وكان موضع ثقته وكان اعتماد الوالد عليه اعتماداً كلياً ، فكان المسئول عن رعايتنا ، وعن إدارة البيت والأموال والمزارع ، حيث كانت بيئتنا بيئة مزارعين ولدينا أراضٍ زراعية كثيرة ، وأذكر كيف كان بيتنا وهو بيت كبير وأحواشه واسعة مملوء بالعمال والرعاة ومملوء بالمواشي من كل أنواعها؛ الخيول والحمير والجمال والبقر والغنم ، وكنا محتاجين لكل نوع من أنواع الحيوانات؛ فالحمير والجمال لنقل الحبوب وغيرها من المنتوجات الزراعية ونقل ما نحتاج إليه في الزراعة، والثيران لحراثة الأرض ، والبقر والغنم للحليب والسمن ونذبح منها، ولا زلت أذكر ذلك وكيف كنا سعداء بتلك الحالة.
وعندما بلغت سن السابعة أو الثامنة جاءوا لنا بمدرس يعلمنا القراءة والكتابة والقرآن في البيت ، وبدأنا بتعلم القراءة والكتابة أنا ومن هم في سني من أولاد العم، أما أخي حميد والذي يكبرني بسنتين ونصف وهو الأخ الوحيد لي في تلك الفترة حيث لم يولد أخي الأخير يحيى إلا بعد ذلك (في شهر يناير سنة 1948م) ، فقد كان حميد رهينة هو وعلى غالب الأحمر -وهو الابن الكبير لعمي غالب- لدى الإمام في حجة ، وما بدأ قراءته الأولى إلا وهو رهينة.)
يضيف الشيخ : كان الإمام يحيى ومن بعده الإمام أحمد يستخدم نظام الرهائن لكي يضمن ولاء القبائل وعدم تمرد المشائخ عليه ، وقد عانينا من هذا النظام الكثير وتشردنا عن أهلنا وبيوتنا وأموالنا فترات طويلة بسبب نظام الرهائن ..
و يكمل : لا زلت أتذكر أول مدرس لنا واسمه السيد حسين الفخري ، ولم يستمر معنا إلا أياماً قليلة فقط وهرب ؛ لأنه حاول أن يضربني فأخذت اللوح الخشب الذي كنا نكتب به وضربته في رأسه وهربت ، فترك تدريسنا بعد هذه الحادثة. وجاءوا لنا بمدرس آخر بديلاً عنه وهو فقيه قبيلي واسمه محسن الصوتي من نفس المنطقة جوار حصن حبور الذي كنا فيه حيث لم يكن أحد منا صغيراً أو كبيراً ينزل المدينة أو يدخل السوق أبداً ، وكان معنا مسجد في الحصن وقد نفعتني الصلاة في هذا المسجد الذي كنا نتعلم بجواره ، وإذا كان الوالد متواجداً تقام الجمعة فيه وإلا فإن الجمعة تقام في المدينة التي كان فيها مدرسة للتعليم كما هو حال التعليم في المدن.
ولا زلت أذكر عندما كان بعض طلبة المدينة يختمون قراءة القرآن حيث يطلعون إلينا مع أساتذتهم وقد لبسوا ملابس خاصة تدل على أنهم قد أتموا حفظ القرآن مرددين الأناشيد حتى يصلوا إلى أبواب حوش البيت فنفتح لهم فيدخلوا لينشدوا أناشيدهم مثل (بلاد العرب أوطاني) من أجل أن نعطيهم بعض الريالات التي كان يعطيهم إياها الوكيل أو أي شخص كبير يكون متواجداً في البيت.
وأذكر كيف كان اهتمام الناس -المجتمع بأكمله- بالعبادات ، كنا نصلي الفجر جميعاً الصغار والكبار ، وبعدها لا ينام أحد حيث نجلس جميعاً نقرأ القرآن -الصغار والكبار والنساء اللاتي يحفظن القرآن- كل الناس تقرأ القرآن من بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، ثم نتناول طعام الإفطار لتبدأ بعده الحركة والعمل في وقت مبكر، وكان النوم مبكراً أيضاً حيث لم تكن هناك سهرات طويلة في الليل وهذا ما كان عليه اليمنيون كلهم في ذلك الوقت.
بقينا في التعليم فترة بسيطة حيث كان التعليم في ذلك الزمان حتى يتم الشخص قراءة القرآن، وبعد ختم القرآن يصبح يقرأ ويكتب ولديه قليل من العلوم الدينية وحساب بسيط لحاجات بسيطة جدًاً، وكان البعض بعد هذه الدراسة ينتقل إلى المدرسة العلمية وهم محصورون في بعض الأسر في المدن ، وما بلغت الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمري إلا وقد أصبحت مسئولاً عن البيت والأموال حيث كان الفرد في ذلك الوقت يشعر بالمسؤولية مبكرًا فقد يتحمل المسؤولية ويواجه مشاكل القبائل ، وهو في سن الثالثة عشرة وبعضهم أقل وذلك بخلاف ابن المدينة.
وبالنسبة لي شخصًياً فقد كان لدي شعور بالمسؤولية ، وجدية كبيرة خاصة أن والدي كان غائباً عن البيت في معظم الأوقات ، وكذلك عمي غالب وكان البيت كما قلت سابقاً مملوءاً بالمواشي وأصبح لدي في ذلك الوقت مواشي خاصة بي من البقر والغنم فأصبحت مسئولاً عن الأموال وتنقلت من حبور إلى منطقة الخمري بالعصيمات في حوث وإلى البطنة والعشة ودنَّان ، وكنت أتنقل إلى قضاء حجة أو المناطق والنواحي التي لنا أملاك فيها من أجل التحصيل بعد موسم علاَّن إلى أن قامت ثورة 1948م وأنا في سن الخامسة عشرة. )
تعرض والده الشيخ حسين الأحمر إلى التضييق والحبس من قبل الإمام أحمد بسبب شكوك في أن الشيخ/ حسين كان له موقف مؤيد للأحرار الذين ثاروا ضد الإمام يحيى حميد الدين في ثورة الدستور 1948م.. فيما كان شقيقه محبوساً في حجة في الفترة نفسها (كرهينة ) .
قضى الشيخ عبد الله ثلاث سنوات وهو يبذل جهوده لدى الإمام في تعز لإطلاق سراح والده وشقيقه. فظل سنة كاملة يبذل الجهود لإطلاق سراح والده والسماح له بزيارة أسرته وقريته ثم قضى سنة ثانية سجيناً لدى الإمام بدلاً عن والده حتى يعود ثم قضى سنة ثالثة بذل ما في وسعه لإطلاق سراح شقيقه الأكبر حتى نجح في إقناع الأمام بالسماح له ببضعة أشهر فقط يعود فيها الشيخ/ حميد بن حسين الأحمر إلى مسقط رأسه للزواج ثم العودة إلى سجن الإمام وسافر الإمام أحمد إلى روما للعلاج .
عاد الشيخ الشاب/ عبدالله بن حسين الأحمر إلى قريته بعد تلك السنوات الثلاث، واستقر هناك واستأنف الإشراف على الأمور الخاصة بالعائلة وشؤون القبيلة.
وفي نهاية الخمسينيات وبعد سفر الإمام إلى روما تصاعد الرفض الشعبي ضد الإمام أحمد حميد الدين، وقاد الشيخ حسين بن ناصر الأحمر وابنه الشيخ/ حميد تحركات وطنية للقبائل المتحمسة للتخلص من الإمام … لكن الإمام أحمد وبعد عودته من رحلته العلاجية ألقى خطاباً تهديداً في الحديدة وأقسم أ نه لن يدع أحمر ولا أخضر إلا وأحرقه وقد نجح باستخدام أساليب ملتوية في إلقاء القبض على الشيخ/ حسين الأحمر بعد أن أعطاه الأمان ثم ألقى القبض على الشيخ حميد في الجوف بعد أن سلم نفسه في وجه بيت الضمين وقد تم إرساله إلى الحديدة على طائرة خاصة ليعدم بعد ذلك في حجة وبعد أسبوعين تم إعدام والده الشيخ/ حسين بن ناصر الأحمر كذلك في حجة. وكان الإمام قد أرسل قبل اعتقال الشيخين حملة عسكرية على قبيلة (حاشد) ومنازل آل الأحمر وممتلكاتهم عاثت فيها خراباً ودماراً واعتقلت بعض مشائخ حاشد.
فى تلك الأثناء كان الشيخ عبدالله قد تم اعتقاله أيضاً في الحديدة بعد أن تم إحضاره من السخنة بحجة الالتقاء بوالده وبعد أحد عشر يوماً من الاعتقال في سجن الحديدة تم ترحيله إلى سجن المحابشة والذي مكث فيه ثلاث سنوات حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م.
كانت فترة البقاء في (السخنة) في مقام الإمام أحمد فرصة مناسبة للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر للتعرف على رموز كثيرة من رجالات اليمن من المشايخ والعلماء والسياسيين والمثقفين وكان ذلك بداية تدشين انخراطه في معترك القضية الوطنية والعمل السياسي.
قامت ثورة سبتمبر 1962م والشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر ما يزال في سجن المحابشة.. وعند سماعه الخبر بدأ تحركاته لكسب ولاء المواطنين والجنود للثورة. وفي عصر اليوم نفسه أرسل قائد ثورة سبتمبر المشير عبد الله السلال برقية إلى عامل المحابشة آنذاك وجه فيها بإطلاق سراح الشيخ عبدالله والسماح له بالتوجه إلى صنعاء في أسرع وقت ممكن.
في اليوم الثاني لقيام الثورة توجه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بصحبة عدد من الجنود والشخصيات الذين كسب تأييدهم للثورة إلى منطقة (عبس) حيث قضوا ساعات في ضيافة القبائل ثم اتجهوا إلى الحديدة ووصلوها يوم السبت. وفي يوم الأحد- الرابع من عمر الثورة- وصل الشيخ إلى صنعاء واستقبله قادة الثورة في مقر مجلس قيادة الثورة وتم تكليفه بسرعة التوجه إلى المناطق الشمالية الغربية لمطاردة الإمام المخلوع محمد البدر وإلقاء القبض عليه. ومنذ ذلك اليوم قاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قبائل حاشد في معركة الدفاع عن الثورة والجمهورية دون هوادة ولا توقف ولا تأثر بالظروف السياسية المتقلبة في صنعاء حتى انتهت المعارك في يناير 1970م.
كان أول لقاء يجمع بين الشهيد أبي الأحرار محمد محمود الزبيري والشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر، يوم وصول الشيخ إلى العاصمة للمرة الأولى في اليوم الرابع للثورة، ثم استمرت علاقة الرجلين حتى استشهاد الزبيري في 31 مارس 1965م. واتسمت علاقتهما بالاحترام والإعجاب فالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان يرى في الشهيد الزبيري رمز الثورة اليمنية ضد الاستبداد والطغيان والتخلف.. فيما كان أ. الزبيري يرى في الشيخ/ عبدالله بطل الثورة والجمهورية الذي يقف هو قبائله سداً في وجه محاولات العودة إلى عهد الإمامة والاستبداد. وكان الإثنان يشكلان وحدة فكرية وشعبية مهمة في الصف الجمهوري، ووجد الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر نفسه ينحاز إلى الشهيد الزبيري عند بروز الخلاف بين الجمهوريين والداعين للسلام والإصلاح بقيادة الزبيري من جهة وبين الجمهوريين الداعين لحسم الصراع بالقوة والسلاح بقيادة المشير عبدالله السلال ومعه القيادة المصرية في اليمن. ودعم الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر موقف الشهيد الزبيري وإخوانه من العلماء والمشائخ والضباط، وتحولت مدينة (خمر) – المركز القبلي والعسكري الذي كان يواجه الملكيين- إلى قبلة للعلماء والمشائخ والضباط الملتفين حول الاستاذ الزبيري في دعوته إلى السلام وإصلاح ذات البين وتنقية النظام الجمهوري من الممارسات السلبية التي أساءت للثورة والجمهورية. وبعد استشهاد القاضي محمد محمود الزبيري ظل الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر على وفائه له، وتبني أفكاره الإصلاحية المستوحاة من الفكر الإسلامي المعاصر، وتوثقت علاقته بتلاميذ الشهيد الزبيري من دعاة الإصلاح القائم على الشريعة الإسلامية السمحاء والتصور الإسلامي الأصيل الراشد بعيداً عن الانغلاق والجمود والتعصب من جهة وعن دعوات التفلت من الإسلام تحت مبرر التحرر الزائف من جهة أخرى.
أسهم الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر إسهاماً كبيراً في الإعداد والتنفيذ لحركة 5 نوفمبر التصحيحية 1967م التي أنقذت ثورة سبتمبر من الانهيار وفتحت الطريق أمام الانتصار والسلام، كما كان له دور بارز في مواجهة الأخطار الخارجية والداخلية التي تعرضت لها الثورة والجمهورية ولا سيما في مواجهة حصار السبعين يوماً الذي تعرضت له صنعاء عاصمة الثورة والجمهورية،وبذل جهودأً كبيرة في التواصل مع القبائل المغرر بها بالدعايات الملكية وإقناعها بالثورة والجمهورية، وكسب ولائها لهما. وفي الداخل أسهم الشيخ/ عبدالله بقوة في مواجهة الجموح اليساري الذي أراد أن يصبغ الثورة والجمهورية بأفكاره ومبادئه المتطرفة المعادية لروح الدين الإسلامي.
في عام 1969م انتخب الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيساً للمجلس الوطني للجمهورية العربية اليمنية الذي تولى صياغة الدستور الدائم للبلاد، وتأسيس قاعدة الشورى التي يقوم عليها النظام الجمهوري باعتبار الشورى أهم أهداف الثورة اليمنية التي جاهد من أجلها العلماء والمشائخ والمثقفون عبر أجيال طويلة.
وفي عام 1970م تم انتخاب الشيخ عبدالله رئيساً لمجلس الشورى في الجمهورية العربية اليمنية والذي جسد تجربة شوروية ديمقراطية متقدمة في ذلك الحين مقارنة بظروف التخلف والفقر التي كانت تعاني منها البلاد، وظل المجلس يقوم بواجبه حتى تم تعليق العمل بالدستور الدائم وإغلاق المجلس عام 1975م.
كان الشيخ عبدالله من أبرز المنتقدين لسوء إدارة الدولة وانتشار مظاهر الضعف في مواجهة الفساد الإداري والمالي وعمليات التخريب الدموية التي نشرت الخوف والرعب في صفوف المواطنين وبددت ثقتهم بالدولة في عهد القاضي/ عبدالرحمن الإرياني ولا سيما في السنوات الأخيرة.
وافق الشيخ/ عبدالله على عملية انتقال السلطة سلمياً التي قام بها العميد ابراهيم الحمدي في 13 يونيو 1974م بعد استفحال الأزمة السياسية في البلاد. ودعم العهد الجديد باعتباره فترة انتقالية يتم فيها إنقاذ البلاد من السلبيات التي كانت تعاني منها ولا سيما في المجالين الأمني والاقتصادي ولكن البلاد سرعان ما دخلت في مرحلة جديدة من التوتر السياسي بسبب النزوع الفردي والرغبة في الاستفراد بالسلطة والتسويف في إعادة الحياة الدستورية.
وعند تأسيس المجلس الاستشاري عام 1979 عين الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر عضواً فيه، كما عين عضواً في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه عام 1982م حتى قيام الوحدة عام 1990م.
عقب قيام دولة الوحدة، وإقرار التعددية السياسية والحزبية تبنى الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر الدعوة إلى تأسيس (التجمع اليمني للإصلاح) الذي ضم العلماء والمشائخ والمثقفين ورجال الأعمال والشباب والنساء من مختلف المناطق اليمنية من المهرة حتى صعده. واختير الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيساً للهيئة العليا التحضيرية التي تولت مهام تأسيس الإصلاح في كل المحافظات اليمنية وقيادة التجمع حتى انعقاد المؤتمر العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح في سبتمبر 1994م.
ملحق(1) :التجمع اليمني للإصلاح
يقول الشيخ الأحمر ، حاولنا أن نكون التجمع اليمني للإصلاح عام 1990 بعد الوحدة وإطلاق التعددية السياسية ، وفى القلب منه ، تنظيم الإخوان المسلمين ـ الذي كان موجوداً بالفعل ـ كنواة داخلية في التجمع لديه التنظيم الدقيق والنظرة السياسية والأيديولوجية والتربية الفكرية.
رأس التجمع اليمني للإصلاح الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ، وبعد وفاته إنتخب خلفا له العقيد محمد عبد الله اليدومي أمينا عام له .
لعب تجمع الاصلاح دورا هاما عام 1990 فعمل مع حزب المؤتمر من اجل انجاح الوحدة اليمنية .
وأيضا تحالف مع حزب المؤتمر ضد حركة الانفصال عام 1994 ووقف بعنف ضد التوجهات الانفصالية للحزب الاشتراكي الذي كان يقوده رئيس الشطر الجنوبي علي سالم البيض فحدثت مواجهات دامية بين الطرفين ، ويعزى إليه انتصار خيار الوحدة هذه المرة ايضاً .
دخل التجمع عام 2006 في جبهه معارضة لحزب المؤتمر وحكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع بعض الاحزاب الرئيسية المعارضة في اليمن سميت اللقاء المشترك والمتكونة من :
الحزب الاشتراكي ، التجمع الناصري وكان هدف اللقاء المشترك هو توحيد جهودهم السياسية في الانتخابات الرئاسية ورشحوا عنهم الوزير السابق فيصل بن شملان ، وللتجمع جريدة ناطقة باسمه اسمها الصحوة.
ملحق (2) :الوظائف التي شغلها الشيخ الأحمر
عضو مجلس الرئاسة المشكل بعد قيام الثورة في اليمن عـام 1962.
وزير الداخلية لثلاث مرات كانت أولاهما عـام 1963.
رئيس المجلس الوطني عام 1969، وهو المجلس الذي تولى صياغة الدستور اليمني.
رئيس مجلس الشورى من عام 1971 حتى تاريخ حله عـام 1975.
رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح منذ تأسيسه عـام 1990.
رئيس مجلس النواب اليمني منذ تأسيسه في فترة أولى من 1993 إلى 1997، وفي فترة ثانية من 1997 إلى 2001 ثم فترة ثالثة ، حتى قبل وفاته .
حاز الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر على ثقة المواطنين في دائرته الانتخابية في الانتخابات النيابية في أبريل 1993م. وانتخب في 15/5/1993م رئيساً لأول مجلس منتخب للنواب في ظل الجمهورية اليمنية وأعيد انتخابه في 18/5/1997م للمرة الثانية رئيساً لمجلس النواب وأعيد انتخابه في 10/5/2003م للمرة الثالثة رئيساً للمجلس حيث حاز على ثقة أعضاء المجلس .
في أثناء الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد (أغسطس 1993-يوليو 1994م) نجح الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في الحفاظ على سلامة السلطة التشريعية ووحدتها رغم حالة الفوضى والتشتت المريعة التي عانت منها اليمن قرابة عشرة أشهر. وقد أسهم إسهاماً كبيراً في الجهود السياسية لتطويق أزمة الانفصال والدفاع عن الوحدة اليمنية في الداخل والخارج حتى تحقق النصر في يوليو 1994م.
وفى تلك الفترة حدث صدام مروع فى لقاء الشيخ بالشيخ / زايد آل نهيان ، تحدث عنه فى سيرته الذاتية ، حتى أنهما جلسا فترة من الوقت لا ينظر كل منهم إلى الآخر، كل الشيخ يريد الوحدة ، والشيخ زايد يقول لا وحدة بالقوة والسلاح ، بينما أسر إليه الملك فهد أنهم إذا إستطاعوا دخول عدن سينهون المشكلة ، ويرفعون حرجاً عن المملكة .
في12 يناير 1995م رأس وفداً يمنياً رفيع المستوى إلى المملكة العربية السعودية لمواجهه التداعيات الخطيرة حول أزمة الحدود اليمنية السعودية، وظل الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر في الرياض قرابة 40 يوماً حتى نجح في التوصل إلى توقيع مذكرة التفاهم في 27 رمضان 1415هـ التي فتحت الطريق أمام عودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية وصولاً إلى توقيع اتفاقية الحدود في 12 يونيو 2000م.
أسهم مع عدد من العلماء والشخصيات البارزة في العالم العربي والإسلامي في تأسيس (مؤسسة القدس) -وهو نائب رئيس مجلس الأمناء فيها- لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني ، والحفاظ على الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة ، كما شارك (الشيخ) في العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية لدعم القضية الفلسطينية سواء في داخل الوطن أو في خارجه ، ويندر أن يوجد خطاب من خطابات (الشيخ) لايتعرض فيه للقضية الفلسطينية داعياً إلى دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه الآلة الصهيونية الغاشمة.
ويتجلى الاهتمام بقضية فلسطين والقدس ودعم صمود الشعب الفلسطيني في تخصيص جلسات متعددة في مجلس النواب لمناقشة أي تطورات خطيرة تشهدها الساحة الفلسطينية ، وإصدار بيانات تأييد قوية ومناشدة للمسؤولين العرب وللمجتمع الدولي للقيام بمسؤولياتهم لإيقاف الهمجية الصهيونية.
كمـا يحرص الشيخ /عبدالله على المشاركة في الفعاليات الشعبية التي تنظمها المؤسسات الأهلية لدعم جهاد الشعـب الفلسطيني .
وللشيخ الأحمر رؤية خاصة تجاه القضية الفلسطينية تتمثل فيما يلي :
أولاً/ مركزية القضية الفلسطينية :
يؤكد (الشيخ) دائماً أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والاسلامية ،ويشدد على ضرورة تقديم قضية فلسطين والقدس على غيرها من القضايا والهموم المحلية في العالم العربي والاسلامي ووضعها في أول سلم الأولويات، لما يشكله الوجود الصهيوني من خطر على الدين والأوطان العربية والاسلامية .
ثانيا / البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية :
يؤمن (الشيخ) أن قضية فلسطين قضية كل مسلم ، وأن أرض فلسطين أرض المسلمين جميعا لأنها مسرى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولى القبلتين وثالـث الحرمين الشريفين ، ولا أحد يملك حق التنازل عن أي جزء منها ، والدفاع عن فلسطين ومقدسات المسلمين ونصرة الشعب الفلسطيني واجب ديني على كل مسلم .
ثالثاً /الوحدة طريق النصر :
وفي رؤية الشيخ/ عبدالله لطريق النصر فإن الوحدة هي الطريق الأقصر إلى القدس ، فضياع فلسطين سببه تفرق الأمة المسلمة ، ونشوء الدويلات والإمارات المتعددة، وانشغال حكام المسلمين بالكراسي وإهمال أمور المسلمين والركون إلى الظالمين ..
والوحدة المقصود بها هنا هي وحدة الشعوب الإسلامية،وكذلك وحدة فصائل الجهاد الفلسطيني .
رابعاً: المقــــاومــة هي الــحـل :
يؤكد الشيخ /عبدالله أنه ليس هناك طريق لإنهاء الاحتلال إلا طريق المقاومة الباسلة، فهي الطريق الوحيد لاسترداد الحقوق المغتصبة ، والصهيونية الغاشمة لاتفهم غير لغة القوة ، وأن طريق الانعتاق من التبعية والذل والخلاص من مؤامرات الأعداء ليس مفروشا بالورود والرياحين بل مفروشاً بجثث الشهداء الأبطال .
كما تحدث الشيخ فى سيرته عن إختطاف الشيخ المؤيد ظلماً وعدواناً لمساعدته لحركة حماس ، وكيف أن السفير الألماني فرانك ماركس بصنعاء كان يتملص ويتخلص بأكاذيب وأعذار واهية وبدون مبالاة وبأساليب غير لائقة ، وهو يقول إن بينهم وبين أمريكا اتفاقية ، و أنهم يتعرضون لضغوط أمريكية ـ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبرـ لا يستطيعون مواجهتها .
وتحدث عن تردد الرئيس في قرارإلغاء المعاهد العلمية ، وكيف انه كان يعد ثم يخلف ، ثم يعد ، لكنه أكد أنه كان يتعرض للضغوط الهائلة من القوى العلمانية والحاقدين على المعاهد العلمية . و فى النهاية ـ وجه رسالة إلى رئيس الوزراء لإلغاء المعاهد ، وحينما طرح بيان الحكومة على مجلس النواب وتضمن إلغاء المعاهد العلمية وجه الشيخ رسالة اعتذار إلى هيئة رئاسة المجلس وأعضاء المجلس بعدم حضوره تلك الجلسة لأن المعاهد المؤسسة التعليمية الناجحة ستلغى وهي من منجزات الثورة والجمهورية التي لا يجوز المساس بها.
وحول فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس فى الإنتخابات التشريعية يقول الشيخ : "لقد استغربت كثيراً مما أوضحه لي السفير الأمريكي بصنعاء توماس كراجيسكي حينما ذكرت له التناقض الأمريكي بين الدعوة إلى نشر الديمقراطية في العالم والموقف المعادي لحركة حماس التي فازت عبر صناديق الانتخابات وبالطرق الديمقراطية! فقال: إن الإدارة الأمريكية تعترف بفوز حماس بالانتخابات ولكنها لا تعترف بها كمنظمة لأنها لم تعترف بإسرائيل !!
توفي الشيخ يوم الجمعة 17/12/1428هـ الموافق 28 ديسمبر 2007 في العاصمة السعودية الرياض بعد معاناة طويلة مع المرض.
وخلف من الأولاد عشرة: صادق، حميد، حمير، حسين، همدان، هاشم، حاشد، بكيل، مذحج وقحطان.
يروى حميد عن والده القول أنه لو لم تكن هناك سوى حركة إسلامية واحدة تعمل لصالح الإسلام ، لكانت جماعة الإخوان المسلمين ..